• ×
الثلاثاء 14 شوال 1445
أحمــــد  خميس الأزوادي ..النيجــــر

المملكة والحج !

أحمــــد خميس الأزوادي ..النيجــــر

 0  0  1.2K
ريادة المملكة العربية السعودية
ودورها في الحفاظ على شعائر الإسلام وأمن المسلمين فيها


حبا الله سبحانه وتعالى المملكة العربية السعودية ، بفضل لم يُفَضِّل به غيرها من الدول ، وذلك حينما اختارها الله من كوكبه الواسع ليضم من جغرافيته الطاهرة مكة المكرمة مدينة الرسول .. ومدينة هجرته وحاضنة قبره الكريم صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة .. ذلك فضل لم تحظ به دولة على وجه الارض سوى السعودية ، وقسمة ليست قسمة الملوك والرؤساء ولا الأمم إنما قسمة واختيار ملك الملوك سبحانه وتعالى ...

ولو لم يُضَف إلى السعودية إلا هذا الفضل لكان كافيا ، لكنه فضل يلد فضلا آخر يتمثل في شعيرة الحج التي بدأت حسب اكثر أرجح الأقوال بحقبة النبي إبراهيم وابنه إسماعيل عيهما السلام ، وذلك لا يحتاج إلى الأدلة.. ومن البديهي أن اختيار الجغرافية الطاهرة بالضرورة يستدعي اختيار شعب يضفي هذه الميزة على تلك الجغرافية ويحافظ عليها مع توالي السنين ومغايرة الحقب الزمنية المتغيرة .

وهذا المعادلة البسيطة تنتج لنا أن الشعب السعودي بمثابة افضل شعب لأفضل بعقة على وجه الأرض ، إذا لا يُثبت عقليا أن تستوي أرضٌ من الناحية الأمنية والاقتصادية إلا بوجود شعب يعمل على هذه الصفات.. ولست سياسيا ولا مدافعاً عن الحكومات ، لكن استواء الشعب امنيا ومعاشيا يرجع بشكل أو بآخر إلى الدولة أو بمعنى آخر إلى رموز الدولة أي السلطة الحاكمة .

وهنا لا أدافع عن حكومة المملكة العربية السعودية ولا عن شعبها، لكن لا بد أن يضاف الفضل إلى أصحابه، فمنذ أن اختار الله أدنى الأرض التي تتمثل في مكة كوجهة يتوجه إليها جميع المسلمين في كل أصقاع الأرض حجا وقبلة، كان أعمال الحج والضيافة ترضي الزائرين؛ بل فوق الرضاء إن أمكن وإن صح التعبير، وليس ذكر الأحداث الصغار التي حدثت قديماً في الجاهلية والتي سرعان ما انتهت أو التي كادت أن تحدث، فكافأ الله رؤوسها بجنود من عنده.

واستشعاراً لهذا الفضل وتلك الخاصية التي أنعم الله بها أهل الحجاز، واستنهاضاً للهمم وشحذاً للطاقة المتاحة عملت السعودية على اهتمام بأعمال الحج بصفة خاصة، حيث شهدت الأعوام الماضية توسعات كبيرة في الحرم واصلاحات تشمل كل ما من شأنه توفير الراحة والخدمات اللا محدودة حقيقة لضيوف الرحمن..
وقد برز ذلك بشكل واضح بعد القفزة الأولى التي سُجلت للحجاج لأول مرة في ثمانينات القرن الماضي، حيث وصل العدد لأول مرة إلى أكثر من مليون حاج .. بعد تصاعد وهبوط في الأعوام السابقة والتي تلتها .. ونتيجة لذلك قام خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز بتنفيذ مشاريع عملاقة وكبيرة لتوسعة الحرمين الشريفين وتطوير المدينتين والمشاعر المقدسة لرفع الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين عدة أضعاف خدمة لضيوف الرحمن وللإسلام والمسلمين .

إن القيام بهذه الأعمال الجليلة التي وقعت في نصيب المملكة العربي السعودية لهي أعمال تشريفية تزيد شرفاً للسعوديين، شرفاً يضاهي التعب الذي يحملونه على أكتافهم وأعصابهم في أيام الحج.. وما يعملونه لعامة المسلمين من خير يشمل جميع نواحي الحياة تعليماً وإصلاحياً وأعمال خيرية كثيرة ..
وفي سياق متصل بهذا التوجه الإصلاحي والامتداد التنموي للعالم الإسلامي من قبل أو مشاركة المملكة العربية السعودية، يجدر بالتذكير والتنبيه للمملكة العربية السعودية قيادة وشبعاً وإعلاماً بالخصوص بالخطر الذي يواجه المملكة من قبل أعدائها الخفيين الذين يتربصون بمكانتها الدولية كقائدة للعام الإسلامي وقبلة المسلمين، فهذا الخطر أصبح واضحاً مرئياً لذوي البصيرة .

فدور الدفاع عن المملكة العربية السعودية كوطن للسعوديين وكقبلة لعموم المسلمين يقع على عاتق جميع المسلمين في كافة أصقاع الأرض .. فكما قال الدكتور . محمد البشير : " واجهة الحرب الجديدة مسؤولية تضامنية مشتركة، ولئن كان المواطن وبعض مؤسسات الدولة عليهم كفل من هذه المسؤولية، إلا أن واجب الجهات الأربع التي سبق ذكرها- يقصد وزارة الشؤون الدينية، والخارجية، ورابطة العالم الإسلامي، والصحافة - أكبر من غيرهم ، وعليها أن تنفك من عقالها، وتتحرر من قيودها؛ لتشارك العسكريين الأبطال على حدودنا في الجنوب والشمال في الحرب الشاملة التي فرضت علينا ولم يكن لنا فيها بد من المواجهة ". لأنه وبكل بساطة: " لن يكون في هذه الأرض أكثر ولاء للوطن الذي يحتضن تلك المقدسات من إنسان هذه البلاد ، فهو الذي سيدافع عنها قربة لله ، وجهاداً في سبيله ".. مع ذلك لابد أن يأخذ الكل - جميع المسلمين - طرفه في الدفاع عن مقدسات هذه الدولة ، ابتداء من المواطن العادي إلى الوزير والعالم والصحفي، وحتى السفارات الموجودة خاصة في الدول الغربية ، لابد أن تأخذ بما يقع على عاتقها في هذا الشأن .

وفي الحقيقة كإعلامي، وزميل لأكثر من صديق يتعامل مع السفارات السعودية في غرب إفريقيا ، فقد لعبت السفارات السعودية الموجودة في بلدان غرب إفريقيا ، والبلدان الإسلامية الأخرى ، دوراً كبيراً في إرساء دعائم الدبلوماسية الراقية ، والأخــوة الإسلامية السمحة ، والتعليم الأكاديمي ، والعمل الخيري الإنساني الفذ ، ودورها مشهود له في هذه الجوانب المختلفة ، كما لا يُنسى لها ما تقوم به من مجهودات جمة جراء متابعتها لأعمال مواسم الحج والعمل على تسهيله على مواطني الدول الموجودة بها ممثليتاها وغيرها .. والله القدير فقط من أن يجازيها على هذه الجهود الجبارة وما عانته ولا تزال تعانيه من تعب ومشقة في سبيل خدمة العالم الإسلامي .

لا ريب فإن سفارة المملكة العربية السعودية بالنيجر تعد من أبزر الأمثلة التي يمكنني أن نتحدث عنه وأنا أحرر هذا التقرير وعن أعمالها الكبيرة سواء أكانت هذه الأعمال تتعلق بمواسم الحج أو عن طريقة تسييرها بما يرضى ويريح المواطن النيجري أو ما يتعلق بأعمال السفارة التقليدية ، بالإضافة إلى ما يقوم به القائمون والساهرون عليها من برامج توعوية وإنسانية .. ويسعـدنـي أن أتقدم بالشكر الجــزيل والرائق والــلائق لجميع القائمين بأعمال سفارة خادم الحرمين الشريفين في النيجر ، على حسن التعامل والتفاهم المستمر ، والذي إن دل على شيء فإنما يدل على طيبة شعب الملكة العربية السعودية وارتقاء ثقافته ، ولقد أبدى المواطن النيجري رضاه عن طيبة معاملتها له .

وفي الحقيقة لقد يتضح لجميع من يلاحظ كيفية تنظيم مسيرة الحج المباركة ، أن الشعب السعودي شعب متقدم ومنفتح وغير متزمت ولا منغلق، أدام الله لهم الأمن والصحة والاستقرار التام والتوفيق لخدمة الإسلام والمسلمين ، كما قام به أسلافهم وسيظلون بإذن الله تعالى خير خلف لخير سلف .

وفي الختام أتوجه بالشكر الجزيل إلى جميع المسؤولين والمنظمين في كافة مؤسسات المملكة العربية السعودية ، على حسن اهتمامها الملحوظ والمشهود ، فهم لم يألوا جهداً في الوقوف بجانب جميع رواد الحرمين الشريفين وتقديم الخدمات والتسهيلات وكافة سبل الراحة والطمأنينة ، فقد يستنفروا جميع طاقاتهم وإمكاناتهم لخدمة حجاج بيت الله الحرام منذ وصولهم الأراضي المقدسة إلى أن يغادروا الأراضي المقدسة نحو بلدانهم .

فكل الشكر والتقدير والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ، وحكومته وشعب المملكة قاطبة بأحلى التقدير وأجزله وأروعه وأنقاه وأبهاه ، وندعو الله العلي القدير أن يحفظه بحفظه ويحفظ المملكة العربية السعودية وشعبها من كل سوء ومكروه .

فعيد سعيد وكــل عام جميع الأمة الإسلامية بألف خير .

أحمـــد خميـــس نــوح الأزوادي
ناشر ورئيس تحرير جريد الاتحاد "تَـانْمِنَّـاكـ" العربية في النيجر
كاتب إعـلامــي وباحث فـي شؤون الصحـراء والساحـل