• ×
الثلاثاء 14 شوال 1445

إقامة صلاة الاستسقاء اليوم في جميع أنحاء المملكة

إقامة صلاة الاستسقاء اليوم في جميع أنحاء المملكة
بواسطة fahadalawad 08-04-1434 10:50 صباحاً 452 زيارات
ثقة ج واس : أقيمت صلاة الاستسقاء، اليوم في جميع مدن المملكة ومحافظاتها ومراكزها اتباعاً لسنة المصطفى - عليه أفضل الصلاة والسلام - عند الجدب وتأخُّر نزول المطر، أملاً في طلب المزيد من الجواد الكريم أن ينعم بفضله وإحسانه بالغيث على أنحاء البلاد.

كما أُقيمت الصلاة في الجامعات ومدارس البنين بمختلف مناطق المملكة.


ففي مكة المكرّمة أدّى جموع المصلين، صباح اليوم، صلاة الاستسقاء بالمسجد الحرام يتقدّمهم وكيل إمارة منطقة مكة المكرّمة الدكتور عبد العزيز بن عبد الله الخضيري، والرئيس العام لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن عبد العزيز السديس، ونائب الرئيس العام لشئون المسجد الحرام الشيخ الدكتور محمد بن ناصر الخزيم، وأمّ المصلين إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور سعود بن إبراهيم الشريم، الذي ألقى خطبةً أوصى فيها المسلمين بتقوى الله - عزّ وجلّ -، إذ بها الملتزم وعليها المعول والمعتصم، وبها تصلح الأحوال وتحسن العاقبة. وقال فضيلته "إننا أصبحنا في زمن لا يزداد الخير فيه إلا قلة، ولا الشر فيه إلا كثرة، لا الحق فيه الاخفاء، ولا الباطل فيه الا شيوعا .. لقد كثر الطمع واشتد الجشع وظهر الربا وكثر الغش وشاعت الرشوة وعم الغلول إلا أن الواحد منا يرى في غيرما سبيل طغيان النفاق وانتشار الكذب والزور والرياء والسمعة واعتلاء صيحات المتمردين عن دينهم المتسللين عنه لواذا والمستهزئين بشريعته .

وأضاف الشيخ الشريم: ومن قلب طرفه بعين بصيرته فإنه لا يبصر إلا فقيراً يكابد فقراً أو غنياً بدّل نعمة الله كفراً أو بخيلاً اتخذ الكفر بحق الله وفراً.

وأضاف إمام وخطيب المسجد الحرام قائلاً: لقد رجع فئام من الناس على أعقابهم فغالتهم السبل واتكلوا على الولائج فاتخذوا من دون الله ورسوله والمؤمنين وليجة، ولقد وصل أقوام غير الرحم وهجروا السبب الذي أمرهم الله أن يوصل، فنقلوا البناء عن رص أساسه وبنوه في غير موضعه فمن منقطعٍ إلى الدنيا راكن، أو مفارق للدنيا مباين. ومحصلة تلك الأمور خف في الحق وخمول في الذكر وقسوة في القلب ووحشة بين العبد وبين ربه ومنع لإجابة الدعاء وضنك في المعيشة ومحق في البركة والرزق والعمر وحرمان في العلم، إذ تتولد هذه كلها من معصية الله ومن الغفلة عن ذكره كما يتولد الزرع من الماء والإحراق عن النار فاستبدل أقوام شراً بالذي هو خير وجهلاً بما هو علم ونور وانتظروا بسوء أفعالهم الغير انتظار المجدب المطر من السماء.

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام: إن الله - جل وعلا - جعل من الماء كل شيء حي ليختبر عباده ويبتليهم أيشكرون أم يكفرون فأنزله سبحانه - من المزن ليشربوا امتناناً منه - سبحانه - على عباده. وجعل سبحانه - الماء محنةً وبلاءً وعقوبة يرسلها للعاصين من عباده والمعرضين عن هديه وشريعته.

وجاء في مسند أحمد أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطراً لا تكّن منه بيوت المدر ولا تكن منه الا بيوت الشعر"، كما جعل سبحانه - من أحوال الماء أن ينزل من السماء فتكون الأرض له كالقيعان لا تحبس ماءً ولا تنبت كلاءً. وقد جاء في مسند أحمد ما يدل على أن قلة الأمطار وشحها وعدم الإنبات من علامات الساعة، فقد قال أنس - رضي الله تعالى عنه - كنا نتحدث أنه لا تقوم الساعة حتى لا تمطر السماء ولا تنبت الأرض وحتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد، ثم إن البركة كل البركة في نزول المطر الذي تنبت به الأرض ويحيا به الموات.

وقال إمام وخطيب المسجد الحرام في خطبته: إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم الله أن تدعوه ووعدكم أن يستجيب لكم ولقد كان آباؤنا وأجدادنا يخرجون للاستسقاء تائبين منيبين راجين فكان لا يخلهم المطر غالباً ولربما نزل عليهم وهم في مصلاهم. ولقد كانوا مع فقرهم وقلة ذات اليد عندهم أكثر بركة منا وأوسع عافية وذلك بسبب قربهم من الله وقلة معاصيهم وشيوع العدل بينهم والفرار من الظلم فرار الصحيح من الأجرب وتطبيق شرع الله قولاً وعملاً في كافة شؤون حياتهم، فلذلك حصل لهم ما حصل من سعةٍ في الدين وبركةٍ في الرزق فالخير والبركة والوفرة أمور مرهونة بالعدل والحكم بشريعة الله ورفع المظالم عن الناس وإقامة الحدود، كما أوجب الله - جل وعلا - والتمسك بهدي المصطفى - صلى الله عليه وسلم - والعض عليه بالنواجذ.

ودعا الشيخ الشريم الله أن ينزل علينا الغيث ولا يجعلنا من القانطين، وأن يسقينا غيثاً مغيثاً مريئاً عاجلاً غير آجلٍ وأن يسقي عباده وبهائمه، وأن ينشر رحمته وأن يحيي بلده الميت.


وفي المدينة المنورة أدتْ جموعُ المصلين بالمسجد النبوي صلاةَ الاستسقاء يتقدمهم الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة, وأمَّ المصلين فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي الذي ألقى عقب الصلاة خطبةً، حمد الله سبحانه وتعالى في بدايتها، وأثنى عليه لنعمه الظاهرة والباطنة التي منّ بها على عباده، داعياً المسلمين إلى تقوى الله حق تقاته، فهو سبحانه وتعالى الذي يكشف البلوى، وأمر عباده بالدعاء وجعله مفتاحاً لكل خير.

وقال فضيلته: إن المسلمين اشتكوا جدب ديارهم، وتأخر المطر عن زمانه، وقد أمر الله عباده بالدعاء، ووعدهم بأن يستجيب، وأن الله تبارك وتعالى جعل الخير كله في طاعته، فما وقع بلاء ولا نزل إلا بذنوب، ولا يُرفع إلا بتوبة إلى الله تبارك وتعالى؛ فإن التوبة جماع الخير كله.

وبيّن فضيلته أن لله سبحانه وتعالى سنناً في هذا الكون؛ فمن أطاع الله وأخذ بها ليسعد فإنه يسعد في الدنيا والآخرة، وقد جعل سبحانه الطاعات أسباباً لكل خير، وقد جعل المعاصي أسباباً لكل شر، فما من خير في الدنيا والآخرة إلا وسببه طاعة الله عز وجل، وما من شر في الدنيا والآخرة إلا وسببه معصية الله عز وجل، مشيراً إلى أن تقوى الله تبارك وتعالى، وامتثال أوامره واجتناب ما نهى عنه، والتقرب إليه، وابتغاء وجهه تعالى بالعمل هي سبب السعادة والخير في الدنيا والآخرة، مستشهداً فضيلته بقول الله تعالى: (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض).

ودعا فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي المسلمين إلى العمل بأسباب السعادة، وطَلَب ما عند الله من الخير بطاعته تبارك وتعالى؛ فإنه لا ينال ما عند الله إلا بطاعته، وأن الله سبحانه وتعالى يحبُّ من عباده إظهار الفاقة والحاجة والاضطرار إليه، فليسأل المسلم ربه في كل أموره فإنه القادر على كل شيء.

وبيّن فضيلته أن لنزول الغيث أسباباً كالإحسان إلى الخلق بالصدقة والزكاة وأسباباً لإمساكه كمنع الزكاة والتحاسد والتباغض والتظالم فعلى المسلمين تقوى الله سبحانه وتعالى، وإصلاح ذات البين، والإقبال على الله، ورد المظالم، والاستكثار من عمل الخير.

وفي ختام خطبته سأل الشيخ الحذيفي الله عز وجل، أن يغفر للمسلمين جميعاً، وأن ينزل عليهم الغيث، وألا يجعلهم من القانطين، وأن يسقيهم سُقيا رحمةٍ لا سُقيا عذابٍ ولا هدمٍ ولا غرقٍ غيثاً طيباً نافعاً، وأن يجعله متاعاً وقوة لهم، وبلاغاً إلى حين، عاماً عاجلاً غير آجلٍ، يغيث به البلادَ والعبادَ وينتفعُ به الحاضرُ والبادِ.