• ×
السبت 11 شوال 1445

عبدالمجيد عبدالله «مجنون.. صاحي».. عمل للكبار!

عبدالمجيد عبدالله «مجنون.. صاحي».. عمل للكبار!
بواسطة fahadalawad 13-05-1434 07:35 صباحاً 815 زيارات
ثقة ج متابعات: لم يكن الفنان عبدالمجيد عبدالله ذو الصوت الذهبي يتوقع نجاح "مجنون.. صاحي" العمل الفني "العميق" بالجمل الطربية.

بسبب أنه تعود في الآونة الأخيرة على الجمل السريعة "المنسية" حال صدورها أو سماعها، في أغنية "مجنون.. صاحي" يثبت أن شخصية الملحن هي ذات السلطة الأولى في نجاح العمل وتمكين صوت المطرب خلال "التركيب"، هذا ما كان يفعله بعض من الملحنين أمثال عمر كدرس وسراج عمر وغيرهم مع المطربين.

"مجنون.. صاحي" ذات المقام "الرست" والتي ارتكزت على حرف "الفا" وإيقاع الرومبا، أعطت عبدالمجيد وهجاً كان يفتقده مُنذ زمن.! لم يجرؤ أن يقدم مثل تلك الأغاني رغم التفاوت فيما قدمه مؤخراً، كانت الأعمال الأخيرة ما بين الجيد والمتراجع فنياً.

هي حال الأغنية مؤخراً مع الصوت "الذهبي" عبدالمجيد عبدالله، المُحب للطرب لكن الحال في سوق الكاسيت يفرض التنحي والتوجه لتقديم ما لا يليق بتاريخه!

الشاعر علي مساعد، ذو جولات طويلة مع المطربين، يعرف كيف يصِيغ الكلمة الغنائية، لذا كان التوافق مع الملحن "طلال" أعطى الأغنية وهجاً استثنائياً وحضوراً متميزاً في "مجنون.. صاحي"، طلال "القديم / الجديد" لديه فلسفة نغمية عجيبة، عبر عنها في العديد من التعاونات مع نجوم الأغنية العرب، ربما هذه الأغنية كانت تأكيداً لخط عودة عبدالمجيد وحضوره المتميز في هذه الأنغام، وجعلته في موقف نقل الصورة عند اقتران الكلمة ذات الجرس الموسيقي مع صوته "العذب"، "مجنون.. صاحي" كان ثمرة نتاج قيمة فنية صاغها الملحن "طلال" ذو الشخصية والتي أعادت صوت عبدالمجيد "للطرب" والبعيدة عن التلميع المصطنع.

"مجنون.. صاحي" رجعة للأغنية السعودية المأخوذة من الأرض الخصبة ولإظهار النغم "الكلاسيكي" الأصيل، لم تكن الأجراس الموسيقية في النص خيالية! ربما وضوحها وفلسفتها الشعرية المغلفة بالواقع "مجنون صاحي أجي وودعك/ تبيني من حسرتي أطيح من طولي"، هي مثار اهتمام نغم "الرست/على الفا" حتى في دخولها بحوار مع النغم مع عودة الإيقاع الصرف الخليجي وتمكن آلات السحب في توضيح خيالها "الهارموني" وبعد انتقالها للكوبلية الأول «واللزم»، غالب تلك الأعمال الفنية "المميزة" تدخل ضمن تفعيلات تطريبية خالصة، هذا ما فعله الشاعر علي مساعد، حرك لهفة "طلال" وعشقه للتطريب، وعودة للنغم الأصيل والماضي وبناء الألحان المختلفة.

عبدالمجيد عبدالله، كان متأرجحاً في العام "2012" بعد عدة أغانٍ بعضها لم تَرُق للمستمع، لكنه هنا يعيد وهج صوته "الذهبي" إلى سابق عهده دون - تعريب مصطنع -، عمل فني مكتمل وتصحيح لما أفسده الملحنون الآخرون في "حنجرته الذهبية"، هنا يتفق المتذوقون على نجاح "مجنون.. صاحي" كعمل فني مكتمل لا يصنعه إلا الكبار.