• ×
الجمعة 10 شوال 1445

جاء ذلك في ندوة " السعودية والتوازن الدولي .. الإسلام .. الطاقة .. السلام "

ثباتيرو : الحضارة الإسلامية لها أثر واضح في الثقافة الإسبانية

ثباتيرو : الحضارة الإسلامية لها أثر واضح في الثقافة الإسبانية
بواسطة fahadalawad 24-05-1434 01:40 صباحاً 793 زيارات
ثقة : الرياض  انطلقت مساء اليوم أولى فعاليات النشاط المنبري للمهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية 28" بندوة " السعودية والتوازن الدولي .. الإسلام .. الطاقة .. السلام " وذلك بقاعة مكارم بفندق الماريوت بالرياض .

وبدأت الندوة بكلمة لمديرها الإعلامي عبدالرحمن الشبيلي ، قدّم فيها للمحاضرين مستعرضًا أبرز إسهاماتهما العلمية والعملية .
بعدها قدم رئيس وزراء مملكة إسبانيا السابق الدكتور خوزيه لويس ثباتيرو ، ورقة عمل سلّط فيها الضوء على الحضارة الإسلامية في الأندلس ، مشيرًا إلى أن الحضارة الإسلامية كان لها أثر واضح في الثقافة الإسبانية حيث امتزجت الثقافة الإسلامية بالإسبانية في مظاهر الحياة المختلفة في تطور الإنسان وتطور المباني والفلاحة ومختلف مظاهر الحياة.

ولفت النظر إلى أن التعايش هو الأساس من أجل الحضارة فأي حضارة هي نتاج التفاعل مع حضارات أخرى ، وإسبانيا بدورها ترتكز على الجانب الثقافي والتعايش والتمازج الثقافي بين الثقافات ، والثقافة الإسلامية لها تأثير كبير في العالم بشكل عام ومن ذلك في إسبانيا .

ونوه بتجربة المملكة العربية السعودية التي رغم كل التحديات استطاعت أن تقدم نموذجًا يحتذى لجميع دول العالم من خلال مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - للحوار بين أتباع الأديان والثقافات والتي أثمرت في تعزيز ثقافة الحوار العالمي ، وتعزيز روح التسامح والتفاهم بين شعوب الأرض كافة ، مؤكدًا أن حوار الحضارات زاد في السنوات القليلة الماضية .

وبيّن أن دول العالم قاطبة لاسيما الحكومات والسياسات أمام تحد في تحالف الحضارات الذي من شأنه أن يبعد التشنج الديني والصراعات الدينية ويشيع الاحترام بين الحضارات الكونية ، لافتًا النظر إلى أن صراع الحضارات قليل لكنه موجود ، مشددًا على أهمية الحوار في هذه المرحلة .

وأكد الدكتور خوزيه لويس ثباتيرو ، أن المملكة لها دور أساسي في العالم لاسيما على صعيد الطاقة ، مبرزًا أهمية الدور الذي تضطلع به المملكة في النفط والطاقة ، والطاقة المتجددة لاسيما الطاقة الشمسية ، بحكم ثقلها العالمي على مستوى الطاقة .

إثر ذلك قدم معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني ، ورقة عمل قال في مستهلها: " تعد الصلة المباشرة بين المملكة والدين الإسلامي الحنيف من البديهيات والمسلمات ، فالمملكة تحتضن الحرمين الشريفين وفي مكة المكرمة قبلة المسلمين ومهبط الوحي ، وفي المدينة المنورة دار الهجرة النبوية وعاصمة الدولة الإسلامية الأولى ، ومن الطبيعي أن يكون الدين الإسلامي الحنيف أساس تكوين المجتمع العربي السعودي وعنوان هويته وانتمائه ومنبع ثقافته وفكره وعاداته ، وأن تكون الشريعة الإسلامية حاكمة على النظام الأساسي للمملكة وعلى جميع أنظمتها وتشريعاتها وقضائها ".

وأشار إلى أن المملكة لها علاقة وثيقة بالطاقة حيث تعد أهم وأكبر دولة بترولية في العالم من حيث الاحتياطي من البترول والإنتاج والصادرات والطاقة التكريرية ، فهي تمتلك 19 بالمائة من الاحتياطي العالمي ، و12بالمائة من الإنتاج العالمي ، وأكثر من 20 بالمائة من مبيعات البترول في السوق العالمية.

وقال " القيم الإسلامية العليا بوصفها المحدد الأساسي لسياسة المملكة كان لها الأثر المباشر والواضح في تحديد كيفية توظيف المملكة لثروتها النفطية ، وهو ما أدى بدورها إلى اقتران كل من السياسة الخارجية والسياسة النفطية للمملكة بالسعي الحثيث لخدمة الإسلام والرفاه والتوازن محليًا وإقليميًا وعالميًا " ، مشيرًا إلى أن المملكة وظفت مواردها النفطية لخدمة المواطن وحفظ أمنه وتلبية احتياجاته وتحقيق النماء والرفاه والخير له ولمجتمعه ومستقبله ، والأولوية الأولى لكل موازنات المملكة وإنفاقها الحكومي كانت وماتزال لتنمية الإنسان العربي السعودي لأنه الثروة الحقيقية للبلاد وأساس أي تنمية مستدامة .

وأضاف: " رغم أن المملكة تعد من الدول التي تشهد احتياجات متزايدة ونموًا سكانيًا مرتفعًا ، إلا أنها تعد الدولة الأولى في العالم من حيث نسبة ما تقدمه من مساعدات خارجية إلى إجمالي الناتج الوطني ، حيث بلغت 4 بالمائة من مجموع الناتج المحلي الإجمالي للمملكة ، وهو ما يوازي ضعف النسبة المستهدفة من برنامج الألفية للأمم المتحدة متجاوزة خلال العقود الثلاثة الماضية 100 مليار دولار استفاد منها أكثر من 95 دولة في جميع أرجاء العالم دعمًا لتحقيق الأهداف التنموية التي تنشدها تلك الدول .

وأكد معالي الدكتور نزار مدني أن المملكة تأخذ بكل جدية ومصداقية مسؤوليتها الدولية في سبيل الحفاظ على الاقتصاد العالمي وتوازن سوق الطاقة واستقراره.
وسرد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عدة حقائق أبرزها أن التاريخ لم يسجل أن المملكة بادرت إلى العدوان أو استخدمت قدراتها العسكرية إلا في أضيق نطاق من ممارسة حقها المشروع في الدفاع أو صد العدوان عليها ، كما أن المملكة ليس لديها أي مطامع للتوسع خارجيًا أو مطامح لبسط نفوذها أو هيمنتها أو فرض وصايتها وتدخلاتها على الآخرين ، كما أن المملكة كانت دومًا سباقة إلى تقديم مبادرات السلام ومساعدة الآخرين على حل أزماتهم وصراعاتهم بالوسائل السلمية ، وبادرت إلى محاربة الإرهاب والتطرف ومواجهته أمنيًا وفكريًا.

وقال: إن" ما تفخر به المملكة وتعتز به هو البناء على ثوابت لا تتبدل بتبدل العهود بنى قواعدها ورسم منهاجها مؤسس هذه البلاد الملك عبدالعزيز -رحمه الله - منذ ما ينيف على 75 عامًا حيث لم تبدل المملكة يومًا ثوابتها".

وأكد في ختام كلمته أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - لا يكل في توظيف مكانته العربية والإسلامية والدولية ورصيده السياسي الكبير في سبيل الدعوة إلى الحوار والتسامح والوسطية والاعتدال والتحذير من التطرف والغلو والتعصب والإقصاء .