• ×
السبت 11 شوال 1445

تحرير «المصطلح» يثير جدلية فهم الثابت والمتحول.. في منطق الخطابات المتطرفة

تحرير «المصطلح» يثير جدلية فهم الثابت والمتحول.. في منطق الخطابات المتطرفة
بواسطة fahadalawad 26-05-1434 04:37 صباحاً 637 زيارات
ثقة ج متابعات:  واصل البرنامج الثقافي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" في دورته الثامنة والعشرين، مساء أمس بندوة خامسة أقيمت بعنوان "حركات الإسلام السياسي: الثابت والمتحول في الرؤية والخطاب" بمشاركة كل من: الدكتور علي السمان، والدكتور سيد علي مهاجراني، والدكتور ضياء رشوان، والدكتور رشيد الخيون، والدكتور فرانسيس لاماند، والكتر سعيد حارب، وأدارها معالي الدكتور عبدالعزيز بن عثمان التويجري.

وقد استهل السمان حديثه بان تعريفات الإسلام السياسي تتعدد حسب المفاهيم التي شاعت مؤخرا، وبحسب الحركات التي تتبنى هذه الدعوات، التي يسعى كل منها إلى إرادة معينة يقوم من خلالها بوضع صياغة وشعار مفاهيمي للجمع بين الدين والسياسة، التي يتبعها الكثير من الإجراءات التي يتم منهجتها وفقا لما تسعى إليه تلك المفاهيم من إيجاد كيانات حركية وقوى لها تدافع عنها حينا وتدعو إليها حينا آخر.. مستعرضا العديد من النماذج التي شاعت في البلدان العربية التي وصفها السمان بأنها كانت السبب الرئيسي وراء العديد من النكسات لتلك البلدان.من جانبه اعتبر مهاجراني، أن هناك توازناً لا بد أن يحدث بين العقل والعاطفة، والحاضر والمستقبل، والثابت والمتحول، الأمر الذي يفترض ان يكون الحديث من خلاله عن الإسلام السياسي متكئين على "الحكمة" التي من شأنها أن تخلق حيوية فكرية، أخذا بالعصر الذي نعيشه، مما يفترض أيضا إعادة قراءة هذه الحكمة مقرونة بالقيم الأصيلة في حياة الأمم التي يأتي في مقدمتها العدالة والحرية والديموقراطية، التي رغم قدمها، إلا أن قراءتها المتجددة مسألة بديهية لكيفية التعامل مع الثابت، للوصول بفهم ووعي إلى المتحول في علاقة السياسة بالإسلام.. مؤكدا في ختام حديثه على أهمية الاتكاء على النص الشرعي كثابت.أما رشوان، فقد وصف عنوان الندوة غاب عنها ركنان رئيسان، أولهما، التنظيم، وثانيهما التأسيس الاجتماعي، وخاصة في ظل المتغيرات التي شهدها الكثير من الحركات الإسلامية في الدول العربية كما هو الحال في مستجدات الربيع العربي.. مؤكدا على أهمية التفريق من انب آخر إلى التفريق بين الحركات السياسية الاجتماعية ذات البرنامج الإسلامي، والحركات الدينية ذات الطابع المدني، التي وصفها بالإطار الذي ينحو إلى أهداف خاصة فيما تتبناه من رؤى، وتشكله من طور إلى آخر من ديني إلى سياسي. ومضى المحاضر مستعرضا العديد من النماذج من الحركات الإسلامية في العالم العربي عبر محورين، الأول يتمثل في المتغيرات داخل الحركة ذاتها والبنية والتنظيم، وعلى مستوى الرؤية وعلى مستوى القيادة داخل الحركة ذاتها، وعلى مستوى نظرة الحركة إلى واقعها تجاه بعدها أو قربها من مركزية التأثير في الحركات الأخرى الأمر الذي خلق صداما وتضادا وثارات تاريخية بين الحركات الدينية.

د.رشيد الخيون: ما لم نتفق على تفسير المفاهيم.. فلن نتمكن من التحاور حولها

من جانب آخر اعتبر الخيون المزج بين السياسة والدين ليس جديدا، وبأن المزج بين الدين والسياسة عطفا على ذلك لم يخلق ما يثير جدلا أو يشكل افتراقا.. مشيرا إلى أن العلاقة التي ظهرت فيما بعد كمصطلح يحمل "الإسلام السياسي" أول ما يواجه سؤالا مركزيا هل طرفا المصطلح متفقان على مفهومه؟ وكيف ينظر كل منهما إلى الآخر؟ مؤكدا على أهمية تفسير هذا المصطلح وبحثه والتدقيق فيه للدخول في حالة حوارية مع الآخر، ليسود الإنصات بدلا من الرفض، والأخذ والعطاء بدلا من الاقصاء.. وخاصة في ظل ما يثيره منطق الخطابات الحركية المتطرفة. وعن الثابت والمتحول في الحركات الإسلامية، فقد وصفها الخيون بالمفهوم الواسع الذي يرادفه "الساكن والمتحرك" معتبرا أن الثابت يمثل إقامة دولة دينية، بينما المتغير هو محاولة تفهم الظروف الجديدة الحالية المعاصرة.. متخذا من الحركات الدينية في العراق مثلا لعرض الثابت والمتحول في رؤية كل حركة امام بعدي الهدف من جانب والوسيلة من جانب آخر.

وختم د.الخيون مشاركته بالحديث عن الإسلام السياسي في الراهن بأنه طائفي ب"القوة" نظرا لتكونه من سني وشيعي، مما جعل من قضية "الإمامة" فيصلا لإعادة بنية جماعة كانت مجتمعة إلى جذرها الطائفي.. في ظل عدم وجود ما وصفه الخيون بمراجعة الحركات الدينية نفسها.وفي مشاركة للدكتور علي نور زادة، انطلق من خلالها إلى البعد "المقارن" بين الحركات الدينية في العالم العربي، التي واكبت العديد من الدعوات الدينية، وما تبعها من مواقف سياسية مناهضة أو داعمة، الأمر الي أفرز تباينا كبيرا وبونا شاسعا، أضر بالعديد من الحركات الدينية التي أضرت بالإسلام عطفا على ارتباطها به كحركة دينية.. مختتما حديثه بالتأكيد على تطهير الإسلام من المفاهيم السياسية. من جانبه قدم لاماند خلال مشاركته العديد مما وصفه ب" المقترحات" التي أعادها إلى تجارب شخصية من خلال عمله في العديد من الجمعيات، التي تعرف من خلالها إلى العديد من المفاهيم التي ركز من خلالها على التعرف على الديموقراطية والإسلام، ومقارنتها بالديموقراطية والإسلام..عبر استعراض تتبعي تاريخي لهذين الجانبين كمفاهيم عبر القرون المتأخرة، التي ربطها بالعديد من المفاهيم المعاصرة بين الطرفين كما هو الحال في مفهوم الحداثة، أو مفهوم الربيع العربي. كما وصف فرانسيس، الربيع العربي بأنه لم يخلق ربيعا حقيقيا للعديد من المجتمعات الإسلامية، معيدا ذلك إلى عدم التوازن بين الحاجات الشعبية والأنظمة السياسية التي أفرزت ربيعا أشبه بالخريف القاسي والأزمة الحضارية، الأمر الذي يجعلها بحاجة إلى العديد من التصحيحات التي يرى لاماند أن منطلقها التصحيح في الفكر الإسلامي المعاصر.

د.فرانسيس لاماند: تكشف «ربيع» بعض الدول العربية عن خريف قاس.. وأزمة حضارية

أما الدكتور حارب، بأن ظاهرة الإسلام السياسي ظاهرة قديمة، وتمثل ظاهرة قديمها مقارنة بارتباط السياسة بالديانات المختلفة، مشيرا إلى أن الثابت والمتحول، جاء إبان الدولة العثمانية، التي ظهر حينها البحث عن بدائل، لمطالب حركية أو شعبية، تنامت منذ تلك الحقبة الزمنية وصولا إلى وقتنا المعاصر.وختم د.حارب حديثه، بأن الثلاثين سنة المنصرمة في العالم العربي، شهدت بحثا ونشاطا للحركات الدينية، التي يرى بأنها اصبحت فيما بعد تمارس السياسة كنوع من التحول، على مستوى الرؤية الحركية للجماعة الواحدة، وعلى المستوى الجمعي للحركات الأخرى.. حيث أعقب ذلك العديد من الأسئلة والمداخلات، التي شهدت جدلا واسعا حول مفهوم الإسلام السياسي، والثابت والمتحول.