• ×
الجمعة 10 شوال 1445

المثقفون: المؤسسات الثقافية أهدرت استثمار الأماكن العامة

المثقفون: المؤسسات الثقافية أهدرت استثمار الأماكن العامة
بواسطة fahadalawad 16-08-1434 05:36 صباحاً 675 زيارات
ثقة ـ متابعات :  أكد مثقفون وأكاديميون أن حضور البرامج والاحتفالات الثقافية في الأماكن العامة في الواقع المحلي يتسم بغياب الحضور مما ينم عن غياب في الرؤى والاستراتيجيات التي من المفترض أن تقوم بها المؤسسات والجهات المعنية مبينين من خلال استقراء الواقع أن هذا الغياب يدل على غياب أهم عنصر يعتبر من بديهيات العمل الإداري في الجهات الثقافية والأندية الأدبية بمختلف مناطقها.

يقول رئيس قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام عبد المجيد طاش: إنه لا أذكر أنني قرأت إعلاناً دعائياً يعطي دلالة للأذهان إلى وجود برامج ثقافية واجتماعية في أماكن عامة فغالباً ما نسمع عن ببرامج توعوية وترفيهية فقط خاصة في الأسواق الضخمة لكن برامج واحتفالات ثقافية لا وجود لها على الإطلاق لا على أرض الواقع ولا في المطبوعات والإعلانات التي تصدر من وزارة الثقافة والإعلام وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على قصور الجهة المسؤولة والتي من المفترض أن يكون لها استراتيجيه واعية واضحة وبينة يتم تطبيقها على أرض الواقع المشاهد وتقوم على صناعة القرار بشكل احترافي ومدروس وليس بطريقة عشوائية.

وأضاف طاش أن مفهوم الثقافة لدينا تم احتكاره للنخبة المقتصرة على الأدباء والشعراء في الأندية الأدبية التي تهتم وتهم هذه الفئة بينما الثقافة مفهوم يهم كل الناس، الذي من المفترض أن تقوم الجهات المعنية بتوجيه برامج ثقافية تتسم بالشمولية والوضوح حتى ولو كانت هذه البرامج تقتصر فقط على توضيح مفهوم الثقافة.. مختتما حديثه بأن الجهات الثقافية التي تبرر قصورها بأن المراكز التي من المفترض أن تقام فيها هذه الاحتفالات ترفض كالأسواق مثلاً لأن هذه الاحتفالات تشكل لها دعماً وترويجاً على كل المستويات وتساهم بعوائد اقتصادية وغير اقتصادية عليها فالقول برفضهم لا يتسم بالإقناع ولا بالمنطقية.

من جانبه قال نائب مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي الثقافي الدكتور صالح المحمود: إن هناك خطة لإقامة احتفالات وفعّاليات ومفاجآت ثقافية في الأماكن العامة خصوصاً في موسم الصيف وهي شبه معتمدة من المجلس لكن المشكلة تكمن في تنفيذها في الأماكن العامة وخارج النادي يحتاج إلى واقع خاص، كما أن النادي يعتزم إقامة معرض كتاب خيري في إحدى الأسواق الكبيرة في الرياض وسيكون ريعه لجميعه الأيتام.

ومضى المحمود قائلاً: هناك نية لإقامة خيمة رمضانية وهي تقوم على لقاءات ثقافية مفتوحة كل ليلة في أماكن متاحة للجميع وعامة وتستهدفها فئة الشباب غالباً لمدة ساعتين في اليوم وهذه الخطة لازلنا ننتظر منها موافقة من الجهات المسؤولة..معتبراً أن النادي حالياً يتحاشى استضافة الشخصيات المكررة، كما أن النادي منذ مدة وهو يتبنى الشباب وإبداعاتهم وأكبر ما يدل على ذلك هو المنتدى الذي يقوم به النادي في كل يوم أحد الذي يختص بأطروحات الشباب الإبداعية والفكرية.

أما عبد الله الغامدي، فقد أكد أن إقامة الفعاليات في الأماكن العامة تقدم صورة فعالة وحضارية للمجتمع بكامل فئاته وتعبر عن حالة احتوائية نابعة من الفكر والمشاركة والاستماع للآخر والاهتمام به،مع دورها الاجتماعي الذي لا يمكن إنكاره والذي يحقق مفهوم التواصل بأكبر قدر ممكن باعتباره يأتي للمتلقي ولا ينتظر المُتلقي يأتي إليه في الصالات والغرف المغلقة والتي غالباً ما تتسم بنفس الحضور وبنفس الاتجاهات التي لا تضفي شيئاً مهما بقدر ما تترك الحالة الثقافية في ثبوت مرضي ممل.

وقال الغامدي: إننا في الأساس كمجتمع نفقد ثقافة الاحتفال وأن الاحتفالات العامة لدينا سواءً كانت ثقافية أو غير ثقافية أحياناً تتسم بالغوغائية مما يجعلنا نشعر بأننا في حاجة ماسة قبل أن تقدم مؤسساتنا برامج احتفالية وثقافية إلى توضيح هذا المفهوم في أذهان الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي وعبر وسائل الإعلام كما أن الأماكن العامة غير مهيأة في الأصل إلى هذه الاحتفالات على مستوى المسارح الثقافية ولا على مستوى الإمكانيات المطلوبة للسلامة والتي لا تتوفر في الكثير من الأماكن.

من جانب آخر وصف محمد أحمد بكر واقع هذه البرامج الثقافية قائلا: إننا حين نسأل أنفسنا متى ستقام أمسية ثقافية فنية أدبية شعرية؟تجد الإجابة بأنك لا تعرف والجميع أيضاً لا يعرفون أيضاً مما يجعلنا نفقد إحساسنا بالاتساع الثقافي وبالفن فليس هناك شيءٌ للبسطاء ولا للشباب من يسمون أنفسهم نخبويين هم من يحتكرون الأشياء.. مردفا قوله: حتى الأمسيات التي من المفترض أن تكون في متناول العامة ولا ترتبط بالنخبة وتكون للشباب مخرجاً وثقباً أصبحت شيئاً غير قابل للمشاهدة في واقعنا الثقافي.

وعن ندرة الحضور الفّعال لإقامة الفعاليات الثقافية في الأماكن العامة يرى عبد الرحمن العوفي أن المؤسسات الثقافية مرآة مهمة لأي مجتمع وذات أهداف مختلفة تجاه دورها في احتواء الإبداع وانتاجه، فكل مؤسسة لها اتجاهاتها واهتماماتها التي قامت من أجلها أو أضيفت إليها بعد قيامها.

وقال العوفي: لو نظرنا إلى واقع مؤسساتنا الثقافية غيرالإعلامية لوجدناها قلة في العدد، قد تنحصر في نطاق الأندية الأدبية، ومركز الحوار الوطني، ومعرض الكتاب، وبعض أنشطة المسرح، وسوق عكاظ التاريخي فقط، لكني أعتبر فعاليات هذه الجهات تبحث عن الإبداع نزولاً إلى الميدان العام أو أن هناك من هذه المؤسسات صنعت حلقة وصل بينها وبين ميادين التعليم العام والجامعات بل ثمة فجوة واسعة بين المؤسسات الأكاديمية وبين المؤسسات الثقافية ولا تراعي الفرق بين المنتوج الثقافي الحر والمتاح للجميع وبين الإنتاج الأكاديمي.

واختتم العوفي حديثه قائلا: الثقافة الحرة التي ابتغيها هي البعيدة عن إلزامية المنهج وينبغي على المؤسسات الثقافية كباحث عن الاحتواء وكداعم وكمنتج للثقافة أن تلامس الواقع بشكل أوسع وأن تكثف الحضور حتى ولو في دائرة الأماكن العامة التي تحتوي بعضها على البرامج الترفيهية والترويحية والترويجية وغيرها من الأمكنة التي تستهدفها كافة شرائح المجتمع السعودي.