• ×
الثلاثاء 14 شوال 1445

مخاوف من تضاؤل جبل «الرماة».. وباحثون يطالبون بالحفاظ على ما تبقى منه

مخاوف من تضاؤل جبل «الرماة».. وباحثون يطالبون بالحفاظ على ما تبقى منه
بواسطة fahadalawad 23-08-1434 09:16 صباحاً 659 زيارات
ثقة ـ متابعات : طالب عدد من الباحثين والمؤرخين في المدينة المنورة، أمانة المنطقة، بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحفاظ على ما تبقى من جبل الرماة المجاور لجبل أحد، الذي كني سابقاً بـ»جبل عينين»، ويقع جنوب القناء المكشوف، الذي يحوي قبور شهداء معركة أحد.
وقال مدير تعليم المدينة المنورة سابقا، الباحث والمؤرخ الدكتور تنيضب الفايدي لـ»الشرق» إن جبل الرماة، الذي سمي بذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم وضع خمسين شخصاً من أصحابه عليه في غزوة أحد، كانت حوله أحياء سكنية كاملة، وبعد فترة أزيلت المباني، كما أخذ من الجبل من الجهة الشرقية والشمالية، وبدأ الجبل يتضاءل حتى أصبح أقل ارتفاعا، مشددا على ضرورة تنفيذ دراسات جيدة حتى يتم وقف النقص في الجبل من قبل المتخصصين.
وأضاف: «لعل هذا العام هو العام المناسب لبداية مثل تلك الدراسة، وذلك بمناسبة اختيار المدينة المنورة عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 1434هـ، فإن إبراز هذا الجبل وغيره من الجبال ذات العلاقة بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ضرورة للأجيال، ولاسيما الطلاب والطالبات، مع وجوب المحافظة على ما تبقى من الجبل»، مشيرا إلى أن «المحافظة عليه تذكّر بالسيرة المكانية للرسول صلى الله عليه وسلم، كما يذكّر بغزوة مفصلية مهمة في التاريخ الإسلامي، وهي غزوة أحد التي تناولها القرآن الكريم»، لافتا إلى أن «أكثر من نصف سورة آل عمران جاءت معززة لأحداث غزوة أحد، التي يعتبر جبل الرماة من مفاصلها الأساسية»، مؤكدا ضرورة المحافظة على ساحات المعركة وما يحيط بها، ومن أبرزها مسجد الفسح الذي صلى به رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر جمعاً في يوم غزوة أحد، حيث لم يبق من ذلك المسجد سوى صخور بها المحراب وطوال فترات التاريخ كان يعتنى به لأهميته.
وطالب الفايدي أمانة المدينة المنورة أن تزيل «الطوب والشبك»، التي وضعت على الغار الموجود في الصخور أعلى موقع مسجد الفسح، معللا ذلك بأنه لا علاقة لذلك الغار بالغزوة ولا بالسيرة، لافتا إلى أن كثيرا من المؤرخين نبّه إلى ذلك، ويُخشى أن يكون مزاراً مستقبلاً بوجود الطوب، حيث يُعتقد بأنه ضريح من الأضرحة، لافتا إلى وعود الأمانة بإزالته.
من جابنه، قال الباحث والمؤرخ أحمد أمين مرشد، إن القائمين والمسؤولين بالجهات المعنية بالآثار غير مهتمين بالسيرة النبوية، بإزالتهم لأبرز المعالم التاريخية المرتبطة بالغزوات التاريخية، مؤكدا أهمية إعادة ترميم جبل الرماة كما كان عليه سابقا، وإعادة ترميم مسجد العسكر الواقع بالقرب من جبل الرماة، والمرتبط بصلة وثيقة بغزوة أحد كونه أحد عناصر الغزوة الرئيسة.
وطالب مرشد المسؤولين بأمانة المدينة المنورة والهيئة العامة للسياحة والآثار بضرورة الحفاظ على المعالم التاريخية وترميمها، وتنظيم طرق الوصول إليها بالشكل المناسب لكافة الفئات السنية.
وحاولت «الشرق» الوصول إلى الناطق الإعلامي في أمانة المدينة المنورة المهندس عايد البليهشي، للتعليق عن الموضوع، إلا أنها لم تتمكن من ذلك.
وأكد مصدر في الأمانة لـ»الشرق»، أن موضوع الترميم والمحافظة على جبل الرماة من مهام قسم وحدة إعمار البيئة في الأمانة، ولدى الهيئة العامة للسياحة والآثار في منطقة المدينة المنورة.