• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

عبير العنزي: المرأة احتلت مكانة بارزة في قصائد د. خوجة واقعاً.. وحلماً ورمزاً

عبير العنزي: المرأة احتلت مكانة بارزة في قصائد د. خوجة واقعاً.. وحلماً ورمزاً
بواسطة fahadalawad 02-12-1434 03:41 صباحاً 1.0K زيارات
ثقة ـ متابعات :  وصفت عبير بنت مدّو العنزي أن الكشف عن صورة المرأة في ذهن الرجل المعاصر المتمثلة فيما يكتبه الرجل من أدبيات، تأتي على درجة كبيرة من الأهمية، وتعد قضية نقدية تستحق الكثير من الدراسات النقدية التي تتناول صورة المرأة عند الرجل من مختلف جوانبها.

وقالت العنزي: للكشف عن صورة المرأة عند الشاعر السعودي، من خلال تتبع بحثي يقوم على استخدام الأدوات النقدية للكشف عن هذه الصورة من خلال دواوين الشاعر وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، فلقد وظف الكثير من شعره للتعبير عن المرأة.

وعن المرأة التي وجدتها عبير في شعر د. خوجة قالت: لقد نظر إلى المرأة في أشعاره أما وبنتا وحبيبة من جانب، وفي جانب آخر نجدها لديه رمزا لوطنه وفكره، ومنطلقا دلاليا لقضايا دينية وفكرية واجتماعية، الأمر الذي جعل من كل هذا التناغم الإبداعي لحضور المرأة في شعر د. خوجة مكانة كبيرة على مستوى الموضوع والفكرة وسياق توظيفها.

وعلى ما سبق وتناوله باحثون وباحثات عن شعر د. خوجة، وصفت العنزي تلك الدراسات النقدية بأنها دراسات وبحوث نقدية لم تتناول صورة المرأة عند الشاعر، إلا من خلال مرور عارض تمثله شذارت في هذه الدراسة أو تلك، فمنها ما كان يدرس الخطاب الشعري عند د. خوجة، ومنه ما تتبع القيم الدينية والروحية في شعره، وأخرى كانت تتناول رحلة القلق والعشق في قصائده، ومنها ما كان يبحث في تقنيات التعبير في نصوص الشاعر، ودراسات نقدية أخر تناولت جماليات القصائد القصيرة عند د. خوجة، ومنها ما استقرأ الشكل الجمالي في شعر عبدالعزيز خوجة، الأمر الذي جعل من الحديث عن المرأة حديثا عارضا لا تستهدفه تلك الدراسات النقدية، مما جعلني أعقد العزم على تقديم دراسة تستجلي " صورة المرأة في شعر عبدالعزيز خوجة".

وأضافت العنزي، بأنها اعتمدت في دراستها البحثية على الكشف عن هذه الصورة من خلال المجموعة الكاملة التي ضمت نتاج الشاعر التي تحمل عنوان ( رحلة البدء والمنتهى) إضافة إلى بعض القصائد التي لم يضمنها الشاعر هذه المجموعة، متخذة من المنهج الموضوعاتي سبيلا استظهار صورة المرأة لدى قصائد الشاعر الوزير.

أما عن امتداد حضور المرأة في شعرنا العربي وصولا إلى العصر الحديث، والأدب السعودي خاصة الذي يعد امتدادا لمراحل شعرية ومدارس واتجاهات أدبية عديدة قالت عبير: لقد أثرت المرأة تأثيرا بالغا في الأدب العربي، ومن يستقرئ الشعر العربي، يجد أنها شغلت قسما كبيرا منه، فالشاعر يستلذ بذكرها في قصيدته هربا من همومه، وبحثا عن الحب والعواطف، مما جعل من ذلك الحضور الشعري للمرأة ما يؤكد أن المرأة كانت وما تزال موطن الشاعر ومصدر إلهامه، فالحب يوقد الخيال، ويشعل المشاعر، لتظل المرأة قسيمة حياة الرجل، وعماد بيته، ومهبط نجواه.

وعن حضور صورة المرأة في شعر د.خوجة عبر هذا الامتداد من الحضور فتقول العنزي: تحتل المرأة مكانة بارزة في حياة الشاعر، فتتشكل الرؤية الشعرية تمازجا بين روح الشاعر وصورة المرأة في داخله، سواء كانت الأم، أم البنت، أو الحبيبة، فقد ارتبطت ذات شاعرنا بالمرأة ارتباطا كبيرا، لنجد في العديد من نصوصه بأنه جعل حياته كلها مشكلة من نسيج امرأة وخاصة في حضور صورة المرأة الأم.

أماه إني قد أتيت وفي يديّ طفولتي

وتركت خلفي كل أحلام الشباب

وبحثت عن يدك النحيلة كي تعانق أوبتي

ورأيتها ممتدة عبر السحاب

وكأنها طوق النجاة لحيرتي

وقفزت ألثمها.. أعانقها

فعانقني السراب!

كما يقول الشاعر من قصيدة أخرى عبر هذا النسيج:

إني رضعت براءتي من ثدي أمي في نقاوة برعمي

وخطيئتي من ثدي دنياي

وبما أن صورة المرأة في شعر عبدالعزيز خوجة أخذت ثلاث صور رئيسية تتفرع إلى صور تشجيرية قالت عبير: جاءت ملامح صورة المرأة في ثلاثة ملامح رئيسية تمثل (المرأة/ الواقع و ( المرأة/ الحلم) و (المرأة/الرمز) وقد أخذت تفريعات التشجير الموضوعاتي للمرأة بوصفها واقعا ثلاثة فروع رئيسية، أولها يتمثل في المرأة الأم، يتفرع منه ثلاث صور تمثل: الذكرى، أحلام اليقظة، الغربة الروحية.

أما الفرع الثاني فيتمثل في المرأة البنت ويتفرع منه: الاشتياق والفراق، بينما يمثل الأخير المرأة بوصفها حبيبة ويتفرع منه: مشاعر الحرقة، الهروب من الواقع، التنمي.

وعن التشجير الموضوعي لملامح صورة المرأة الحلم قالت عبير، تتخذ هذه الصورة فرعين رئيسيين، أولهما يمثل المرأة الجسد، ويتفرع إلى أحلام اليقظة لنصل منه إلى صورة الطبيعة متمثلة فيه، وإلى آخر يجسد الحرمان، الذي نصل من خلاله إلى صورة الطيف والخيال، أما الفرع الرئيسي الآخر فيمثل المرأة الروح، ممثلا فرعين لهما صفات إيجابية تجسد الطهر، وآخر يمثل صفات سلبية تجسد الغربة الروية.

وعن صورة "المرأة/ الرمز" في شعر عبدالعزيز خوجة، فقد جسد تشجيرها الموضوعي، بأنها تشكل اختلاجات نفسية، منتجة للخيال، الذي ينتج بدوره الإفضاء بما لا يمكن التعبير عنه، وصولا إلى الإيحاء بما يعتلج في نفس الشاعر، إلى جانب ما تتبعته العنزي في الحقول الدلالية في سياق المرأة الواقع، وفي جانب المرأة الحلم، وفي مجال المرأة الرمز، التي أخرجتها العنزي في إصدار جاء في ثمانين ومئة صفحة من القطع الكبير صادر عن دار المفردات.