• ×
الأربعاء 15 شوال 1445

الوافدة تزاحم السعوديين في سوق خضراوات الرياض ويتحكمون في الأسعار

الوافدة تزاحم السعوديين في سوق خضراوات الرياض ويتحكمون في الأسعار
بواسطة fahadalawad 18-12-1434 03:31 صباحاً 589 زيارات
ثقة ـ متابعات : تعمل مجموعة من العمالة الوافدة في سوق الخضراوات بالعاصمة الرياض على تكثيف وجودها، فيما يشبه السيطرة الكاملة على السوق، والتحكم في الاسعار، وهو ما تسبب في خروج الكثير من الشباب السعودي الذي نجح قبل عامين تقريبًا في أن يتمكن من السوق ويسجل حضورًا لافتًا، معلنًا نجاحه في الفرصة التي اتيحت له، ومكنته من تحقيق أرباح تغنيه عن البطالة والجلوس في البيت.
ومع تراجع التشديد والمتابعة والحملات التفتيشية، بدأت عمليات التسريب، وترك الساحة للعمالة التي استعادت قوتها ووجودها، فلا يزال قرار السعودة في محلات الخضار والفواكه حائرًا بين التطبيق الفعلي، والتشديد في المتابعة فالعديد من «البسطات والمحال التجارية» لم تلتزم بتنفيذ القرار وباتت العمالة الوافدة أهم ركائز السوق، فيما المتتبع للقرار الإلزامي بسعودة الوظائف منذ إقراره أواخر العام 1420هـ وحتى وقت قريب قبل ثلاثة أعوام تقريبًا كان يسير بالاتجاه الصحيح، واستطاع أن يوفر ما لا يقل عن 40 ألف وظيفة للسعوديين في ذلك الحين، ولكن سرعان ما عادت العمالة الوافدة لإحكام قبضتها على السوق من جديد على مدى العامين الماضية.
وكشفت جولة لـ»المدينة» محاولات يائسة للشاب السعودي في وجوده في سوق الخضار والفواكه بعد أن أحكمت العمالة الوافدة سيطرتها، وبيّنت الجولة تمكن العمالة الأجنبية بشكل كبير على السواق، إضافة إلى ذلك وجودهم في الفترة السابقة بشكل كبير مستغلين فترة تصحيح الأوضاع التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين، والتي تستمر حتى بداية العام الجديد.
وعزا مواطنون عودة العمالة التي وصفوها بالقوية إلى استغلال فترة التصحيح.
وأشارت تجارب الشباب السعوديين الذين عملوا في سوق الخضار منذ العام 1421هـ إلى العام 1430هـ إلى العوائد المالية المجزية، والتي قد تصل إلى 15,000 ريال شهريًّا، ممّا مكّن كثيرين من تخطي متاعب البطالة وشقوا طريقهم في الحياة، ومضوا قدمًا بفتح فروع لمحلاتهم إبان ازدهار التجربة، وقد كان في التجربة كذلك جانب مضيء تمثل في تشغيل السعوديين لموطنيهم في الفروع الجديدة التي كانوا يقومون بافتتاحها، ممّا زاد من فرص العمل للعاطلين، وأشاع في الوقت نفسه ثقافة العمل الخاص لدى كثير من العاطلين، مدعومين بسهولة العمل في هذا المجال، وبثقة المواطنين وتشجيعهم للتجربة، وكذلك بعدم حاجة التوسع في مجال بيع الخضار والفواكه إلى رؤوس مال كبيرة.

تعاون «الوافدة»
وأكد بائعون أن العمالة تتكاتف مع بعضها البعض حيث إن البسطة الواحدة يعمل بها ثلاثة أشخاص ما بين بائع وحمّال ومساعد، ممّا يشجع المشتري الذي تجذبه العمالة منذ دخوله السوق بالعروض موضحين أن السعودي يبيع ويغيب عن محله عندما يذهب لتحميل ما اشتراه الزبون ممّا يفقده الزبائن، ناهيك عن التعاون مابين العمالة التي تعمل في الشركات المزودة للسوق بالخضار والفواكه حيث التعاون مثمر في التسهيلات عند تنزيل بضاعة معينة بينما السعودي لا بد أن يدفع مقدمًا.
ويقول أبو متعب أحد أقدم السعودي في سوق الخضار بالرياض: إن نسبة السعودة مقارنة بالعمالة الأجنبية المسيطرة على السوق تراجعت بشكل كبير وملحوظ بسبب إهماله للعمل فيعمل يوم ويتغيب الآخر وسرعان ما بدأت العمالة في ممارسة الكثير من الضغوط على السعوديين عن طريق البيع بأسعار تقل بكثيرعن الأسعار السائدة بخلاف تعاطفهم وتعاونهم الكبير فيما بينهم والذي بدوره أوجد بيئة تنافسية غير عادلة ما حدا بالكثير من الشباب ترك هذه المهنة بعدما كانت مصدر دخل مجزٍ لهم ولأسرهم.

ارتفاع الأسعار
وارتفعت أسعار الخضراوات في المملكة مؤخرًا بسبب تلاعب تجار الجملة وتراجع نسبة الإنتاج لقرب فصل الشتاء، وأرجع عدد من التجار والبائعين سبب الارتفاعات إلى تلاعب بعض تجار الجملة في سوق الخضراوات إذ يزايدون في الأسعار فيما بينهم، ويتفقون على سعر نهائي يتم البيع من خلاله وهو ما أكده سعد الكثيري «بائع» قائلاً: إن أسعار الخضار في ارتفاع لقرب فصل الشتاء والأجواء الآن معتدلة ونسبة الإنتاج جيدة، فإذا جاء فصل الشتاء تراجعت نسبة الإنتاج وتزيد الأسعار.
أمّا أبو علي «بائع» فيقول: إن البضاعة في مثل هذه الأيام من العام تبدأ بالارتفاع لقلة الإنتاجية في مثل هذه الأيام.

الحملات الرقابية
ويتوقع العاملون السعوديون في حلقة الخضراوات أن يعيد انتهاء مهلة التصحي الثانية الاستقرار إلى السعوق وعودة الشباب السعودي، لاسيما وأن الكثيرين من العمالة الوافدة بدأت بالفعل في تصحيح الأوضاع، ومن لم يتمكن من تعديل وضعه سيترك السوق، حيث أسهمت الحملات الرقابية والأمنية التصحيحية الجادة في استعادة بعض النشاطات التي فقدها السعوديون كسوق الجوالات مثلاً، وينتظر أن تسهم الحملات الرقابية والتصحيحية في فتح آلاف الفرص أمام السعوديين.
وبين أبو أن الحملات الرقابية والأمنية التصحيحية قائمة بعملها على أكمل وجه وخاصة البلدية فهم يراقبون السوق باستمرار وأكثر الأوقات التي يوجدون فيها هي الصباح بعد صلاة الفجر وتوجد هناك مخالفات يقومون برصدها وبضائع يقومون بمصادرتها.