• ×
الخميس 9 شوال 1445

بدء أعمال «المرأة والربيع العربي» بحضور 500 مشارك من 21 دولة

بدء أعمال «المرأة والربيع العربي» بحضور 500 مشارك من 21 دولة
بواسطة fahadalawad 10-03-1433 09:25 صباحاً 675 زيارات
ثقة : بيروت (الشرق الأوسط) «منتدى المرأة العربية والمستقبل» الذي بدأ أعماله في بيروت صباح أمس، بحضور نحو 500 مشارك من 21 دولة، يبدو مختلفا هذه السنة عن السنوات السابقة. فالثورات العربية فرضت على الرجال والنساء، الذين يجتمعون للسنة الخامسة تحت سقف هذا المنتدى، عناوين ملحة، كما فرضت عليهم اتخاذ خطوات في الشارع، وخارج الغرف المغلقة. إذ ستخرج اليوم وبعد اختتام الجلسات التي تدوم يومين، مسيرة نسائية تضم لبنانيات وعربيات وهيئات من المجتمع المدني، وبمشاركة رجال بطبيعة الحال، باتجاه السراي الحكومي لتسلم مطالبها إلى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي. خطوة قد تبدو رمزية لكنها تشكل دعما لمطالب المرأة اللبنانية بشكل خاص التي لا تزال النصوص القانونية قاصرة عن إنصافها.«المرأة والربيع العربي» هو العنوان العام الذي يناقشه المجتمعون في فندق «فورسيزونز»، منذ يوم أمس، بعد أن شاركت المرأة العربية طوال السنة الماضية بفاعلية، في مختلف الثورات من تونس إلى ليبيا ومصر وسوريا، ومع ذلك لم تنل نصيبا يذكر، غير المزيد من التهميش. بين المشاركين في المنتدى ناشطات عرفت أسماؤهن بفضل انخراطهن المباشر في الثورات، مثل فريدة العلاقي من ليبيا، وبثينة كامل من مصر، أميرة يحياوي ولينا بن مهني من تونس، مع العلم أن الأخيرة كانت إحدى المرشحات لنوبل للسلام.

وائل أبو فاعور، وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني، قال أمس في الجلسة الافتتاحية: «أتمنى ألا يكون الربيع العربي خريفا للمرأة العربية. فالثورات التي قامت ضد التعسف والظلم، لا يمكن أن تستبدل الحكام الآلهة بالرجال الآلهة. الثورات التي قامت من أجل المساواة لا يجوز أن تقتصر على المكاسب السياسية وإنما أن تكون هناك مساواة فعلية بين الرجل والمرأة». أما النائبة بهية الحريري، وهي الرئيسة الفخرية للمنتدى، فاعتبرت الحديث عن الربيع العربي «مسألة بالغة الدقة والخطورة، فلا نستطيع أن نسهب أو نختصر أو ننتقد، لكن الأمر الوحيد الذي نستطيع قوله هو أن قلوبنا مع هذا الربيع وأحلامنا مع فتياته وشبابه. نريد لمجتمعاتنا ودولنا زمنا مستقرا ودولا عادلة وحاضنة، وعدالة وحرية. نريد لهذا الربيع أن يلم الشمل في إطار هوية عربية حديثة». وإذ أثيرت مسألة إنصاف المرأة الفلسطينية أكثر من مرة، فإن مازن حايك، ممثل مجموعة «إم بي سي» لفت إلى إمكانية أن تخسر المرأة بعضا من مكتسباتها نتيجة الثورات بدل أن تربح رغم أنها شاركت فيها بفاعلية، قائلا «لا بد للمرأة العربية والرجل معها - من طرح بعض الأسئلة، عن ماهية المكاسب الفعلية التي حققتها المرأة من ثورات كان لها الدور في صناعتها». هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها المنتدى موضوعا جريئا، لكن الواقع هذه المرة فرض نفسه على طبيعة المحاور. فالنقاشات تبحث في ما تريده المرأة من الثورات؟ وما دور المواقع الاجتماعية؟ وكيف سيكون دور المرأة في عالم الأعمال بعد الثورة؟ كما تأثير الثورات على الأعمال السينمائية، وأين موقع المرأة فيها، بمشاركة المخرج المصري خالد يوسف والممثل دريد لحام.

نادين أبو زكي، المؤسسة والرئيسة التنفيذية للمنتدى، ترى في حديث أن «المنتدى ولد في الأصل لأننا لاحظنا التغيير الكبير الذي طرأ على الحياة العربية عموما، وأحسسنا بأن ثمة امرأة عربية جديدة تبرز. كنا نستشعر مع كل دورة، عندما كانت النقاشات تدور في القاعة، أن هناك رؤى جديدة، وثقافة جديدة، ونعمل على هذا الأساس». كما تعتبر أبو زكي أن «هذا المنتدى كان أول منبر حر ومستقل طرح قضايا المرأة في المنطقة»، مؤكدة أن «المنتدى لا يطرح وجهة نظر أو يفرض تصورا، وإنما هدفه أن يكون مكانا وإطارا لطرح أفكار جريئة وجوجلتها ومناقشتها». هذه السنة استحدث المنتدى «جائزة سيدة الأسبوع» وطرح كل أسبوع على موقعه الخاص، منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، اسم امرأة ليتم التصويت لها. واستمر التصويت حتى العشرين من شهر يناير (كانون الثاني)، وتم اختيار ثلاث نساء، في نهاية المطاف، هن: السعودية منى خزندار، التي أصبحت مؤخرا مديرة لمعهد العالم العربي في بارس، واللبنانيتان هلا الفاضل وأوكتافيو نصر. ويستمر التصويت حتى صباح يوم 2 فبراير (شباط) قبل ثلاث دقائق من موعد إعلان النتيجة عند الساعة التاسعة صباحا. وستعرض شاشة كبيرة تفاعل الناس مع المنتدى على أحد المواقع الاجتماعية، كما يتابع الحضور التصويت حتى توقفه بشكل مباشر أثناء وجودهم في صالة الاجتماعات، لتكون النتيجة مفاجأة للحاضرين والمنظمين معا.

المنتدى يحرص على أن يصبح تفاعليا ويشرك جمهور الناس باختياراته، وهو ما يكسبه المزيد من البريق. فخلال خمسة أعوام فقط وبفضل استقطابه لأسماء شهيرة في عالم الكتابة والتمثيل والأعمال والإعلام صعد نجمه إعلاميا. نادين أبو زكي تعتبر أن المنتدى «أشرك بالفعل مشاهير في دوراته، لكن ذلك كان بسبب تجارب هذه الشخصيات، ولأن عندها ما تقوله، وليس لمجرد شهرتها والاستفادة من لمعانها للترويج لنفسه».

تنظم المنتدى بشكل سنوي مجلة «الحسناء» بالاشتراك مع مجموعة «الاقتصاد والأعمال» وهناك تعاون هذه السنة مع المعهد الفرنسي في لبنان ومجموعة mbc الإعلامية. ومن مستجدات هذه الدورة، أن المشاركين فيها سيخرجون بعد اختتام المنتدى عند الثانية والنصف من بعد ظهر الخميس بمسيرة تحمل اسم «سوا سوا» من فندق فورسيزونز» باتجاه «السراي الحكومي»، لتسليم رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي مذكرة تتضمن مطالب المشاركين.

وتشرح أبو زكي أن المسيرة لن تقتصر على المشاركين في المنتدى من شخصيات عربية وأجنبية وستضم ممثلين عن جمعيات نسائية ومنظمات شبابية وطلاب جامعات. و«سوا سوا» تعني «نريد أن نكون معا نساء ورجالا، على قدم المساواة، لنعمل على تضافر جهودنا وبناء مستقبل أفضل في ظل ثورات تجتاح العالم العربي». وبالتزامن مع المسيرة النسائية في لبنان ستتجمع نساء في باريس أمام معهد العالم العربي، للتضامن مع مسيرة بيروت ودعم مطالبها.