• ×
الثلاثاء 9 رمضان 1445

قصر مسكون في الجزائر يحكي قصص التعذيب والتحرير من الاستعمار الفرنسي

قصر مسكون في الجزائر يحكي قصص التعذيب والتحرير من الاستعمار الفرنسي
بواسطة fahadalawad 10-03-1433 01:55 مساءً 652 زيارات
ثقة : الجزائر (واج) لا يزال خطر الانهيار محدقا بقصر رايس حميدو "المسكون" الذي كان ملكا لدوقة فرنسية في القرن ال19 و الذي دمرته منظمة الجيش السري في فجر استقلال الجزائر عن فرنسا على مرأى من الفنانين المتحسرين على ضياع مثل هذا المعلم الذين يعتبرونه المكان الأمثل للإبداع الفني.

كما استعمل هذا المبنى المعروف باسم "القصر المسكون" منذ تحويله من قبل هذه منظمة الجيش السري إلى مركز تعذيب كمدرسة بلدية خلال الفترة 1940-1960. ويستقطب "قصر بو عمار" مثلما يحلو للبعض تسميته والذي يعد جوهرة حضرية بحكم موقعه و جمال هندسته المعمارية، الكثير من الفنانين من مختلف الاختصاصات (فنانين تشكيليين وأدباء وموسيقيين وشعراء ومخرجين مسرحيين).

لكن إذا كان الفنانون يعتبرون هذا القصر على الرغم من تدهور وضعيته وقدمه المكان الأمثل للتعبير عن مختلف الإبداعات الفنية، إلا أنهم قلقون بشأن ما سيؤول إليه حيث يستدعي مثلما قال الكاتب الصحفي - مصطفى بن فضيل "عمل ترميم جدي على الأقل لضمان سلامة الأشخاص".

وأضاف في شكل توصية عاجلة: "سيكون من المؤسف أن تنهار بناية على هذا القدر من الرمزية ليندثر معها جزء هام من ذاكرتنا الحضرية". وحسب مصادر بلدية فإن ترميم هذا القصر يندرج في إطار مشروع توسع سياحي يشمل كل الواجهة البحرية للمنطقة. ويهدف المشروع إلى تحويل الفضاء الساحلي الذي يمتد على طول 3000 متر مربع إلى مبنى سياحي يضم فنادق و مسابح و مطاعم و مواقف سيارات و فضاءات ترفيهية و غيرها.

ومن خلال لوحاته، يحاول الفنان التشكيلي حسن دريسي الذي يستمد إلهامه من التراث المعماري إعادة إحياء البنايات القديمة التي تدهورت مع مرور الزمن على غرار القصر المسكون الذي كرس له لوحة حملت عنوان "القصر المهجور" عكست عبر خطوط و أشكال أضفى عليها لمسة عصرية "هيكل" هذا المعلم القديم.

ويتساءل الفنان لماذا ترك هذا القصر مهجورا في حين يمكن تحويله إلى "مكان مثالي" لاحتضان اللقاءات والإبداعات فنية أو كإقامة للفنانين و فضاء للمعارض؟

وتجرأ مصطفى بن فوضيل في صائفة 2009 على تخصيص امسية لقراءة أحد مسرحياته بهذا القصر في إطار نشاط حر شمل بعد ذلك فضاءات أخرى على غرار مسرح تيبازة القديم و ساحة الشهداء أو الموقف الأرضي لرياض الفتح.

وأضاف أن هذه البناية التي صورت فيها مجموعة الروك الجزائرية "تي 34" أحد كليباتها خلال سنوات التسعينات و الذي خصصت له زينب سديرة عملا فوتوغرافيا هاما "تحفة فنية تلائم تماما النشاطات الثقافية". ويشاطر الفنان التشكيلي كريم سرقورة هذا الرأي، حيث أكد مازحا أن القصر يهم الفنان حتى وإن كان "مسكونا"وذلك بالنظر إلى جمال هندسته المعمارية و موقعه المثالي.