• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

القصيدة التي ألقيت في افتتاح النشاط الثقافي بمهرجان الجنادرية يوم الخميس 17-3-1433

للأرض .. للأهل

للأرض .. للأهل
بواسطة fahadalawad 19-03-1433 01:56 مساءً 950 زيارات
ثقة : صحيفة الجزيرة  
ولي وطنٌ آليتُ أن أستعيدَه = بليلى فيغريني بليلى ولينها
تمرُّ بتاريخ القصيدة ريحُها = تفاصيل ممشاها قوافي عيونها
هي البدر والرمل الطريُّ ونخلةٌ = تدلَّت تناغيني بأحلى غصونها
رأيتُ بعينيها رمالي وقمَّتي = فأحببتُ ما يسعى وما في عرينها
وأحببتُ ما يُخفي تفاصيل وحشتي = وأحببتُ في أرضي بقايا حزونها
وأحببتُ أحلامي رعَتْ في عريشةٍ = تُبادلني بالحبّ طعْمَ حنينها
ولي وطنٌ آليت ألا أبيعه = وكيف؟! وتفاحي نما في متونها
ترابي وأمطاري وصوتُ حجارتي = تباريح ضوضاها مراعي سكونها
تفيّأتها موجاً فموجاً من الأنا = تداخلت العينان حدَّ جنونها
تعلَّقتُ بالتمْر الشهيِّ بأثلةٍ = تعلَّقتُ بالأحجار حتى بطينها
تعلَّقتُ بالراعي سها عن حقوله = وغاب بجفن الأرض أو في عيونها
تعلَّقتُ بالأرض التي تُنبت الحصا = وينمو الندى في سهلها وحزونها
تعلَّقتُ يا ما قد تعلَّقتُ. أضلعي = تفسِّرني بالموج أو في سفينها
أحنُّ لبيت الله إذ تكبُر اللغا = ويصعد تسبيح النهى في يمينها
أحنُّ لجدِّي إذ يُعيد حكايتي = أحنُّ لأمي في مصلى يقينها
أحنُّ لأهلي يملأ الحبُّ دارَهم = ويمنحهم ربِّي الذي في دفينها
ترابي.. ترابي.. قد تبعناك نجمةً = على كتف الدنيا بما في فنونها
تضيء عروقَ القلب لا تستفزُّه = تُغنِّي له ما يشتهي من لحونها
وتروي لنجدٍ ما رأتْ من تِهامةٍ = وتُهدي لجازان الذي في هتونها
وتَسمعني تاروتُ أو تستعيدني = بحائل سلمى واقفاً في عرينها
علانـيَّةً: أرضي أُحبُّ ترابها = وأعشق ما يسمو وما في بطونها
تضاءل في قلبي السؤال وشدَّني = إلى حيث أهوى راعفٌ في جفونها
جنينُ الليالي البيض عاد لدارها = وأحلامُها تحنو لما في جنينها
فأعلو وتعلو، ثم أشدو فتنتشي = أنا عاشق الليل الذي في عيونها
تمدَّد حتى في دفاتري = بقيةُ ضوءٍ إنما من غصونها
ولي وطن ، لم يبق في القلب لحظةٌ = تمدَّد فيها في أدق شجونها
إذا ردّدتْ، يوماً، سآتي رأيتُه = يبادلني ليلى بليلى وسينها
الشاعر الدكتور : عبدالله الوشمي
رئيس النادي الادبي بالرياض