• ×
السبت 11 شوال 1445

أزواج يهربون من العيادات النفسية إلى الاستشارات الأسرية

أزواج يهربون من العيادات النفسية إلى الاستشارات الأسرية
بواسطة fahadalawad 24-03-1433 11:54 صباحاً 692 زيارات
ثقة : (جريدة الوطن) يلجأ بعض الأزواج والزوجات بالمدينة المنورة إلى الاتصال ببرامج الاستشارات الأسرية التابعة للجمعيات الخيرية بالمدينة المنورة هرباً من عناء مراجعات العيادات النفسية، والاجتماعية، حيث لا يتطلب الأمر منهم سوى عرض المشكلة عن طريق الهاتف أو البريد الإلكتروني، والتناقش مع المختص بخصوصها، فيما أكد اختصاصي في علم الاجتماع أن بعض الجمعيات الخيرية تقوم بدور مهم في خدمة المجتمع، ويفترض أن توجه أنشطتها وبرامجها - لا سيما في البرامج العلاجية، واللاحقة - للأسرة ككل، وتؤدي دورا كبيرا في علاج المشكلات الأسرية.
وقالت مديرة القسم النسائي في جمعية "أسرتي" بالمدينة المنورة عفاف مصطفى حلمي إن "عدد الاستشارات التي تلقتها الجمعية 4974 استشارة هاتفية وإلكترونية منذ إطلاق برنامج " المستشار المؤتمن" العام الماضي، وإن أغلب الاتصالات كانت تدور حول الاستشارات بين حقوق الزوجة على زوجها والعكس"، مشيرة إلى أن مواطنة اتصلت تطلب المشورة حول حقيقة الجنة التي أكد لها زوجها أنها ستكون من نصيبها إذا ما نفذت كل ما يطلبه منها تنفيذا حرفيا، مشيرة إلى أنه تم توضيح الصورة الكاملة للزوجة عن حقوق الزوجة وواجباتها وفق تعاليم الدين الحنيف.
وأضافت أن بعض الأزواج يطلب من زوجته تقديم خدمات مضاعفة لأسرته، مما يسبب بعض المشاكل بين الزوجين، وقد تصل المسألة إلى حدوث الطلاق بينهما، وذلك نتيجة تراكمات وترسبات حدثت بينهما خلال التعامل مع بعضهما.
وذهبت حلمي إلى أن "الجمعية بدأت ترصد ظاهرة خطيرة، وهي عقوق الأبناء، فبدأت بتوثيقها ورصدها، وبحث الحلول لها مع كافة الأطراف، مشيرة إلى أن الجمعية تتلقى اتصالات بشكل يومي، وتتعامل بسرية مع المتصل، وتقدم له النصح والإرشادات، وقد نجحت الجمعية بحل الكثير من الخلافات التي تحدث بين الأسرة".
ويعمل برنامج " المستشار المؤتمن " الذي تنفذه الجمعية وفق إستراتيجية تتمثل في المحافظة على القيم، والثقافة الأسرية السليمة، والتزام أفراد الأسرة بأدوارهم ومسئولياتهم بإيجابية، حيث استقطبت الخدمة مئات الأشخاص من منطقة المدينة المنورة وخارجها. وأشار تقرير أعدته جمعية "أسرتي" حول برنامجها "المستشار المؤتمن" إلى استهداف جميع الفئات من أطفال، وشباب، ونساء، ورجال، ومسنين وذوي إعاقات، بغرض بناء أسرة مترابطة متلاحمة بدون هموم أو مشكلات، بالإضافة إلى تعزيز قيم المحبة والتواصل بين أفراد الأسرة، ودعم نظام الأسرة السليمة المبنى على الاحترام، وتكامل الأدوار.
من جانبه قال الاختصاصي الاجتماعي محمد الشاماني إن "مؤسسات المجتمع المدني أنشئت لسد احتياجات الأفراد، وانتشرت في ظل زيادة الطلب على الخدمة الاجتماعية نتيجة التغير والوعي لدى أفراد المجتمع، وهذا مؤشر على التقدم الاجتماعي، وهذه الجمعيات سيكون لها فوائد عظيمة إذا التزمت بالمهنية والتخصص، أما إذا افتقدت المهنية ستصبح عبئاً على المجتمع، ومصدراً لاستنزاف الموارد المجتمعية، وهو ما يتنافى مع التنمية المستدامة".
وأضاف أن "المجتمع بحاجة إلى الكثير من التدابير الوقائية، لاسيما تلك التي تساهم في نشأة الأسرة، والمحافظة على بنائها ووظائفها"، مشيراً إلى أهمية الدور الذي تلعبه الجمعيات الخيرية للزواج، حيث تمثل نواة المجتمع، مؤكدا أن أي نشاط أو برنامج - لا سيما في البرامج العلاجية واللاحقة - يفترض أن يوجه للأسرة ككل، وليس لجزء منها أو فرد دون الآخر.
وفيما يتعلق بالاستشارات الهاتفية ذكر أنه يتطلب عمليات مهنية مطولة تتضمن الدراسة والتقدير والتدخل وأن تستغرق جلسات.
وأشار الشاماني إلى أن تقييم أداء المؤسسات الاجتماعية، لا يتم بإحصاء عدد المستفيدين أو طالبي الخدمة، فالمجتمع بحاجة ماسة للخدمة الاجتماعية، وإنما يتم في جودة الخدمة، وسهولة الحصول عليها، والعدالة في تقديمها.