• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

ودعوا منى اليوم في اخر ايام التشريق

حجاج بيت الله الحرام في حفظ الله

حجاج بيت الله الحرام في حفظ الله
بواسطة fahadalawad 13-12-1435 05:38 مساءً 1.3K زيارات
ثقة : منى متابعات  ودّعت مواكب الحجيج اليوم مشعر "منى" بعد قضاء نسكهم واتمام أدائهم للركن الخامس من أركان الإسلام ، وهم يحملون أجمل الذكريات وكلهم رجاء أن يعودوا إلى أوطانهم وقد غُفرت ذنوبهم وخطاياهم وعادوا كيوم ولدتهم أمهاتهم .

وشهدت لحظات الوداع بين الحجاج عناق وتبادل عناوين وعبارات توديع ودموع الفراق لصحبة جمعهم في هذا المكان حب وطاعة وقرب من الله ملامح الفصل الأخير من أيام منى المتكررة مع كل جموع الحجيج على مر الأزمان .

وعاشت مخيمات مشعر منى حركة دؤوبة منذ أمس وذلك من خلال تجهيز الحجاج للحقائب للمغادرة ، ومع خروج البقايا الأخيرة من الحجاج بدأت فرق النظافة التدخل لجمع مخلفات الحجاج في موسم يعتبر من أروع مواسم الحج .

وتبادل ضيوف الرحمن في ختام النُّسك التهاني بعد إتمام الفريضة وكلهم أمل في أن يعودوا إلى بلدانهم محمّلين بالذكريات الجميلة والحكايات الروحانية التي يشعر بها الحجاج ، منى البيضاء التي تميّزت بأفضل الممارسات الحضارية على مستوى العالم من حيث توفير المسكن واحتضانها الخدمات الشاملة ورعاية حجاج بيت الله الحرام وأنفقت عليها الدولة المليارات بسخاء دون مِنّة أو رياء جسّدت كل معاني البياض ، بياض الوجوه التي تشع نورا وإيماناً , بياض الإحرام وبياض الخيام وبياض القلوب .

قصة وداع منى للحجاج تبقى عالقة في الذاكرة ، فكل اللحظات والدقائق والأماكن والبقع في المشاعر المقدسة عاشوا فيها ذكريات وقصص جميلة وملأها الحب والسعادة عمروها بالطاعات والذكر والعبادة لله ، سكبوا فيها الدموع والعبرات رغبة ورهبة بين يدي مولاهم الرحمن ، يحدوهم الأمل والرجاء بقبول النسك ومغفرة الذنوب .

ومنظر مغادرة الحافلات والسيارات لمشعر منى منظر مهيب تخلج كل أهل منى شعور بألم الفراق وحرقة الوداع لهذه الأراضي المباركة .

وأعلن صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية نجاح أعمال موسم حج هذا العام 1435 هـ، بيسر وسهولة وفق منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات.

ورفع سموه بهذه المناسبة أسمى آيات التهاني والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد، وسمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا - حفظهم الله - على نجاح أعمال الحج، الذي تسعد به المملكة العربية السعودية ، وسعت بكل مقدراتها وإمكاناتها لمساعدة ضيوف الرحمن على أداء مناسك الركن الخامس من أركان الاسلام .

جاء ذلك في كلمة لسموه أمس ، بهذه المناسبة ، قال فيها :

أحمد الله جلّت قدرته أن يسّر للحجيج حجهم، ومنّ عليهم بتمام نسكهم، ووفقهم لخير العبادات، وأفضل الطاعات في أطهر البقاع، نحمده أن كتب لهم الحج لبيته الحرام الذي جعله مثابة للناس وأمنًا، ورزقهم العمل الصالح في أيامه المباركة.

يسرني في هذه اللحظات أن أعلن نجاح موسم الحج لهذا العام 1435 هـ، بيسر وسهولة وفق منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات، وذلك بفضل من الله، ثم بفضل توجيهات سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو سيدي ولي العهد الأمين، وسمو سيدي ولي ولي العهد - حفظهم الله - حيث أثمرت جميع الجهود والخطط التكاملية بإشراف ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، التي شاركت فيها مختلف القطاعات الحكومية والأهلية في تحقيق نجاح متميز في توقيت زمني قياسي شهدته المشاعر المقدسة، ولمسه حجيج بيت الله الحرام في الخدمات المقدمة لهم، على مدار الساعة، التي شهدت بحمد الله جودة عالية في تقديمها على أرض الواقع .

وبهذه المناسبة يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام سيدي خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ولسمو ولي عهده الأمين، ولسمو ولي ولي العهد، ولسمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا - حفظهم الله - على هذا المنجز الذي تسعد به المملكة العربية السعودية، وهي تقدمه لضيوف الرحمن بعد أن نذرت نفسها لخدمة الإسلام والمسلمين، وسعت بكل مقدراتها وامكاناتها لمساعدتهم على أداء مناسك الركن الخامس من أركان الاسلام بيسر وسهولة وسكينة ووقار ، كما يسرني أن أشكر بكثير من التقدير والاعتزاز كافة القطاعات العسكرية والمدنية المشاركة في الحج لهذا العام، التي أسهمت بشكل كبير في انجاحه على الوجه الأكمل.

أسأل الله العلي العظيم أن يكتب لحجاج بيته حجًا مقبولًا، وسعيًا مشكورًا، وذنبًا مغفورًا، وأن يعيدهم لأهلهم وأوطانهم بأمن وسلام، كما نسأله سبحانه أن يحفظ لوطننا قادته الأوفياء، وحكومته الرشيدة، وشعبه النبيل، ويبقيه رمزًا للأمان، ومنبعًا للخير والمحبة. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
من جهته أعلن معالي وزير الصحة المكلف المهندس عادل بن محمد فقيه في بيان استهل به المؤتمر الصحفي الذي عقده صباح أمس بمستشفى منى الطوارئ سـلامة حج هذا العام 1435هـ وخلوه من الأمراض الوبائية أو المحجرية وأن جميع حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية .

وأوضح معالي وزير الصحة المكلف أن الوزارة اتخذت خلال موسم هذا العام إجراءات تضمنت :

أولا: حشدت وزارة الصحة ما يزيد عن (24800 ) من الكوادر الصحية والفنية والإدارية، وذلك ضمن منظومة من الخدمات الصحية، التي شملت خمسة وعشرين (25) مستشفى بسعة سريرية إجمالية تبلغ (5250) سريرًا - منها (550) سرير عناية مركزة، و(550) سرير طوارئ، و(141) مركزًا صحيًّا، و(16) مركزًا صحيًّا للطوارئ بمنطقة الجمرات، ومركزي (2) إسعاف متقدم بالحرم المكي الشريف، و(18) نقطة طبية علي جانبي محطات قطار الحرمين.

ثانيا: تطبيق الاشتراطات الصحية على جميع الحجاج الوافدين من خارج المملكة بهدف التقليل من فرص وصول الحالات المصابة بأمراض وبائية، وتكثيف أعمال المراقبة الوبائية المبكرة عبر (15) مركزا للمراقبة الصحية موزعة بين المنافذ البرية والبحرية والجوية، حيث قامت الفرق بتقديم اللقاح والعلاج الوقائي لأكثر من (690 ألف) حاجا ضد الحمى الشوكية وشلل الاطفال .
ثالثا: قامت حكومة خادم الحرمين الشريفين، ومن خلال التنسيق بين وزارة الصحة والجهات المختصة، بالتوقف عن إصدار تأشيرات الحج والعمرة، للقادمين من عدد من دول غرب أفريقيا فور تفشي وباء ايبولا فيها.

رابعا: قام مركز القيادة والتحكم بوزارة الصحة، ومن خلال نظام الرصد المبكر والإبلاغ عن الحالات الوبائية المشتبه فيها، في رفع معدلات الاستجابة داخل المرافق الصحية في مواجهة حالات الطوارئ الصحية.

خامسا: تكثيف عمل فرق الاستقصاء الوبائي وفرق صحة البيئة لمراقبة الأطعمة والمياه منعاً لحدوث تسمم غذائي لا قدر الله، وتنشيط برامج التوعية الصحية بثمان لغات، بالإضافة إلى تطبيق آليات صارمة لتنفيذ سياسات مكافحة العدوى، التي تم إعدادها بالاشتراك مع منظمة الصحة العالمية ومراكز مكافحة الأمراض بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في المرافق الصحية بالمشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة.

سادسا: تحديث الأجهزة في مستشفيات المشاعر المقدسة ومكة المكرمة وزيادة القدرة الاستيعابية لخدمات العناية المركزة وتجهيز المستشفيات بغرف للعزل الصحي بزيادة نسبتها 40% عن الموسم الماضي، هذا بالإضافة إلى توفير مختبر متنقل وتحديث تجهيزات المختبرات وبنوك الدم، وتطوير الخدمات العلاجية المتمثلة في أقسام القلب وخدمات غسيل الكلى والعناية الحرجة بكافة المرافق الصحية.
سابعا: دعم فرق إسعاف الطب الميداني بالمشاعر المقدسة بأسطول من 180 سيارة من مختلف الأحجام مجهزة بأجهزة العناية المركزة يقوم عليها طواقم طبية متخصصة؛ إضافة إلى العمل بنظام متابعة السيارات عبر الأقمار الصناعية (G.P.S) لسرعة توجيه سيارات الإسعاف لخدمة الحجاج المرضى في مواقعهم.

ثامنا: تطوير نظام الصحة الالكترونية في جميع المرافق الصحية بمناطق الحج وتحديث غرفة القيادة والتحكم بمستشفى الطوارئ بمنى لمتابعة ومراقبة سير العمل على مدار الساعة بجميع المرافق الصحية، وتمكين المسؤولين من سرعة اتخاذ القرار.
تاسعا: تفعيل التعاون المشترك بين وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية والمنظمات العالمية المتخصصة الأخرى وبيوت الخبرة للتحضير لهذا الموسم والخروج بحج آمن خال من الأوبئة.

عاشرا: مواصلة التنسيق الوثيق والمستمر بين وزارة الصحة والقطاعات الصحية الشريكة في موسم الحج ممثلة في وزارة الدفاع، ووزارة الحرس الوطني، ووزارة الداخلية، وهيئة الهلال الأحمر السعودي، لتخرج منظومة خدمات الرعاية الصحية في الحج متكاملة ومنسجمة الأداء لخدمة ضيوف الرحمن، وكذلك التنسيق مع باقي الجهات الشريكة ممثلة في وزارة الشؤون البلدية والقروية، ووزارة الحج، ووزارة الثقافة والإعلام، وبقية الجهات الحكومية الأخرى لدورهم الهام في هذا المجال .

وبين معالي وزير الصحة المكلف أن وزارة الوزارة عبر مرافقها ومنذ بداية الموسم وحتى الآن، قدمت العديد من الخدمات لما يزيد عن (472000 ) مراجع من حجاج بيت الله الحرام، ومنها : استقبلت المراكز الصحية أكثر من (329 ) ألف حاج ،والعيادات الخارجية بالمستشفيات حوالي (111 ) ألف حاج ، وراجع أقسام الطوارئ قرابة (28 ) ألف حاج ، ووصل عدد المنومين إلى أكثر من (3700) ألف حاج.

وأفاد أنه تم تقديم الخدمة العلاجية لأكثر من (16 ) ألف ميدانيًا من قبل فرق الطوارئ والطب الميداني ، في حين وفرت الوزارة (19 ) ألف وحدة دم ومشتقاته من جميع الفصائل ، مشيرًا إلى إجراء (19) عملية قلب مفتوح و(330) عملية قسطرة قلبية و(988) جلسة غسيل للكلى و(55) عملية مناظير للجهاز الهضمي .

وسأل معاليه الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على المملكة أمنها واستقرارها ورخاءها، وأن يتقبل من الحجاج حجهم، وأن يردهم إلى بلادهم وهم يتمتعون بموفور الصحة والعافية، سالمين غانمين بحج مبرور وسعي مشكور وذنب مغفور وعمل صالح مقبول.