• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

رويترز: السعودية تعمل وحدها لتأمين الحدود الجنوبية بعد تحركات الحوثيين

رويترز: السعودية تعمل وحدها لتأمين الحدود الجنوبية بعد تحركات الحوثيين
بواسطة fahadalawad 19-01-1436 06:11 صباحاً 416 زيارات
ثقة ـ متابعات : بدأت المكاسب التي أحرزتها حركة التمرد الحوثي في اليمن، تدق أجراس الإنذار في المملكة التي تقلقها انعكاسات هذا التقدم على حدودها الجنوبية التي تعد معبراً لنشاط غير قانوني على الدوام.

ويسيطر الحوثيون الشيعة على جانب كبير من الأراضي، على امتداد الحدود التي يبلغ طولها 1700 كيلومتر، وتتخللها جبال شاهقة، ومساحات شاسعة من التلال الصحراوية.

وفي غياب أي دوريات حدودية، ومواقع لحرس الحدود، في الجانب الجنوبي من الحدود، فإن العوائق الوحيدة أمام المهربين والمتسللين لا توجد إلا على الجانب السعودي.

وقال المقدم حامد الأحمري من حرس الحدود في محافظة جازان، التي تعد من أنشط المناطق على الحدود، وفقاً لـرويترز: نحن نعمل وحدنا.

ولا يفصل سوق المشنق للسلاح عن موقع حرس الحدود السعودي، المحاط بأكياس الرمل سوى بضع مئات من الأمتار في قرية طينية صغيرة عبر واد فسيح.

وعندما يتوقف الحرس لأداء صلاة الجمعة، تصل إلى أسماعهم خطب أئمة المساجد الحوثيين من الجانب الآخر للوادي، وعندما ينظرون عبر نظاراتهم المكبرة يرون شعارات الحوثيين مكتوبة بالطلاء على الجدران: الموت لأمريكا.. الموت لإسرائيل.

وأضاف الأحمري أن رجال حرس الحدود اعتقلوا في العام الماضي في جازان وحدها 235 ألف شخص حاولوا عبور الحدود بالمخالفة للقانون، وضبطوا 2800 قطعة سلاح من بينها: بنادق هجومية، وقنابل يدوية، وصواريخ صغيرة، و16 طناً من الحشيش.

وتعمل المملكة على شق طريق حدودي جديد، يحوطه سور من الجانبين، بالإضافة إلى نشر أعمدة عالية مثبت عليها كاميرات، ومعدات رادار تسمح للحرس بمراقبة الحدود على امتدادها بالكامل، والتحرك السريع بإرسال دوريات، لكن استكمال هذا المشروع سيستغرق سنوات، ورغم أن العمل فيه يجري منذ سنوات عديدة، فإنه سار بوتيرة بطيئة بفعل وعورة تضاريس المنطقة، ونزاعات قانونية على ملكية الأرض، وكذلك الحرب.

وفي الوقت نفسه، ستظل المنطقة من أخطر المناطق في السعودية. ففي العام الماضي قتل اثنان من رجال حرس الحدود في جازان على أيدي مهربين. وقال رجال حرس الحدود في موقع المراقبة، وفي موقع آخر أشد ارتفاعاً في الجبال: إن طلقات تصوب عليهم من مسافة بعيدة في بعض الأحيان.

وينطلق المقدم حامد ودوريته على امتداد طريق مترب على الحدود، تكثر فيه الشجيرات وأشجار الأكاسيا التي تغطي مساحات واسعة من الأرض، ثم تتوقف الدورية؛ لمتابعة مجموعة من الرجال يهرولون للاختفاء من أمامها.

وحين يدخلون مسافة 50 متراً في الأحراش وهو ما يجعلهم فعلياً داخل الأراضي اليمنية يتوقفون انتظاراً لرحيل الدورية السعودية.

وفي موقع آخر، تقف مجموعة أخرى في الأحراش تنظر للحرس السعودي، ثم يرفع أحد أفرادها لفترة وجيزة ما يبدو أنه سلاح.

ويتناقض هذا التوتر تناقضاً صارخاً مع الطبيعة الخلابة، والهدوء الذي يسود المنطقة.