• ×
السبت 11 شوال 1445

الملحقية بأمريكا توقف الصرف على الزوجات والأبناء غير الموجودين مع المبتعثين

الملحقية بأمريكا توقف الصرف على الزوجات والأبناء غير الموجودين مع المبتعثين
بواسطة fahadalawad 15-03-1436 09:55 صباحاً 369 زيارات
ثقة ـ متابعات : بدأت الملحقية الثقافية السعودية في الولايات المتحدة بإيقاف الصرف عن الزوجات والأبناء غير الموجودين مع المبتعثين؛ ممّا أدّى إلى تذمر الكثير منهم، مُطالبين الملحقية بالنظر مرة أخرى في هذا الأمر.

وبحسب صحيفة المدينة قال عدد من المبتعثين إنهم تضرّروا من هذا القرار نظرًا لأنهم كأزواج مسؤولين شرعًا عن الإنفاق على زوجاتهم وأولادهم. وأكدوا أن القرار أدّى إلى حدوث مشكلات أسرية لا يستطيعون حلّها، وأن الحلّ في يد وزارة التعليم العالي التي ينبغي أن تعيد النظر في القرار.
يقول المبتعث خالد السلطان: أنا متزوج، ووهبني الله بنتين «جنى 14 سنة، ولوجين 13 سنة». وقد بدأتُ ببنتيّ لأن المشكلة تتعلّق بهما. حضرنا إلى أمريكا منذ بضع سنوات، ولم يتبقَ لي إلاّ سنتان للعودة لأرض الوطن. (جنى ولوجين) في بداية مرحلة المراهقة، وهذه المرحلة العمرية خطرة جدًّا، وتحتاج إلى رعاية مكثّفة واهتمام.
وأضاف: بحكم انشغالي بدراستي، أقضي أغلب وقتي في المكتبة، وأمّهم هي التي ترعاهم، وعندما لاحظتْ أمّهم بعض التغيّر في السلوكيات، أخبرتني بالأمر، طلبتُ منها أن تحاول أن تعرفَ مصدر هذه السلوكيات المستحدثة في البنتين، وبعد يومين أخبرتني أن المصدر هو المدرسة، فأخبرتها بأنه إذًا يجبُ علينا إرجاعهما للسعودية؛ للحفاظ عليهما، لتتعلّما في بيئتنا الإسلامية التي نشأنا عليها، والتي أرغب أن تنشأ ابنتيّ عليه.
بعد أسبوعين رتَّبتُ كلّ شيء، وبالفعل عادتا للسعودية مع أمهما، وبقيت أنا لأكملَ ما بدأته. كنتُ كلّ شهر أحوّل لهم مصروفهم الشهري من المكافأة التي تأتي من الملحقية للمرافقين، ولكن من شهر تقريبًا تم إيقاف مكافآت المرافقين؛ لعدم وجودهم معي في أمريكا.
الآن أنا بين نارين: إمّا أن أعيدهما لأمريكا ليستمر الصرف، وتعيش ابنتيّ المراهقتان الحياة الأمريكية، وإمّا أن أبقيهما في السعودية، وألغي بعثتي وأعود لهما. تكلَّمتُ مع الملحقية، ولكن الكلُّ يرفضُ أن يتعاون معي، ولا أعلم ما يمكنني أن أفعله.
من جهته قال أنس البدري: أنا متزوج منذ 15 سنة، ولم يرزقني الله بمولود إلاّ بعد عشر سنوات من زواجي.. لدي «لمار» وهي الآن تبلغ 5 سنوات تقريبًا. حضرنا لأمريكا منذ سنة، وبدأنا حياتنا بحلم وردي نرغب في تحقيقه. بعد وصولي لأمريكا بتسعة أشهر كان لدي جار من السعودية، لديه أطفال.. أحد أطفاله كان يلعب، وتعرقل أثناء نزوله من الدرج فكُسرت يده.. ذهب به للمستشفى، وأتت الشرطة تحقق مع الأب والأم، وكانت الأمور تسير للأسوأ، حيث أخبرت الشرطة الأب بأنه سوف يُسحب ابنه بسبب إهماله. ولكن لطف الله أن جارتهم أمريكية شاهدت الابن وهو يقع، وذهبت مع الأب للمستشفى، وقالت للشرطة أنا شاهدة أن ما حدث ليس إهمالاً من الأب والأم، وأن ما حدث هو حدث عرضي، قد يحدث لأي طفل في عمره، وأنا جارتهم، وأعلم أنهم يحسنون معاملة أبنائهم. يخبرني جاري أنه لولا لطف الله، ثم شهادة جارتي لسُحب ابني مني.
بعد هذا الموقف تخوّفت زوجتي وأنا من أنه لأي سبب -لا سمح الله- ممكن تُسحب «لمار» منا، فقررتْ زوجتي العودة للسعودية، وبقيت أنا. وكان ما يأتي من الملحقية يذهب لهما كمصروف. الآن بعد انقطاع المكافأة ليس لديّ دخلٌ آخر للصرف عليهما.
بدوره قال سعود العتيبي: حدث سوء فهم بيني وبين زوجتي، وكاد الأمر يصل للطلاق، وقررنا أن نبتعد عن بعض لفترة حتى تهدأ الأمور. فرجعت زوجتي مع الطفلين للمملكة، وأنا الآن في أمريكا، ومنذ فترة تم إيقاف المكافأة لعدم وجودهم في أمريكا.
الآن شرعًا وعُرفًا عائلتي أنا المسؤول عنهم، ولكن مع إيقاف الصرف.. كيف أستطيع أن أصرف عليهم؟ وهل أحضرهم لأمريكا والمشكلة لم تنتهِ بيننا بعد؟ ممّا يزيد من فرص حدوث طلاق؟ هل هذا ما تريده الملحقية؟
قال عضو مجلس الشورى الدكتور عبدالرحمن العطوي، إن ربّ الأسرة ملزمٌ شرعًا بالإنفاق على أسرته، ونظرًا لكون مبتعثي برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي يشترط فيهم أن لا يكون المبتعث يعمل بوظيفة حكومية، ونظرًا لأن أسرة المبتعث تعتمد على ما يقدمه البرنامج لهم من مكافأة، ونظرا لخطورة الموقف على اهتمام المبتعث بإنجاز ما كلف به، فإنه يجب أن لا يوقف الصرف على الأسرة إلاَّ بعد الوقوف على الحالة، ومعرفة سبب عودتها إلى الوطن، وتركها لعائلها.
وطالب وزارة التعليم العالي بدراسة عاجلة للحالات والظروف التي أجبرت بعض الأسر بالعودة للوطن، ومعالجتها بما يضمن استمرارية المبتعث في مهمّته، ورسالته حتى لا يخسر الوطن النتيجة التي استهدف من أجلها ابتعاث أبنائه وبناته.
وأضاف إنه عندما أقر برنامج الابتعاث للدراسة في الخارج استهدف بناء أهم عنصر من عناصر تنمية هذا الوطن المبارك ألا وهو الإنسان فأرسل أبناء وبنات هذا الوطن إلى الخارج لاكتساب المعارف، والعلوم النافعة التي تعود على المواطن والوطن بالفائدة العظيمة.