• ×
الجمعة 10 شوال 1445

خليل جلال : رحيل المهنا لن يحل أزمة التحكيم.. وعلى العمري الابتعاد

خليل جلال : رحيل المهنا لن يحل أزمة التحكيم.. وعلى العمري الابتعاد
بواسطة fahadalawad 03-05-1436 01:46 مساءً 489 زيارات
ثقة ـ متابعات : أثارت الأخطاء التحكيمية الفادحة التي ارتكبت في الجولتين الماضيتين من بطولة الدوري السعودي للمحترفين لكرة القدم وخصوصا المتعلق منها بمباراتي النصر ضد نجران والرائد من جهة وضد فريق الخليج من جهة أخرى، ردود فعل واسعة خصوصا أن الأخطاء التحكيمية التي حصلت في مباراة الخليج كانت مؤثرة جدا وأعقبت التصريح الناري الذي أطلقه رئيس نادي النصر الأمير فيصل بن تركي بعد التعادل مع الرائد على خلفية الأخطاء الكبيرة التي عانى منها النصر في تلك المباراة.

«الشرق الأوسط» فتحت ملف التحكيم مجددا وبحثت في الأسباب التي يمكن أن يكون لها دور في تلافي أو تقليل الأخطاء التحكيمية المؤثرة خصوصا أن الدوري السعودي دخل المنعطف الأهم والجولات الحاسمة منه.



واعتبر خليل جلال الحكم الدولي السعودي المعتزل أن حال التحكيم في المنافسات الكروية السعودية لم يعد يرتقي إلى قوة المنافسة فيها حيث إن حال التحكيم بات أقل بكثير من أن يكون قادرا على قيادة المنافسات المحلية وخصوصا في بطولة الدوري التي تمثل مقياسا دائما لكرة القدم في كل دولة.

وقال خليل جلال في تصريح خص به «الشرق الأوسط»: «كان التحكيم في سنوات ماضية يماثل أو يناسب قوة الدوري حيث تحضر الأخطاء التقديرية في بعض المباريات وبنسبة أقل مما هي عليه في السنوات الأخيرة، حيث بات وضع التحكيم متدهورا جدا وباتت الأمثلة الحسنة قليلة جدا، عكس ما كان قبل سنوات وهذا يتطلب البحث عن حلول، لأن بقاء هذا التدهور في التحكيم لا يسعد أحدا ولا يمكن لأحد أن يستفيد منه دائما، بل إن من يستفد منه اليوم سيتضرر منه غدا، وهذا الأمر الذي يجب أن يتم الوثوق فيه والانطلاق من خلاله.

وأشار إلى أن المباراة النهائية لبطولة كأس ولي العهد شهدت تألقا تحكيميا سعوديا بقيادة الحكم تركي الخضير، ولكن لم يمض طويلا على هذا التألق حتى ارتكبت أخطاء فادحة ومؤثرة في عدد من المباريات مما أثار الضجة مجددا على وضع التحكيم، وهذا يدل على هشاشة الوضع التحكيمي ووجوب أن يكون راسخا وقويا وقادرا على المواصلة، ولا يكون وضعه يوم في القمة وآخر في القاع.

وعن رأيه في الأخطاء التحكيمية التي حصلت في مباراة النصر والخليج التي ارتكبت من قبل حكم مخضرم ممثلا في عبد الرحمن العمري ومساعديه، فيما سبقها أخطاء تحكيمية ارتكبت من حكم شاب ممثلا في الحكم محمد القرني في مباراة النصر والرائد قال جلال: «شخصيا أحترم عبد الرحمن العمري وأعتبره من الأصدقاء الأعزاء على قلبي وأتمنى منه أن يرتاح ويجلس مع نفسه ويراجع حساباته، لأنه حكم تعب كثيرا حتى صنع لنفسه تاريخا تحكيميا مشرفا، والأخطاء التي يرتكبها تتوجب عليه أن يراجع حساباته ويختار بعد أن يجلس مع نفسه القرار الذي يراه مناسبا، أما الحكم القرني فما زال في بداية الطريق يجب أن يلقى الدعم والاستفادة من الأخطاء التي ارتكبها لتطوير نفسه، وحقيقة الأخطاء التقديرية لا يمكن أن تنتهي مادام أن هناك كرة قدم موجودة.

وعن الحلول التي يراها مناسبة لمعالجة الوضع المتردي للتحكيم، وهل استقالة رئيس اللجنة عمر المهنا تمثل حلا قال جلال: «رحيل المهنا ليس الحل الذي سينهي كل المشكلات التحكيمية وشخصيا لا أؤيد مثل هذه الخطوة، فرحيل شخص لا يمكن أن يحل أزمة، بل يتوجب أن تكون هناك إعادة هيكلة للتحكيم واللجان العاملة فيه، ويكون هناك تطوير بشكل حقيقي للتحكيم، فكما أن الفرق تعسكر وتستعد بشكل قوي للمنافسات يجب أن يستعد الحكام بالشكل الأمثل، ولا يبقى الوضع كما هو عليه تكليف حكم قبل مباراة دون أي تهيئة أو إعداد أو غير ذلك من العوامل الأساسية ويكون التكليف على مستوى عال من قبل لجان مختصة قادرة على اختيار الأنسب لكل مباراة.

من جانبه، اعتبر عبد الله الناصر رئيس لجنة الحكام السابق أن الحديث الصريح عن هذا الموضوع يفتح أبوابا قد تكون مغلقة، ولذا من المهم تلافي الحديث في مثل هذه الأمور حتى لا تفسر حسب الأهواء وخصوصا منه شخصيا، مكتفيا بالتأكيد على أنه يتمنى أن يكون هناك ثقة أكبر في الحكم السعودي ودعمه بكل ما هو ممكن وإيقاف الهجوم عليه وتأليب الرأي العام ضده للرفع من معنوياته.

من جانبه رأى البروفسور الدكتور عبد العزيز المصطفى أستاذ دكتور بقسم التربية وعلم النفس بجامعة الدمام والذي حاضر في ورشة عمل نظمتها لجنة الحكام قبل عدة أسابيع أن هناك أهمية كبيرة في أن يتعامل الحكام مع مهنتهم في قيادة المباريات باحترافية أكثر مما هي عليه في الوضع الراهن، حيث إنه فوجئ بعدم وجود ردود من بعض الحكام على سؤال له خلال ورشة العمل بأنهم يعرفون أن هناك من يسيء لهم ويهاجمهم بشتى الألفاظ، وهم غير مبالين بشكل كبير في هذا الأمر.

وأضاف المصطفى: «يجب أن يكون لكل حكم صحيفة أعمال تقدم له نهاية العام ترصد كل صغيرة وكبيرة له من حيث عدد المباريات والأخطاء المؤثرة التي ارتكبها وتقييمه السنوي، وهذا يتطلب جهدا كبيرا ومضاعفا من قبل لجنة الحكام برئاسة عمر المهنا الذي يجب الإشادة بالجهود التي يبذلها ولكنها لا تزال غير كافية، حيث إن الأمر يتطلب تنظيم دورات وورش عمل دائمة خصوصا في ظل وفرة الحكام الشباب في اللجنة.

وشدد على أن الحكام يجب أن يطوروا أنفسهم أكثر بكل النواحي وهذا هو الأمر الذي وحده يمكن أن ينهض بالتحكيم، معترفا أنه لا يشاهد مباريات الدوري السعودي للمحترفين لأنه لا يحتمل مشاهدة الأخطاء التحكيمية الكارثية.