• ×
الثلاثاء 7 شوال 1445

حضرموت تتحدى القاعدة وتخرج في مظاهرات حاشدة

حضرموت تتحدى القاعدة وتخرج في مظاهرات حاشدة
بواسطة fahadalawad 01-01-1437 07:45 صباحاً 444 زيارات
ثقة ـ متابعات : تحدى الآلاف من أبناء حضرموت تهديدات القاعدة، وتظاهروا في عاصمة المحافظة، مدينة المكلا، تلبية لدعوة وجهها عدد من منظمات المجتمع المدني، رفضا لاستمرار سيطرة عناصر التنظيم على مدن ساحل حضرموت، وتنديدا بالممارسات الأخيرة التي قاموا بها في الفترة الأخيرة، مثل هدم المعالم الثقافية والعمرانية، بدعوى مخالفتها للإسلام، والتدخل في خصوصيات المواطنين وطريقة عيشهم. كما استنكروا تجاهل السلطات المحلية معاناة سكان المحافظة الواقعة جنوب شرقي البلاد.
وحمل المشاركون في الفعالية التي شهدت مشاركة نسائية واسعة، لافتات تندد بوجود المتطرفين واحتلالهم كافة مدن ساحل حضرموت. وحمل بعض المشاركين لافتات تطالب بخروج التنظيم. وعقب التظاهرة صدر بيان اتهم السلطات المحلية، بشقيها المدني والعسكري، بالهروب وترك أبناء المحافظة يعانون من مختلف صور التعدي على حقوقهم المدنية، وعلى تراث محافظتهم وفنونها وعلومها وآدابها، ناهيك عن الأزمات المتصاعدة في الخدمات الأساسية من كهرباء، ومياه، ونظافة، وصرف صحي وتعليم، وصحة، وغيره. موجهين نداء استغاثة للحكومة الشرعية، دعوها للقيام بواجبها الوطني تجاههم.

مطالب أمنية
وشدد المتظاهرون في مطالبهم على ضرورة عودة السلطات المحلية الشرعية، ومباشرة مهامها من داخل المحافظة، وإعادة العمل إلى كل مؤسسات الدولة، والبدء في تفعيل جهازي الأمن والشرطة، وإخراج الجماعات المُسلحة بما فيها تنظيم القاعدة من كافة المدن، والعمل على تأسيس مجلس مدني يضم ممثلين لمنظمات المجتمع المدني والنقابات لمساعدة السلطات الحكومية في إدارة شؤون المحافظة.
وكان التنظيم قد استبق التظاهرة الشعبية، باستنفار عناصره المسلحة، وتنفيذ عمليات انتشار أمني في كافة شوارع المدينة ومداخلها الرئيسة والفرعية، وكذلك استعراض لعدد من الأطقم والآليات العسكرية التي استولت القاعدة عليها من داخل المعسكرات بعد سيطرتها على المدينة، وذلك قبل عدة ساعات من موعد انطلاق الفعالية الشعبية.

القاعدة تستنفر
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي في حضرموت قد شهدت جدلا كبيرا حول دوافع الانتشار الأمني لمسلحي القاعدة قبل ساعات من انطلاق التظاهرات، حيث عد الكثيرون ذلك الانتشار بمثابة محاولة لإرهاب وإخافة المتظاهرين. إلا أن الجهاز الإعلامي للتنظيم أصدر بيانا برر فيه عمليات الانتشار بأنها تأتي ضمن مساعي تكثيف الدوريات الأمنية، وإعادة نشر نقاط أمنية لحفظ الأمن في المدينة بعد انتشار بعض مظاهر البلطجة ووقوع أعمال سلب. ولم يتطرق البيان بشيء حول الفعالية الشعبية المناهضة للقاعدة.
من جانبه حذر الأمين العام للمجلس الأهلي الحضرمي، الشيخ عبد الحكيم بن محفوظ، من وجود مركبات مفخخة في المحافظة قد تستخدم في تنفيذ هجمات إرهابية. داعيا كافة المكونات الحضرمية إلى التداعي السريع لحفظ حضرموت من الانزلاق إلى مربع العنف والفوضى. مضيفا أن المجلس الأهلي يبذل جهودا كبيرة لحفظ الأمن، غير أنه أكد أن تلك الجهود تصطدم بالعجز المالي وضعف الإمكانيات.

استشراء الخلافات
وتتزامن هذا الأحداث في الوقت الذي أكدت فيه مصادر مقربة من التنظيم - اشترطت عدم نشر هويتها - أن خلافات داخلية قوية باتت تعصف بقيادات التنظيم في المكلا. خصوصا بعد سيطرة عناصر من خارج أبناء المحافظة على مقاليد القيادة الفعلية، واتخاذها عددا من القرارات ساهمت في تأجيج الشارع الحضرمي ضدها، ومن بين تلك القرارات هدم وتفجير عدد من المعالم الدينية التي تقع في وسط أحياء سكنية بقنابل شديدة الانفجار.
إلى ذلك، اعتقل مسلحو القاعدة صحفيين عاملين بالمكلا وذلك بعد ساعات قليلة من انتهاء الفعالية، وذكرت عائلتا الصحفيين أمير باعويضان، ومحمد المقري، أن متشددين اقتادوهما إلى مكان مجهول.