• ×
الخميس 9 شوال 1445

800 مليون ريال حجم المبيعات المباشرة السنوية للرحلات البرية والصيد بالمملكة

800 مليون ريال حجم المبيعات المباشرة السنوية للرحلات البرية والصيد بالمملكة
بواسطة fahadalawad 17-02-1437 09:09 صباحاً 492 زيارات
ثقة ـ متابعات : تنشط في مثل هذه الفترة من العام حركة التنزه ويتجه الكثير للمواقع البرية والمخيمات في مختلف مناطق المملكة، خاصة مع نزول المطر، واكتساء مواقع شاسعة باللون الأخضر، وكما يشهد ذلك حركة اقتصادية نشطة لكل ما يتعلق بالبر والرحلات البرية، ونستطيع أن نطلق عليه «اقتصادات البر».

فهناك الكثير من الجوانب الترفيهية والاحتياجات التي تتطلبها النزهات البرية لجميع الفئات التي تقصد الخروج للتنزه، والتمتع بأجواء الطبيعة والبر التي تكون بمثابة متنفس للجميع للخروج من صخب حياة المدينة، وضغوط العمل اليومية في مختلف القطاعات، وأضحى من الطبيعى أن نشاهد في الطرقات المؤدية للبر والمخيمات مواقع البيع والشراء، والذي يركز على بيع وتسويق أدوات التخييم ومختلف احتياجات البر.

الرحلات البرية تعتبر

محركاً اقتصادياً

وتحدث ل»الرياض»حول هذا الموضوع عبدالرحمن بن محمد الصانع نائب الرئيس للجنة السياحة الوطنية بمجلس الغرف السعودي، قائلاً «في تصوري أن حب الصحراء وعشقها موجود لدى معظم السعوديين مختلط بدم الجسد، وبالتالي تهون الأمور المادية أياً كانت في في سبيل رحلة برية آخر الأسبوع او في العطل والإجازات، إذا ما وافقت أشهر الشتاء والربيع، وتزيد الرغبة إذا جاءت الأمطار وزانت الصحراء بجمال وإخضرار الطبيعة وعندما تكتسي الارض بالورود والنباتات الصحراوية.

وبين، أن هذا العشق تبينه الأرقام فأحد كبار موردي مستلزمات الرحلات البرية والصيد يقدر حجم المبيعات المباشرة للمستهلك النهائي بأكثر من 800 مليون ريال سنوياً، والمصروفات غير المباشرة في تكلفة الرحلات البرية تقدر بحوالي اثنين مليار ريال، وتشمل مثلاً تجهيز، سيارات الدفع الرباعي وصيانتها وتأجير المخيمات ومحلات قطع الغيار التي على الطرق كذلك محطات بيع الوقود و(السوبر ماركت) والمطاعم، فالرحلات البرية تعتبر محركاً اقتصادياً ذا حجم كبير جداً، بل قامت مهن اقصادية جديدة تقوم بها عائلات سعودية ببيع المأكولات الشعبية الجاهزة مثل الكبسة والجريش والمرقوق في حوافظ تبقية ساخناً ولذيذاً، وما يمتاز به أنه من شغل ربات البيوت، وعلى اطراف المدن وبداية الطريق الى الصحراء، نجد كذلك الشاي المعروف عند البعض ب(شاي الجمر)، أتذكر ويذكر غيري في عام 1429ه شهدت كثير من مناطق المملكة أمطار غزيرة سال منها أكبر وادٍ بالمنطقة الوسطى، وهو (وادي الرمة) فأصبح جانبية يعج بعشرات المخيمات، خصوصاً بمنطقة القصيم والمنطقة الوسطى عموماً، وبالتالي نشأت حركة تجارية واسعة تلبي حاجة المخيمين اليومية من مواد غذائية ووقود لمواطير الكهرباء ولحوم وغيرها من الاحتياجات، مثل الحطب الذي يباع بأسعار مبالغ فيها مع بداية الشتاء، وتجد المحطات والمواقع التي تبعيه بينها اتفاق على البيع بأسعار مبالغ فيها في الشتاء.


واستطرد قائلا «لا ننسى، أنه وقبل توحيد المملكة كانت معيشة البدو في الصحراء، وهم يمثلون معظم السعوديين، ثم جاء مشروع الملك عبدالعزيز لتوطين البادية في الهجر لتقديم التعليم والتطبيب لهم، لذا فالصحراء تعيش في دماء معظم السعوديين، لما يجدونه من هواء نقي وفضاء واسع يسر الناظرين وبالتالي غسل للهموم وراحة لنفس من مشاكل الحياة المدنية في العيش بالمدن وزحمة الشوارع اليومية».

وأضاف الصانع «بعض المتطلبات الجيدة للبر من أدوات للمخيمات والجلسات، وشنط للرحلات تضم أدوات للقهوة والشاهي والعشرات مما يحتاجه المتنزهون والمخيمون توجد في محلات كبيرة معروفة في الرياض والقصيم مثلا، وعند الذهاب لهذه المحلات تجد أفكاراً مناسبة لرحلات البر، بحكم أنهم متخصصون في هذا المجال، ويحضرون الجديد مما يصنع في مختلف دول العالم ويناسب للبر والتنزه، وتجعل الرحلات أكثر تشويقاً، وأيضاً تشجع على الاهتمام برحلات البر والتخييم، والبعض قد لا يعرف عن هذه المحلات، ولا تجد فيها سوى من هم مهتمون بهذا الجانب، والحريصون على متابعة كل جديد وملائم للتخييم في البراري» .

عبدالرحمن السنيدي، أحد اشهر المستمثرين في هذا المجال يقول «إن أهم عامل مؤثر في سوق مستلزمات الرحلات البرية والصيد العوامل المناخية، فالأجواء الربيعية الجيدة، ومع نزول المطر، مثل هذا العام مثلا تزيد حركة الأقبال من المستهلك النهائي على كل ما يخص البر ب40%، والعكس بالعكس، فعند انخفاض الموسم بسبب قلة المطر، ينخفض هذا السوق الى أكثر من 40% عن السنوات المطيرة والربيعية الخضراء، والأمطار وحركتها بين مناطق المملكة لازالت تؤثر حتى الآن على جانب الرعي، وخاصة للأبل، وهي مرتبطة عند البعض بشكل أو بآخر بتحرك الناس نحو الرعي والتخييم والصيد أيضاً.

واضاف أن من أهم المعوقات التي في هذا السوق، وجود منافسين من الأجانب باعة متجولين لديهم بضاعات للرحلات البرية، غالباً ما تكون ردئية وتباع للناس على أنها اصلية، وهذا يؤثر على سمعة السوق عموماً، واذا وجد باعة متجولون من السعوديين فهم قليل، وغالبا ما يشترون من التاجر المحلي، ونحن نسعد بذلك ونتمنى لهم الخير، ولكن عندما ينافسه أجنبي بمنتج مقلد، ويترك له الحبل على الغارب فهذا ما يزعجنا كمستثمرين في مجال الرحلات البرية والصيد، منذ سنوات، ونرى فيها الكثير من المعوقات التي نتمنى أن تجد رقابة واهتماماً من الجهات الرسمية، حتى تزول المخالفات التي نسلمها، وخاصة مع مواسم الربيع، مثل ايامنا الحالية.

دعم الأسر المنتجة

من جانبه يقول حسين العماري «الذي نلاحظه في ما يتعلق بالجوانب الاقتصادية للبر، وجود العشرات من أشكال الترفيه على الطرقات المؤدية للمخيمات، ففي الرياض مثلاً تجد على امتداد طريق الثمامة مثلاً، واقع حي لاقتصادات البر الترفيهية، ولكنها عشوائية وغير منظمة، وغالبا أكثرها غير مرخصة من جهات رسمية، مثل البلديات وغيرها من الجهات الحكومية، وكذا التسعير غريب ويحتكم لمزاج صاحب السلعة، واذا أخذنا مثالا للدبابات المتنوعة الأشكال نجد عدم اهتمام بجوانب السلامة، والتي من أبسطها، الالتزام بخوذة الرأس، وكذلك الأسعار مبالغ بها، الإيجار لساعة واحدة فقط لايقل عن 70 ريالا، وهو لا يفرق كثيراً عن إيجار سيارة صغيرة لمدة 24 ساعة وليس ساعة واحدة فقط، فلماذا هذه التسعيرة الغريبة، ومن المسؤول عن الرقابة عليهم، وكذلك هناك اصحاب البغال يقدمون الترفيه للأطفال، وجميع مثل هذه الوسائل الترفيهية تحتاج للرقابة والمرجعية التي تحقق الفائدة للجميع، فمثلا قد نجد عمالة مجهولة تستفيد من ذلك، وهي تخالف في الأساس نظام البلد الذي تعمل به من نواحٍ كثيرة.

وتناول العماري جوانب الصحية للأكلات التي تقدم على الطرقات، ومن خلال بسطات وسيارات متنقلة ورغم أن البعض جيد ويبيع بسعر مقبول، إلا أن وجود غير السعوديين يجعلنا نستغرب السماح لهم بالعمل في هذه الجوانب، فماذا لا تتواجد الأسر السعودية المنتجة، التي تقدم وجبات نظيفة وبأسعار مشجعة على الشراء، وهي أفضل بمراحل مما يقدم من خلال عمالة تعمل بشكل نظامي، وتنافس السعوديات من الأسر المنتجة بسلع ومنتجات غذائية، اقل ما يقال عنها إنها ردئية.