• ×
الخميس 18 رمضان 1445

حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية والمبيت فيه

حجاج بيت الله الحرام يتوافدون إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية والمبيت فيه
بواسطة fahadalawad 09-12-1437 02:30 مساءً 535 زيارات
ثقة : منى واس  بدأ حجاج بيت الله الحرام صباح اليوم السبت الثامن من شهر ذي الحجة 1437 هـ في التوافد إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية , تقربًا لله تعالى ، راجين منه القبول والمغفرة ، متبعين ومقتدين بسنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم ، مكثرين من التلبية والتسبيح والتكبير، في صورة روحانية وإيمانية.

وأفادت الشريعة السمحة أن قدوم الحجاج المقرنين أو المفردين بإحرامهم إلى منى يوم التروية والمبيت فيه في طريقهم للوقوف بمشعر عرفة سنة مؤكدة .

ويحرم المتمتعون المتحللون من العمرة من أماكنهم سواء داخل مكة أو خارجها ، حيث يبقى الحجاج بها إلى ما بعد بزوغ شمس التاسع من ذي الحجة، يتوجهون بعدها للوقوف بعرفة ( الوقفة الكبرى )، ثم يعودون إليها بعد " النفرة " من عرفة والمبيت بمزدلفة لقضاء أيام ( 10 - 11 - 12 - 13 )، ورمي الجمرات الثلاث جمرة العقبة والجمرة الوسطى والجمرة الصغرى إلا من تعجل ، وذلك لقوله تعالى : (( واذكروا الله في أيام معدودات فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى )).

وتبلغ مساحة مشعر منى بحدوده الشرعية 16,8 كيلو متر مربعاً ، ويقع بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد 7 كيلو مترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو حد من حدود الحرم تحيطه الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج ، ويحَدُّه من جهة مكة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي "محسر" .
ويعد مشعر منى ذا مكانة تاريخية ودينية، به رمى نبي الله إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدي إسماعيل عليه السلام ، ثم أكد نبي الهدى محمد صلى الله عليه وسلم هذا الفعل في حجة الوداع وحلق، وأستن المسلمون بسنته يرمون الجمرات ويذبحون هديهم ويحلقون .

ويشتهر المشعر بمعالم تاريخية منها الشواخص الثلاث التي ترمى، وبه مسجد "الخيف"، الذي اشتق اسمه نسبة إلى ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء، والواقع على السفح الجنوبي من جبل منى، وقريباً من الجمرة الصغرى، وقد صلى فيه النبي صلى الله عليه وسلم والأنبياء من قبله، فعن يزيد بن الأسود قال : "شهدت مع النبي صلى الله عليه وسلم حجته فصليت معه صلاة الصبح في مسجد الخيف"، ومازال قائماً حتى الآن، ولأهميته تمت توسعته وعمارته في عام 1407هـ .

ووفرت القيادة الرشيدة - أيدها الله - جميع الإمكانات الخدمية والصحية والأمنية للتسهيل على قاصدي بيت الله الحرام حجهم وأداء مناسكهم بروحانية وطمأنينة، مؤكدة على الجهات الحكومية والخدمية أهمية السعي على تنفيذ كل ما من شأنه إنجاح مهامها في موسم الحج.

ويعد مشعر منى من أكبر المشاعر المقدسة احتضانا للدوائر الحكومية والجهات الخدمية العاملة على تيسير أداء مناسك حجاج بيت الله الحرام ، بمساحة تقدر بـ 15% من مساحة السفوح الجبلية للمشعر، فيما المساحة المتبقية مستخدمة لنصب الخيام، الذي يعد أحد أكبر المشروعات التي نفذتها حكومة خادم الحرمين الشريفين لإيواء الحجاج بمساحة مقدرة بـ 2.5 مليون متر مربع وفق مواصفات تحقق المزيد من الأمن والسلامة، باستيعاب 2.6 مليون حاج، وبهذا يكون المشعر أكبر مدينة خيام في العالم .

ويشتمل مشروع الخيام على أسس الأمن والسلامة والملائمة للمحيط العام ، ويتضمن شبكة للتكييف ، وخراطيم المياه الداخلية ، وطفايات الحريق وزن 6 كجم موزعة بالممرات والخيام، مع احتواء كل خيمة على رشاشات مائية تعمل حال استشعارها الحرارة ، فيما وفرت في وسط المخيمات مجموعة من دورات المياه والمواضئ، كما جهزت بموزعات للطاقة الكهربائية ومطابخ، ومكبات للنفايات .

وتبلغ أبعاد الخيام بمقاسات نمطية 8 * 8 ، 6 * 8 ،12 * 8 أمتار، المصنوعة من أنسجة زجاجية مغطاة بمادة التفلون المعروفة بمقاومتها العالية للاشتعال وعدم انبعاث الغازات السامة منها، ومزودة بالتكييف إلى جانب مقاومتها للعوامل المناخية، وملائمة شكلها للطابع الإسلامي، ومقاومتها للعوامل المناخية، ومرونة أجزائها للتشكيل والتركيب.

واتخذت في مخيمات منى إجراءات صارمة لتوفير الأمن والسَّلامة من أخطار الحريق، حيث أنشئت شبكة لإطفاء الحريق، مكوَّنة من فوهات رئيسة للحريق بالشوارع، وشبكة متكاملة لمياه إطفاء الحريق في مختلف أنحاء منى، وإنشاء خزانات خاصة لمياه الحريق على شكل أنفاق بأعلى الجبال بمنى، تغذي شبكة إطفاء الحريق بأقطار مناسبة مع ما يلزمها من محابس وقطع، حيث بلغ إجمالي طول هذه الشبكة 100 كيلو متر من المواسير، بأقطار تتراوح ما بين 250 ملم، و700 ملم، تضم 800 محبس، و740 فوهة مياه لإطفاء الحرائق.

وطُوق كل مخيم بأسوار معدنية تتخللها أبواب رئيسة وأخرى للطوارئ، يسهل فتحها من داخل المخيم، كما يتخلل المخيم ممرات تَمَّ رصفها وإنارتها وتزويدها بعلامات إرشادية، ومخارج للطوارئ وغيرها من الخدمات.

وطُبق في مخيم مشعر منى مشروع نظام التخزين المؤقت للنفايات في المخازن الأرضية والصناديق الضاغطة، التي استحدثتها أمانة العاصمة المقدسة في خطة أعمال نظافة المشعر لتسهيل نقل النفايات المتولدة خارج المشعر فترة الذروة.

ووفرت الأمانة بالمشعر صناديق ضغط كهربائية إضافة إلى 131 مخزنا أرضيا تستوعب في مجملها أكثر من 14000 طن من النفايات ، فيما يهدف مشروع الصناديق الضاغطة متعددة الطوابق إلى زيادة الطاقة التخزينية للنفايات بالمشعر بطريقة غير تقليدية .

ومن المشروعات الحكومية في مشعر منى مشروع جسر الجمرات الجديد بطول 950 مترا، ويتألف من خمسة طوابق بارتفاع 12 مترا لكل طابق، ويحتوي على 12 مدخلاً ، و 12 مخرجاً من الاتجاهات الأربعة، إلى جانب منافذ للطوارئ على أساس تفويج 300 ألف حاج في الساعة، ويحتوي على نظام تكييف معزز برشاشات مياه لتلطيف الجو والتقليل من حرارته إلى 29 درجة مئوية، فيما أضيفت في المستوى الخامس من الجسر مظلات كبيرة تغطي مواقع الجمرات الثلاث، بهدف تعزيز راحة الحجاج وحمايتهم من ضربات الشمس .

ويعد مشروع الجسر مشروع للحاضر والمستقبل، حيث صمم لتلبية احتياجات الحجاج الحالية والمستقبلية وإمكانية إيصاله إلى 12 طابقاً، إذ من المتوقع أن يستخدمه ما يزيد على 5 ملايين حاج سنوياً في المستقبل إن شاء الله .

وفيما يخص المحافظة على أمن الحجاج أثناء تواجدهم بالمشعر لأداء مناسك الحج جندت قيادة قوات أمن الحج في منى جميع الطاقات الآلية والبشرية من رجال الأمن لتنفيذ خطة تصعيد الحجاج لمشعر منى لتيسير وتسهيل عملية التصعيد أمام قوافل الحجيج وتوفير الأمن والسلامة لهم.

كما ركزت الخطة على منع دخول السيارات الصغيرة إلى المشاعر المقدسة وإتاحة الفرصة لسيارات النقل الكبيرة التابعة للنقابة العامة للسيارات وشركات النقل لنقل حجاج بيت الله الحرام من وإلى المشاعر المقدسة .