• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

شارك فيه خبراء من دول العالم على هامش القمم الثلاث

منتدى الرياض : التطرف آفة عالمية وجميع الأديان عانت منه

منتدى الرياض : التطرف آفة عالمية وجميع الأديان عانت منه
بواسطة fahadalawad 26-08-1438 04:55 مساءً 730 زيارات
ثقة : الرياض  اختتم منتدى الرياض لمكافحة التطرف ومحاربة الإرهاب، الذي نظمه مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية برعاية التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب، وأفتتح أعماله صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل ، رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية ، أمس تحت شعار " طبيعة التطرف ومستقبل الإرهاب " بفندق إنتركونتيننتال بالرياض، بحضور عدد كبير من أهم الخبراء في قضايا الإرهاب والتطرف من جميع أنحاء العالم .

وأجمع المشاركون في الجلسة الافتتاحية للمنتدى على أهمية الدور الذي تقوم به المملكة العربية السعودية في محاربة الإرهاب لتحقيق الأمن والسلام العالمي.

وأكدوا أن السعودية لها دور محوري في التصدي لأعظم خطر يواجه العالم منذ الحرب العالمية الثانية بحكم ثقلها في العالمين العربي والإسلامي وخبراتها في محاربة الإرهاب الذي تتعرض له منذ الخمسينيات , مبينين أن التطرف والإرهاب لا يمكن ربطه بدين أو منطقة معينة.

وقال الأمين العام لمركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الدكتور سعود السرحان في كلمة افتتاحية للمؤتمر إن التطرف والإرهاب أكبر تهديد يواجه العالم منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية، مؤكدا أن خطر الإرهاب يتجاوز حدود المنطقة ويشكل خطراً على دول العالم كافة .

وأوضح السرحان أن المملكة العربية السعودية دعت لهذا المؤتمر لتبادل النقاشات والمعارف وتأكيداً على التزامها المستمر بالأمن والسلام العالمي وليكون المؤتمر منبراً عالميا لمكافحة الإرهاب، وأنه كان لزاما على الرياض التصدي لظاهرة الإرهاب نظراً لثقلها السياسي وانطلاقاً من واجبها الديني والأخلاقي وبناءاً على معاناتها في العقود الماضية مع الإرهاب.

من جانبه أكد صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل رئيس مجلس إدارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية أن المملكة العربية السعودية تكافح الإرهاب منذ نشأتها وأنها واجهت العديد من أشكال الإرهاب منذ الخمسينات حيث واجهت إرهابا أوجد منظمات مثل القاعدة والجماعات التكفيرية الأخرى تسببت جميعها في إراقة الدماء وهتك الأعراض.

وقال الفصيل "بسبب ذلك تجمعت لدى السعودية خبرات ومعارف متراكمة في محاربة الإرهاب مكنتها من تجنبه في الداخل"، مؤكداً أن ثقته كبيرة في التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب وقدرته على إنجاز هذه المهمة الصعبة، وأضاف: "ظهرت الجماعات العنيفة في كل الأديان وتسببت في قتل الأبرياء والإسلام بريْ من العنف والتطرف".

من جهته قال مدير مركز بيلفر في جامعة هارفرد وزير الدفاع الأمريكي الخامس والعشرين أشتون كارتر أن السعودية تقوم بدور محوري ومهم في قيادة التحالف ومحاربة الإرهاب والتطرف، وقال كارتر : تكمن أهمية التحالف في قدراته بالرد على إدعاءات المتشددين الذين يستخدمون الدين لتغذية أفكارهم المتطرفة ونشرها وهذا لا يمكن أن تقوم به إلا دولة إسلامية والرد عليهم يجب أن يكون من قبل مسلمين.

كما شدد كارتر على ضرورة إعادة البناء السياسي والاقتصادي وبناء الثقة في الدول التي عانت من الإرهاب كي لا تكون بيئات خصبة دائمة للجمعات المتطرفة.

وبين وزير الخارجية الإيطالي السابق فرانكو فراتيني أن التحالف الإسلامي العسكري ضد التطرف بقيادة السعودية هو خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح مؤكداً أنه لا يوجد أي صلة بين الإرهاب والتطرف والدين وأن الحروب التي تخوضها الجماعات الإرهابية هي من أجل السلطة والمال وفتح طرق التهريب حتى لوكانت تخاض باسم الدين.
وشدد فراتيني على ضرورة وجود رؤية مشتركة بين القيادات السياسية لتمكين الشركاء من تعزيز الإجراءات السياسية والعسكرية, وقال : يجب أن نساعد السكان في المدن المحررة مثل الموصل لتكون أماكن لحياة جديدة لا مكان للانتقام كما يجب دعم الدول التي قد تكون عرضه للإرهاب وتعزيز الاستثمارات فيها والعمل على القضاء على الفقر وتجفيف كافة منابع تمويل الإرهاب.

وأدار الجلسة الثالثة للمنتدى التي جاءت بعنوان " روابط الاتصال بين الجريمة والإرهاب "، مدير أكاديمية لندن للدبلوماسية جوزيف موفسيد ، وشارك فيها كل من ضابط المخابرات المركزية الأميركية وعضو مجلس الأمن القومي سابقا مايكل هورلي، وكبيرة المستشارين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى كاثرين بن باور، ونائب رئيس مجلس أمناء مركز عيسى الثقافي بالمنامة الشيخ الدكتور خالد بن خليفة آل خليفة، والباحث في التطرف والإرهاب راجان بصرة.

وناقش الخبراء العالميون والإقليميون أهم القضايا الملحة في مجال الأمن والاستقرار الدوليين مثل طبيعة التطرف وأنواعه وتأثيره والتصور المستقبلي للإرهاب، ودور وسائل التواصل الاجتماعي وتأثيرها على التطرف وسبل مواجهة الإرهاب والتطرف العنيف على المستوى الإقليمي والعالمي.

كما تحدث المشاركون عن الروابط بين الجريمة والإرهاب، والتلاقي بينهما، وغسيل الأموال والاتجار بالمخدرات والاتجار بالبشر.

وقال الدكتور خالد آل خليفة " إن دين الإسلام دين تسامح ومحبة لكل البشرية، ولا يمكن أن يشوه صورة الإسلام عدد من المنحرفين عن نهج العقيدة الإسلامية السمحة " مؤكداً أن هناك قوى إقليمية تغذي هذا الفكر المنحرف لزعزعة أمن دول الخليج العربي لتنفيذ مخططها التخريبي في المنطقة.

وأكد آل خليفة أن إيران تهدف إلى زعزعة الأمن العربي، وتدعم الجماعات المتطرفة في المنطقة .. وتستهدف المملكة العربية السعودية بوصفها قلب العالم الإسلامي، وقبلة المسلمين في أنحاء المعمورة، وثقل الدول العربية والإسلامية.

من جانبه تحدث راجان بصره عن نمط الإرهابين وتحولهم من مرحلة إلى مرحلة أخرى، وتطور سلوكهم العدواني نحو مجتمعاتهم.
أما الدكتور كبيرة المستشارين في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى السيدة كاثرين بن باور تكلمت عن الجماعات الإرهابية وفي مقدمتها القاعدة، ومصادر تمويل تلك الجماعات، مشيرة إلى أن حزب الله يحصل على مئات الملايين من إيران لإشعال الحرب في لبنان.

فيما أكد الخبير مايكل هورلي أن المال هو عصب النمو لهذه الجمعات المتطرفة، ومتى ما تم تجفيف منابع التمويل لها فإننا قادرون على القضاء عليها، موضحاً أن على رغم الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب إلا أنه ما زال التهديد قائما ، وهذا يدعو إلى مراجعة السياسات الدولية لمكافحة هذا الداء العالمي، ويجب مراجعة الاستراتيجيات مع الحلفاء لإحكام السيطرة على هذه الخطر الإقليمي والعالمي.

فيما أدار الجلسة الرابعة التي جاءت بعنوان" مواجهة الإرهاب.. الصورة الإقليمية " الكاتب الصحفي نديم قطيش، وشارك فيها كل من كبير الباحثين في جامعة اوكسفورد الدكتورة اليزابيث كيندال، ومدير برنامج دراسات التطرف في مركز الأمن الإلكتروني والقومي في جامعة جورج واشنطن الأمريكية الدكتور لورينزو فيدينو، وكبير المستشارين لمؤسسة الشراكة العالمية للموارد والمدير السابق لسياسات عدم انتشار الأسلحة النووية الدكتور جاك كارفيلي ، و رئيس وحدة الدراسات بمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية العقيد الدكتور يحيى أبو مغايض .

واستعرض الدكتور لورينز أسباب الإرهاب بالعالم والتفاعلات المؤدية إليه والمنظمات الإرهابية حول العالم، وقال " ان الدول الأوربية قامت بكثير من النقاشات والبحوث في البيئات المعنفة والغير معنفة لتربط علاقة الاٍرهاب بالبيئة وما سبب دفع هذه المجموعات للإرهاب "

من جانبها قالت الدكتورة إليزابيث إنها خصصت بحثها في جماعة القاعدة، وأن هناك منهجين لها الأول عسكري والثاني الدعم والمساندة، مشددة على ضرورة التفكير في مسألة تطوير الموضوعات المجتمعية مثل التعليم والتربية ومعالجة المفاهيم الدينية الخاطئة وتصحيحها.

أما الدكتور جاك فعد زيارة فخامة الرئيس دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للمملكة العربية السعودية، نقلة في مسيرة العلاقات بين البلدين وحماية المصالح المشتركة بين البلدين الصديقين.

أما رئيس وحدة الدراسات بمركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية العقيد الدكتور يحيى أبو مغايض قال " إن المملكة العربية السعودية وضعت خططًا لمواجهة الاٍرهاب، حيث ركزت على الجانب الأمني والجانب العلاجي ".

وأضاف " إن المركز يقوم على المواجهة الفكرية عن طريق البحوث لهذه الظاهرة حيث هناك " 10 " كراسي بحثية في الجامعات، لدراسة هذه الظاهرة وتتبعها، بناء الشراكة المجتمعية لمواجهة هذه الظاهرة، واستيعاب خلفيات مسرح الجرمية إلى ما بعدها من آثار علاجية لتقويم من يمكن تقويمهم بأساليب إنسانية عالية الفكر والهدف ".

وأضاف يقول " تتم المعالجة لهذه الفئة بالحصول على حقوقهم بشكل مشروع دون التجاوز لحقوق الدين والوطن، والتكامل مع عمل المنظمات المحلية والدولية وجمع المفكرين لدراسة هذه الظاهرة، النظرة المستقبلية لمعالجة هذه الظاهرة قبل وبعد للوقاية منها مستقبلا، ودعم الإطار الأمني والقضائي والقانوني ومحاصرة خلايا هذه الفئة ".

كما ألقى أستاذ الدراسات الإسلامية في الجامعة للبنانية الدكتور رضوان السيد كلمة ختامية في ختام المؤتمر قال فيها " إن المتطرفون خرجوا على السواد الأعظم من الأمة، كفروا وقتلوا وأقصوا كل من يخالفهم الرأي، وأهم أشد الأعداء للأمة.

وأكد أن العالم الإسلامي في حاجة ماسة إلى استعادة الدولة للإستقرار وإستعادة السكينة للدين الإسلامي وتعزيز أواصر العمل والعلاقات مع الدول الأخرى، وتبني برنامج إصلاحي شامل تشارك فيه المؤسسات الدينية والاجتماعية والدول والحكومات، مبيناً أن إستقرار الدول والإصلاح الديني أمران بالغا الأهمية، ومشيرا إلى أن الإرهاب هو صناعة وهناك دول ترعاه، وأنه يحتاج لخبرة في المجالات الأمنية والعسكرية والمخابراتية.

ويعدُّ مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، الذي تأسّس سنة 1983م، منصةَ بحثٍ تجمع بين الباحثين والمؤسسات لحفظ العمل العلمي ونشره وإنتاجه، وإثراء الحياة الثقافية والفكرية في المملكة العربية السعودية، وعمل بوابةً وجسراً للتواصل شرقاً وغرباً، حيث يقدّم المركز تحليلات متعمّقة حول القضايا السياسية المعاصرة، والدراسات السعودية، ودراسات شمال إفريقيا والمغرب العربي، والدراسات الإيرانية والآسيوية، ودراسات الطاقة، ودراسات اللغة العربية والحداثة.

ويتعاون المركز مع مؤسسات البحث العلمي المرموقة في مختلف دول العالم، ويضمّ نخبةً من الباحثين المتميّزين، وله علاقة واسعة مع عددٍ من الباحثين المتخصّصين في مختلف المجالات البحثية في المملكة وفي مختلف دول العالم.