• ×
الجمعة 10 شوال 1445

الجامعة العربية تناقش في اجتماع طارئ التطورات التي تمس بمكانة مدينة القدس

الجامعة العربية تناقش في اجتماع طارئ التطورات التي تمس بمكانة مدينة القدس
بواسطة fahadalawad 17-03-1439 04:23 مساءً 463 زيارات
ثقة : القاهرة واس  بدأت اليوم بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أعمال الدورة غير العادية لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، برئاسة مندوب السودان الدائم لدى الجامعة السفير عبدالمحمود عبدالحليم، وحضور الأمين العام للجامعة أحمد أبوالغيط، لبحث التطورات التي تمس بمكانة مدينة القدس ووضعها القانوني والتاريخي ، بناء على طلب من دولة فلسطين أيده عدد كبير من الدول العربية .
وحث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط في كلمته خلال الاجتماع، الإدارة الأمريكية بأن تمتنع عن أية مبادرات من شأنها أن تُفضي إلى تغيير وضعية القدس القانونية والسياسية، أو المس بأيٍ من قضايا الحل النهائي .
وقال أبوالغيط إنه يخطئ من يظنُ أن القضية الفلسطينية، وفي القلب منها مسألة القدس، يمكن أن تكون مسرحًا للتلاعب أو مجالًا للعبث من دون عواقب خطيرة على الأمن والاستقرار في المنطقة ، مشددًا على أن العبث بمصير القدس بما لها من مكانة في قلب كل العرب من شأنه تأجيج مشاعر التطرف ونعرات العنف والعداء والكراهية بطول العالمين العربي والإسلامي .
وأضاف أننا ننتظر من الإدارة الأمريكية اتخاذ القرار السليم الذي ينسجم مع دور الولايات المتحدة التقليدي في رعاية العملية السلمية ، مؤكدًا أن مجلس الجامعة سيبقى في حال متابعة لصيقة لتطورات هذا الموقف .
وشدد على أنه لابد أن يكون واضحًا للجميع أن نقل أي سفارة إلى القدس، وبالذات السفارة الأمريكية سيُسهم في تغيير الوضعية القانونية والسياسية للمدينة، ويضرب الأساس الذي تقوم عليه التسوية المنتظرة وفي حالة السفارة الأمريكية سيضع علامة استفهام كبرى حول التزام واشنطن بحل الدولتين كصيغة لهذه التسوية .
ونبه إلى العواقب الخطيرة للإقدام على خطوة طالما عرف الرؤساء الأمريكيون المتعاقبون منذ 1980 مغزاها ومدى تهديدها للاستقرار في المنطقة، فتجنبوا اتخاذها .
وأكد وكيل وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الفلسطينية تيسير جرادات في كلمته، أن التوجه لتغيير مكانة القدس ووضعها القانوني وأهميتها الدينية سيخلق توترًا وأوضاعًا يصعب السيطرة عليها .
وشدد على أن أي اعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من أي جهة كانت يمثل تجاوزًا للقانون والأعراف الدولية ولمنطق التاريخ ويمس بشكل كامل بمشاعر الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية ومحبي ومؤيدي السلام في العالم .
ودعا الولايات المتحدة الأمريكية إلى احترام كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصِّلة بمدينة القدس ، مشيرًا إلى أن القيادة الفلسطينية عدت أن الأقدام على نية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الإعلان عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وكذلك الحديث عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس يُشكل ضربة قوية لعملية السلام .
وقال نائب المندوب الدائم للمملكة العربية السعودية لدى جامعة الدول العربية بدر بن سعود الطريفي الشمري من جهته، "إننا نعبر عن قلق بالغ وعميق مما يتردد عن اعتزام الولايات المتحدة نقل سفارتها لدى إسرائيل إلى القدس" .
وأضاف الشمري في كلمته خلال الاجتماع أن هذا يمثل استفزازًا لمشاعر المسلمين في العالم ويخالف قرارات الشرعية الدولية والحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني ويمثل انحيازًا عن موقف الولايات المتحدة المحايد في وقت نتطلع أن تلعب دورًا في عملية السلام .
وجدد نائب المندوب الدائم التأكيد على موقف المملكة الراسخ الداعم لإقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس .
بدوره قال مندوب فلسطين الدائم بالجامعة العربية السفير دياب اللوح إن دولة فلسطين تقدمت بطلب رسمي للجامعة العربية لعقد دورة استثنائية طارئة لمجلس الجامعة على مستوى المندوبين اليوم لدراسة ما قد يعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم غد الأربعاء بأن القدس عاصمة لدولة إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس .
وأشار إلى طلب بلاده الاجتماع لصياغة موقف عربي لتجنب صدور مثل هذا الإعلان الذي من شأنه حال صدوره أن يمثل خطًأ تاريخيًا كبيرا وخطًأ سياسيًا خطيرًا له تداعياته الخطيرة غير المسبوقة على فرص إعادة إطلاق عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وعلى الأمن والاستقرار في المنطقة برمتها .
وفي سياق متصل، حذر مندوب مصر الدائم بالجامعة العربية السفير ياسر العطوي من اتخاذ أي خطوات أحادية الجانب تؤثر على مسار التسوية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وتضع عقبات أمام عملية السلام .
وشدد العطوي في كلمته على أن الوضع القانوني للقدس يقتضي توخي الحرص في التعامل مع هذا الملف الحساس نظرًا لمكانة القدس لدى الفلسطينيين والشعوب العربية والإسلامية ، داعيًا إلى الحكمة في اتخاذ أي خطوات يمكنها تأجيج المنطقة .
وأكد أن مصر ستواصل جهودها لتحقيق حلم الشعب الفلسطيني المشروع في ترابه الوطني وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وذلك أمام المحافل الدولية والتأكيد على حل الدولتين وفق مبادرة السلام العربية التي تبلور موقفًا عربيًا موحدًا من عملية السلام وقضايا الحل النهائي .
وقال سفير المغرب لدى مصر ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير أحمد التازي، الذي ترأس بلاده لجنة القدس، إن مدينة القدس عزيزة علينا جميعا كعرب وكلنا مستعدون للدفاع عنها لارتباطها بعقيدتنا وهويتنا ومكون أساسي في وجداننا .
وطالب التازي الولايات المتحدة برعاية عملية السلام وإطلاق مفاوضات بجدول زمني ، مؤكدًا أن الدول العربية تؤمن بالسلام وتريد بلوغ حقوقها بالطرق السلمية ومن بين هذه الحقوق التي أكدتها قرارات الشرعية الدولية هي مدينة القدس .
وشدد سفير الأردن لدى ومندوبها الدائم بالجامعة العربية السفير علي العايد، الذي ترأس بلاده الدورة الحالية للقمة العربية، على ضرورة الحفاظ على الوضع الديني والقانوني للقدس وعدم اتخاذ إي قرار يغير من وضعها نظرًا لمكانتها ليس فقط للفلسطينيين بل للعرب والمسلمين جميعًا .
وأشار في كلمته إلى أنه إذا تم تنفيذ قرار نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس سيكون له آثار كارثية ليست فقط على فلسطين بل سيجلب اليأس والاحباط للمنطقة، وسيكون لمثل هذا القرار تداعيات كبيرة على عملية السلام برمتها ويؤثر سلبيًا على الجهود المبذولة من أجل تحقيق السلام وسينهي تطلعات الشعب الفلسطيني وسيقضي على مفهوم حل الدولتين .
وفيما أكد مندوب الكويت الدائم بالجامعة العربية السفير أحمد عبد الرحمن البكر، على دعم الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في إقامة دولته وعاصمتها القدس والتمسك بمبادرة السلام العربية والقرارات الدولية ، وحذر من أن اتخاذ مثل هذا القرار بنقل السفارة الأمريكية للقدس هو استفزاز لمشاعر المسلمين والعرب في كل أنحاء العالم، نبه مندوب اليمن الدائم بالجامعة العربية رياض العكبري إلى أن أي تغيير لوضع القدس القانوني هو انقلاب على القانون الدولي واعتداء على مبادئه وعمل سيكون له تداعياته الخطيرة، حيث يطلق يد سلطة الاحتلال في تدمير والاستيلاء على التراث الإسلامي والعربي .
ومن جانبه، قال سفير تونس في مصر ومندوبها الدائم جامعة الدول العربية نجيب المنيف إن هذه المحاولات من شأنها أن تقوض جهود عملية السلام في الشرق الأوسط ، مؤكدًا ضرورة وقوف الدول العربية ضد كل المحاولات لتغيير أوضع القانوني لمدينة القدس .
ومن المقرر أن يصدر عن الاجتماع قرار يتضمن الموقف العربي الجماعي من هذه التطورات التى تمس بمكانة مدينة القدس ووضعها القانونى والتاريخي .