• ×
الخميس 9 شوال 1445

بدء أعمال القمة العربية " 29 " بالظهران

خادم الحرمين يطلق " قمة القدس "ويعلن تبرع المملكة ب " 200 " مليون دولار لفلسطين والفلسطينيين

خادم الحرمين يطلق " قمة القدس "ويعلن تبرع المملكة ب " 200 " مليون دولار لفلسطين والفلسطينيين
بواسطة fahadalawad 29-07-1439 04:34 مساءً 493 زيارات
ثقة : الظهران واس  بدأت اليوم أعمال القمة العربية في دورتها العادية التاسعة والعشرين بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران.

وتليت في بداية أعمال القمة آيات من القرآن الكريم.

ثم ألقى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين ملك المملكة الأردنية الهاشمية رئيس القمة العربية السابقة كلمة أعرب فيها عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.

بعد ذلك تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود رئاسة الدورة العادية التاسعة والعشرين للقمة العربية.

وألقى خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - الكلمة التالية:

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين
أصحاب الجلالة والفخامة والسمو
معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية

الإخوة الحضور
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يطيب لي في مستهل اجتماعات هذه الدورة أن أرحب بكم جميعاً في بلدكم الثاني المملكة العربية السعودية متمنياً لقمتنا التوفيق والنجاح.
كما أتقدم بالشكر والتقدير لجلالة أخي الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لما بذله من جهود مميزة خلال رئاسته للدورة السابقة، والشكر موصول لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية، ولكافة العاملين بها على ما يبذلونه من جهود.

أيها الإخوة الكرام
إن القضية الفلسطينية هي قضيتنا الأولى وستظل كذلك، حتى حصول الشعب الفلسطيني الشقيق على جميع حقوقه المشروعة وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وإننا إذ نجدد التعبير عن استنكارنا ورفضنا لقرار الإدارة الأمريكية المتعلق بالقدس، فإننا ننوه ونشيد بالإجماع الدولي الرافض له، ونؤكد على أن القدس الشرقية جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية.
وفي الشأن اليمني فإننا نؤكد التزامنا بوحدة اليمن وسيادٍته واستقلاله وأمنه وسلامة أراضيه.
كما نؤيد كل الجهود الرامية إلى التوصل إلى حل سياسي للأزمة في اليمن، وفقاً للمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، وقرارات مؤتمر الحوار الوطني اليمني الشامل تنفيذاً لقرار مجلس الأمن ( 2216 ).
وندعو المجتمع الدولي للعمل على تهيئة كافة السبل لوصول المساعدات الإنسانية لمختلف المناطق اليمنية.
ونحمل الميليشيات الحوثية الإرهابية التابعة لإيران كامل المسؤولية حيال نشوء واستمرار الأزمة اليمنية والمعاناة الإنسانية التي عصفت باليمن.
ونرحب بالبيان الصادر عن مجلس الأمن الذي أدان بشدة إطلاق ميليشيات الحوثي الإرهابية صواريخ باليستية إيرانية الصنع تجاه المدن السعودية.
تلك الصواريخ التي وصلت إلى ( 119 ) صاروخاً ثلاثة منها استهدفت مكة المكرمة برهنت للمجتمع الدولي مجدداً على خطورة السلوك الإيراني في المنطقة وانتهاكه لمبادئ القانون الدولي ومجافاته للقيم والأخلاق وحسن الجوار، ونطالب بموقف أممي حاسم تجاه ذلك.
وفي الشأن الليبي، فإن دعم مؤسسات الدولة الشرعية، والتمسك باتفاق الصخيرات هما الأساس لحل الأزمة الليبية، والحفاظ على وحدة ليبيا وتحصينها من التدخل الأجنبي واجتثاث العنف والإرهاب.

الحضور الكرام
إن من أخطر ما يواجهه عالمنا اليوم هو تحدي الإرهاب الذي تحالف مع التطرف والطائفية لينتج صراعات داخلية اكتوت بنارها العديد من الدول العربية.
ونجدد في هذا الخصوص الإدانة الشديدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها إيران في المنطقة العربية، ونرفض تدخلاتها السافرة في الشؤون الداخلية للدول العربية.
وندين محاولاتها العدائية الرامية إلى زعزعة الأمن وبث النعرات الطائفية لما يمثله ذلك من تهديد للأمن القومي العربي وانتهاك صارخ لمبادئ القانون الدولي.

وإيماناً منا بأن الأمن القومي العربي منظومة متكاملة لا تقبلُ التجزئة، فقد طرحنا أمامكم مبادرة للتعامل مع التحديات التي تواجهها الدول العربية بعنوان (تعزيز الأمن القومي العربي لمواجهة التحديات المشتركة)، مؤكدين على أهمية تطوير جامعة الدول العربية ومنظومتها.

كما نرحب بما توافقت عليه الآراء بشأن إقامة القمة العربية الثقافية، آملين أن تسهم في دفع عجلة الثقافة العربية الإسلامية.

وفي الختام أؤكد لكم أن أمتنا العربية ستظل بإذن الله رغم أي ظروف عصية برجالها ونسائها طامحة بشبابها وشاباتها، ونسالُ المولى عز وجل أن يوفقنا لتحقيق ما تصبو إليه شعوبنا من أمن واستقرار ورخاء لنصل بأمتنا إلى المكانة الجديرة بها في العالم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

وقد توالت كلمات الدول والمنظمات المشاركة بالقمة .

وقد أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - عن تسمية القمة العربية التاسعة والعشرين بـ (قمة القدس) ليعلم القاصي والداني أن فلسطين وشعبها في وجدان العرب والمسلمين.

كما أعلن عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ (150) مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس.

وأعلن - أيده الله - عن تبرع المملكة بمبلغ ( 50 ) مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

ورأس وفد المملكة في القمة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع .

وكان جلالة الملك عبدالله الثاني ،قد أعلن في كلمته التي ألقاها في بداية الجلسة الافتتاحية للقمة عن ختام أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين .

وأعرب جلالته عن شكره لمعالي الأمين العام لجامعة الدول العربية على ما بذلته الجامعة وكوادرها من جهود خلال رئاسة بلاده للقمة العربية في دورتها الماضية ومتابعة قراراتها وتوصياتها.

وقال " في العام الماضي تشرفنا بحمل مسؤولية رئاسة القمة العربية، حيث أعـدنا التأكيد على ضرورة تعزيز وتفعيل العمل العربي المشترك، وعلى تبني خيار السلام الشامل والدائم على أساس قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وقد بذلنا كل جهد ممكن خلال فترة رئاستنا للقمة العربية، وبالتنسيق المباشر والوثيـق مع إخواننا القادة العرب، لمواجهة التحديات التاريخية التي تواجهها أمتنا، وسخرنا وإياكم جميع إمكانياتنا وعلاقاتنا الدولية لخدمة قضايا أمتنا العربية العادلة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقدس الشريف.
وأضاف " لا بد لنـا من إعادة التأكيـد على الـحق الأبدي الخالـد للفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في القدس التي هي مفتاح السلام في المنطقة، ولا بد أن تكون حجر الأساس لتحقيق الـحل الشامل الذي يضمن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، استنـادا إلى حل الدولتين ومبادرة السلام العربية.

وبين ملك الأردن ،أن الأشقاء الفلسطينيين، دعاة سلام، وأن تمسكهم بحل الدولتين ونبذ العنف هو دليل واضح على التزامهم الثابت بالسلام، وأن الواجب على الجميع هو الوقوف معهم ودعم صمودهم لنيل حقوقهم المشروعة بإقامة دولتهم المستقلة والعيش بأمن وسلام .

وأكد جلالة الملك عبدالله ،أن من الواجب والمسؤولية المشتركـة كمجموعة عربية ومن واجب المجتمع الدولي، توفيـر الرعاية اللازمة للاجئين الفلسطينيين، والعمل على تمكين وكالة الأمم المتحدة للغوث من الاستمرار بتقديم خدماتها الإنسانية والاجتماعية لحين التوصل إلى حل عادل لقضيتهم، فإن أي إضرار بالـخدمات الهامة التي تقدمها الوكالة سينعكس سلبيا على أكثر من خمسة ملايين لاجئ فلسطيني في المنطقة .

ثم القى معالي الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط كلمة أعرب فيها عن الشكر العميق والامتنان لخادم الحرمين الشريفين " حفظه الله " ولشعب المملكة على كرم الوفادة والرعاية منذ وصولهم أرضكم المملكة .

وهنأ معاليه ، خادم الحرمين الشريفين على تبوئه رئاسة القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين .. داعيا الله أن يوفقه إلى ما فيه خير الأمة العربية وشعبها، معبرا عن التقدير لما قام به جلالة الملك عبد الله بن الحسين من جهود، وما اضطلعت به المملكة الأردنية تحت قيادته من اتصالات وإجراءات خلال عام القمة الثامنة والعشرين في مختلف القضايا والأزمات العربية التي واجهتها .

وقال أبو الغيط " تعود العربي ألا ينام قرير العين وأخوه العربي في محنة أو ضيق..والأزمات المشتعلة في بعض أركان العالم العربي اليوم تزعج كل عربي أياً كان بلده، وتُلقي بظلال من انعدام الاستقرار على المنطقة بأسرها..إن هذه الأزمات، سواء في سوريا أو اليمن أو ليبيا، فضلاً عن قضيتنا الرئيسية؛ فلسطين..تخصم من رصيد أمننا القومي الجماعي..واستمرارها من دون حل دائم أو تسوية نهائية يُضعفنا جميعاً ويُعرقل جهوداً مخلصة تُبذل في سبيل النهضة والاستقرار والأمن " .

وأكد أن التهديدات الكبرى التي تواجهنا تتساوى في أهميتها وجديتها، وتكاد تتطابق في درجة خطورتها.. فالأوطان المُهددة هي أوطان عربية، والدم المُراق هو دمٌ عربي، والتهديدات تمس استقرار دول العرب ومجتمعاتهم.. لافتا النظر إلى أن العامل المشترك في جميع هذه الأزمات هو غياب التوافق على مفهوم موحد للأمن القومي العربي على مدار السنوات الماضية .
عقب ذلك ألقى معالي الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي الدكتور يوسف بن أحمد العثيمين ،كلمة أكد فيها بقوله " إن منظمة التعاون الإسلامي التي تشكل فيها الدول العربية ثلث أعضائها تشارك الجميع الهموم والاهتمام والطموح في عالم تسوده المحبة والأمن والسلام ، كيف لا ؟ وديننا الإسلامي دين المحبة والرحمة والإخاء والتسامح والعيش المشترك، خلاف ما تروُّج له شرذمة ضالة، خرجت عن جادة الإسلام الحق، الإسلام الذي صَدَعَ به نبي الأمة وهادي البشرية محمد بن عبد الله (عليه السلام) من هذه الديار المقدّسة .. شرذمة جعلت من الإرهاب منهجاً، ومن التطرف عقيدةً، ومن القتل والتدمير غاية " .

وأضاف " أحمد الله أن دولنا تنبهت لخوارج العصر، فانبرت لهذا الشر المستطير بأساليب أمنية وأخرى عصّرية نالت إعجاب العالم من خلال مراكز ومؤسسات فاعلة مثل الأزهر الشريف، ومركز اعتدال، ومركز هداية وصواب، ومركز صوت الحكمة وغيرها مما تتبناه دولنا الأعضاء التي تنادت لمحاربة هذه الظاهرة تعاطفاً وتمويلاً وذلك بتبنِّي خطابٍ إسلاميٍ صافي يناهض نزعات التطرف، ويدحض حجج دعاة الإسلاموفوبيا، ومروجي كراهية الأجانب " .

وأكد معاليه أن القضايا العربية تأتي في مقدمة اهتمامات منظمة التعاون الإسلامي، وفي هذا السياق فقد أصدرت المنظمة قرارات وبيانات متواصلة تدين استهداف المملكة العربية السعودية وأراضيها ومواطنيها والمقيمين فيها بصواريخ ميليشيات الحوثي ومن يمده بالسلاح انطلاقا من ميثاق المنظمة.

ولفت النظر إلى أن القضية الفلسطينية تصدرت اهتمامات منظمة التعاون الإسلامي، مؤكدة قرارات القمم العربية المتواصلة بدعم هذه القضية العادلة، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة، وفق المبادرة العربية، وحلّ الدولتين وتبنِّي القرارات الأممية ذات الصلة.

وشدد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي ، على أن الأوضاع في سوريا واليمن وليبيا تأتي على ذات الدرجة من الأهمية، مؤكدين على القرارات التي صدرت في إطار الجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والقرارات الأممية ذات الصلة ، مشيرا إلى أن المنظمة فيما يخص العراق تسعى جاهدةً مع الحكومة العراقية لدعم مسيرة الاستقرار والمصالحة الوطنية بعقد مؤتمر " مكة المكرمة 2 " خلال هذا العام ،إضافة إلى قضايا أخرى مشتركة صدر بشأنها قرارات من المنظمة مثل قضية مسلمي الروهينجيا، والأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية، والوضع في أفغانستان؛ حيث تتواصل جهود المنظمة مع حكومة كل من المملكة العربية السعودية وجمهورية أفغانستان لعقد المؤتمر الدولي للعلماء حول أفغانستان، بوصفه خطوة مهمة نحو تعزيز أسس السلام وتوفير سبل المصالحة الوطنية في أفغانستان.

وخاطب معاليه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة الدول العربية قائلا : إن هذه الظلمة القاتمة التي تحيط بالفضاء الإسلامي لا تحجب رؤيتكم الصائبة، وحكمتكم المشهودة، ولا تشغلكم عن معركتكم الحقيقية .. معركة التنمية الشاملة، ومجاراة متطلبات العصــــر، وطموحــات شــعوبكم التوّاقــــة لغــدٍ أفضــل .. غــدٌ يتيح لشباب الأمة أملاً في كرامة لا تهان، وعيش كريم مصان .. وما ذلك على عزائم القادة العظام من أمثالكم بعزيز " .

إثر ذلك ألقى رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي كلمة الاتحاد نقل خلالها تحيات وتقدير قادة الدول الأعضاء في المفوضية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظهما الله - .

وأعرب عن الشكر لخادم الحرمين الشريفين ولمعالي الأمين لجامعة الدول العربية على دعوة مفوضية الاتحاد الأفريقي لهذا الاجتماع العربي عاداً الدعوة تجديدا للشراكة التاريخية بين أفريقيا والعالم العربي ولبناء صرح منيع لهذه العلاقات .

وقال " من هذا المنطلق نحن مطالبون بالإعداد الأمثل للقمة العربية الأفريقية الخامسة التي ستقام في العاصمة السعودية الرياض خلال العام المقبل ( بإذن الله) ، التي يجب أن تكون على مستوى من العمل والتخطيط والحزم في حسم قضايانا المشتركة ، ورفض محاولات التدخل والتغلغل والهيمنة في دولنا " .

وتحدث رئيس المفوضية الأفريقية ، عن عدد من القضايا العربية وفي مقدمتها القضيتين الفلسطينية والسورية ، فقال " من الأهمية دعم القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين في ظل القدس عاصمة لدولة فلسطين المستقلة " ، منددا باستعمال الأسلحة الكيميائية في سوريا ، مبرزا أهمية حل القضية السورية في ظل قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة .
ثم ألقت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوربي نائب رئيس المفوضية فيديريكا موغيريني كلمة أعربت فيها عن التقدير للمملكة العربية السعودية على جهودها في خدمة القضايا العربية ومنها استضافة هذه القمة التي تعقد في وقت مهم حساس .

وشددت على أهمية وضع الحلول ومعالجة الأزمات التي تشهدها العديد من المناطق العربية حتى تستطيع الشعوب العيش بسلام واستقرار ، مؤكدة بذل الجهود مع الحكومات العربية عبر الدبلوماسية الرسمية وقرارات الأمم المتحدة لخدمة السلام في الشرق الأوسط .

ونددت موغيريني ما يقوم به النظام السوري من تهجير لشعبه وضربهم بالأسلحة الكيماوية ، وقالت " إن هذا العمل لا تقره القوانين الدولية ولابد من محاسبة من فعلوا ذلك " .
وأشادت بإصرار وشجاعة الشعب العراقي التي أبداها في القضاء على تنظيم داعش الإرهابي .

وفي الشأن الفلسطيني أعلنت عن الاستعداد لاستضافة الاجتماع السادس بالتعاون مع جامعة الدول العربية بشأن القدس ، مؤكدة أن الاتحاد الأوربي لن يتوقف عن العمل من أجل التوصل إلى حل الدولتين عن طريق التفاوض مع الامم المتحدة والولايات المتحدة الامريكية وروسيا الاتحادية وكذلك كل الاطراف المعنية والدول العربية .

بعد ذلك ألقى صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت كلمة ، أكد في مستهلها ضرورة مضاعفة الجهود لحل الخلافات التي تعصف بالعالم العربي، وتشكل تحدياً يؤدي إلى ضعف التماسك بين الدول ويؤثر سلباً على القدرات في مواجهتها وتتيح مجالا أوسع لكل من يتربص ويريد السوء بالأمة العربية .

وشدد أمير دولة الكويت على أهمية تدارس آليات العمل العربي المشترك لتحديد الخلل والقصور الذي يعتريها وصولاً لتحقيق عمل عربي مشترك قادر على الصمود في مواجهة
التحديات والارتقاء بمنظومة الدول العربية إلى مرحلة من التماسك والقدرة على تجاوز الأوضاع الراهنة .

ووصف سموه جدول أعمال القمة بالحافل بالموضوعات المتصلة بالعمل العربي المشترك الذي سيخضع للبحث، وسط أمنيات بالخروج بتوصيات وقرارات من شأنها تفعيل العمل المشترك وتعزيزه،فتكون هذه القمة قد أضافت إلى مسيرة العمل العربي إنجازاً يتطلع إليه أبناء الأمة .

من جهته أكد فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية في كلمته التي ألقاها أن حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، سوف تمنح زخماً كبيراً لآليات العمل العربي المشترك ، لافتا النظر إلى أن بلاده لن تألو جهداً في سبيل دعم رئاسة القمة والدول الشقيقة.

وقال فخامته " يأتي اجتماعنا اليوم والأمن القومي العربي يواجه تحديات غير مسبوقة ، فهناك دول عربية تواجه لأول مرة منذ تاريخ تأسيسها تهديداً وجودياً حقيقياً، ومحاولات ممنهجة لإسقاط مؤسسة الدولة الوطنية، لصالح كيانات طائفية وتنظيمات إرهابية ، يمثل مشروعها السياسي ارتداداً حضارياً كاملاً ، عن كل ما أنجزته الدول العربية ، وعداءً شاملاً ، لكل القيم الإنسانية المشتركة " .

وأشار إلى أن دولا إقليمية تهدر حقوق الجوار، وتعمل بدأب على إنشاء مناطق نفوذ داخل الدول العربية، وعلى حساب مؤسسات الدولة الوطنية ،مشيراً إلى أن هناك اجتماعات تجري لتقرير مصير التسوية ، وإنهاء الحرب الأهلية الشرسة ، التي أزهقت أرواح ما يزيد عن نصف مليون سوري، بدون مشاركة لأي طرف عربي، وكأن مصير الشعب السوري ومستقبله، بات رهناً بلعبة الأمم، وتوازنات القوى الإقليمية والدولية.

وحول القضية الفلسطينية أكد فخامته أنها هي قضية العرب المركزية التي توشك على الضياع ، بين قرارات دولية غير مفعلة ، وصراع داخلي يستنزف قواهم ومواردهم الضئيلة ، ويفتح الباب أمام مَن يريد تكريس واقع الاحتلال والانقسام كأمر واقع، ويسعى لإنهاء حلم الشعب الفلسطيني الشقيق في الحرية والدولة المستقلة.

واعتبر فخامته أن الحق العربي في القدس، هو حق ثابت وأصيل، غير قابل للتحريف أو المصادرة مستندا بذلك على مشروع القرار الذي شاركت مصر في إعداده، وأقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر الماضي بأغلبية 128 دولة، مبينا أن المجتمع الدولي كله أمامه مسؤولية واضحة أمام سياسات تكريس الاحتلال، ومحاولة مصادرة الحقوق الفلسطينية في الأراضي المحتلة .

وشدد الرئيس عبدالفتاح السيسي على الحاجة الماسة إلى استراتيجية شاملة للأمن القومي العربي، لمواجهة التهديدات الوجودية التي تواجهها الدولة الوطنية في المنطقة العربية، وإعادة تأسيس العلاقة مع دول الجوار العربي على قواعد واضحة، جوهرها احترام استقلال وسيادة وعروبة الدول العربية، والامتناع تماماً عن أي تدخل في الشأن الداخلي للدول العربية ، مشيرا إلى أن مصر سبق وأن طرحت عدداً من المبادرات لبناء استراتيجية فعالة وشاملة للأمن القومي العربي، وتوفير مقومات الدفاع الفعال ضد أي اعتداء أو محاولة للتدخل في الدول العربية ، معربا عن ثقته أنه بالإمكان التوصل لهذه الاستراتيجية الشاملة، إذا توافرت الإرادة السياسية الجماعية، وصَدَقَ العزم على التعاون لاستعادة زمام المبادرة، بشكل يُفضي إلى وقف الانتهاك المتكرر لسيادة واستقلال بلادٍ عزيزة من دول أمتنا العربية.

عقب ذلك ألقى الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين كلمة عبر فيها عن الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله رئيس القمة العربية في دورتها الحالية - على كرم الضيافة وحُسن الاستقبال ، مؤكداً أن قيادته الحكيمة أيده لله - ستعزز الحضور العربي ، دولياً وتمكن من العمل الفاعل والبنّاء مع كل الحلفاء والأصدقاء، لنكون طرفاً أصيلاً في تحديد مسار مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية وفي مقدمتها التدخلات والأطماع الخارجية، التي تتطلب المزيد من التكاتف والتعاون بما يوحد الكيان العربي ويضمن أمنه وستقراره.

وأكد أن رئاسة المملكة للقمة في هذه المرحلة المهمة سيعود على جميع الدول العربية بعميم الخير ، وهو ما سيجعلها- بمشيئة الله تعالى- قادرة على المضي قدماً نحو تعزيز العمل المشترك وصون الأمن القومي العربي ، مشدداً على أن التعاون بين الأشقاء هو ما سيحفظ للدول العربية مقدراتها، ويضمن لها أمنها واستقرارها، لتتمكن من صد التدخلات الخارجية المتكررة في الشؤون الداخلية لعدد من الدول، وإعادة ترتيب الأوضاع في المنطقة وإرجاعها إلى نصابها الصحيح لحماية مصالحنا وحفظ أمن واستقرار شعوبنا .

وقال الملك حمد بن عيسى مخاطباً قادة الدول العربية "إن البحرين لتعبر عن تقديرها الدائم لمواقفكم الداعمة والشجاعة المتمثلة في رفضكم وإدانتكم التدخلات الخارجية التي تمس الشؤون الداخلية لبلادنا التي نعمل على صدها ودحرها بفضل من الله " .

ثم ألقى فخامة الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين كلمة شكر فيها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، على ما أعلن عنه بتسمية القمة العربية التاسعة والعشرين بـ " قمة القدس ، وعلى إعلانه - حفظه الله - عن تبرع المملكة العربية السعودية بمبلغ (150) مليون دولار لبرنامج دعم الأوقاف الإسلامية في القدس. وعن تبرع المملكة بمبلغ ( 50 ) مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا).

وقال فخامته " إن هذا الدعم ليس غريباً عن المملكة العربية السعودية، فالشكر والتقدير لكم، خاصة وأنكم لم تنقطعوا يوماً عن مساعدة القضية الفلسطينية ودعمها، فالشعب الفلسطيني يقدر لكم كل هذا " .

وأضاف " إن اجتماع اليوم يأتي والقدس يشهد هجمةً استيطانية غير مسبوقة، تهدف للاستيلاء على أرضها، وتهجير أهلها، وطمس هويتها التاريخية، وانتمائها العربي الإسلامي " .
وأكد الرئيس محمود عباس ،أن المساعي لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتوحيد أرضنا وشعبنا لم ولن تتوقف، وأتحنا لذلك الفرصة تلو الأخرى، وتجاوبنا مع جميع الجهود العربية.
وبين أن دولة فلسطين قامت مطلع العام الجاري بطرح خطة سلام في مجلس الأمن الدولي، تستند في الأساس إلى مبادرة السلام العربية، وتؤكد مضامينها ضرورة الالتزام بالمرجعيات الدولية، مشيراً إلى اعتمادها من مجلس وزراء الخارجية العرب .

وقال فخامته "ندعو من خلالها إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في العام 2018، يقرر قبول دولة فلسطين عضواً كاملاً في الأمم المتحدة، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف، لرعاية مفاوضات جادة تلتزم بقرارات الشرعية الدولية، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، بضمانات تنفيذ أكيدة، وتطبيق مبادرة السلام العربية كما اعتمدت، بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي الذي بدأ عام 1967 م وإقامة دولة فلسطين المستقلة بعاصمتها القدس الشرقية ".

واختتم رئيس دولة فلسطين كلمته قائلاً "إننا على ثقة تامة بأنكم لن تتخلوا عن القدس الشريف وعن قضية شعبنا وحقوقه الوطنية الثابتة، كما أن ثقتنا بكم كبيرة لمواصلة دعم أهل القدس ومؤسساتها، وفق الخطة التنموية الخمسية التي يرعاها البنك الإسلامي للتنمية، آملين تنفيذها ضمن جداول زمنية محددة " .

وقد عقد أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول العربية المشاركون في القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين أعمال جلستهم المغلقة.

حضر الجلسة الافتتاحية اصحاب السمو الامراء والمعالي الوزراء وكبار المسئولين بالدولة .

هذا وقد أقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - اليوم مأدبة غداء تكريماً لإخوانه أصحاب الجلالة والفخامة والسمو قادة ورؤساء وفود الدول العربية المشاركين في القمة العربية في دورتها التاسعة والعشرين، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع ، وذلك في مقر انعقاد القمة بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي في الظهران.

كما حضر المأدبة أصحاب السمو والمعالي الوزراء وكبار ضيوف القمة.