• ×
الجمعة 10 شوال 1445

منتدى القيم الدينية لمجموعة العشرين في يومه الرابع:

يناقش التغير المناخي وحماية البيئة

 يناقش التغير المناخي وحماية البيئة
بواسطة fahadalawad 30-02-1442 01:56 صباحاً 237 زيارات
ثقة : الرياض عواد العواد يستمر منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين الذي يعقده مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات وتحالف الشركاء الدوليين في طرح نقاشاته وأسئلته البحثية ، حيث عقد مساء اليوم جلسته العامة الرابعة حول العمل الديني لمواجهة تهديدات تغير المناخ.

وأكّد معالي وزير البيئة والزراعة والمياه الدكتور عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي، في كلمته الافتتاحية على التنوع الديني والثقافي والبيئي والاختلاف وأثر ذلك في تحقيق التعايش على كوكب الأرض، مشيرًا إلى أن تعاليم الأديان كافة، وخاصة الدين الإسلامي، تحثُّ أتباعها على وجوب المحافظة على البيئة وحمايتها، لتحقيق مصالح الخلق، لافتًا القاعدة الفقهية في الإسلامي التي تقول: «درأ المفاسد، مُقَدَّم على جلب المصالح.

وأشار معاليه إلى ما اتخذته المملكة العربية السعودية من إجراءات من رؤى واستراتيجية في إطار رئاستها مجموعة العشرين من تمكين الإنسان عبتر تهيئة الظروف التي يتمكن فيها الجميع، خاصة النساء والشباب،من العيش والعمل وتحقيق الازدهار؛ والحفاظ على كوكب الأرض من خلال تعزيز الجهود المشتركة لحماية الموارد العالمية؛ وتشكيل آفاق جديدة من خلال تبني استراتيجيات جريئة وطويلة المدى لمشاركة منافع الابتكار والتقدم التقني، لافتًا إلى سياسات المملكة للحفاظ على الموارد الطبيعية، وتحقيق الأمن المائي وبرامج جودة الحياة، و تحقيق الأمن الغذائي في ظل الظروف التي يعيشها العالم وفي ظل جائحة كورونا وتداعياتها وتأثيرات التغير المناخي، وزيادة الضغط على الموارد الطبيعية، وفقدان التنوع البيولوجي.

وأكد على صياغة المملكة العربية السعودية وتنفيذ استراتيجية وطنية للبيئة وأنظمة ومعايير ومبادئ توجيهية شاملة تضمن حماية البيئة واستدامتها، بالإضافة إلى استراتيجية وطنية للمياه تعمل على دمج التوجهات والسياسات والتشريعات والممارسات في قطاع المياه على مستوى الدولة مع الهدف الرئيس المتمثل في مواجهة التحديات الرئيسة وإعادة هيكلة القطاع، ومراعاة الطلب على المياه، وموارد المياه، مشيرًا إلى جهود المملكة في تعزيز وتطوير البيئة الزراعية وترشيد المياه، والمحافظة على كل ما يحيط بالإنسان من ماء وهواء ويابسة وفضاء، وما تحتويه هذه الأوساط من جماد ونبات وحيوان، وأشكال مختلفة من طاقة ونظم وعمليات طبيعية وأنشطة بشرية، مشيرًا إلى تنوع التدابير التي اتخذتها المملكة للمحافظة على التنوع البيولوجي في المملكة لتشمل كافة إجراءات الحماية والإنماء تحت ظروف الأسر والظروف شبه الطبيعية.

كما ألقى أيضا معالي الأستاذ أكسل جاكوبسن، وزير الدولة ونائب وزير الخارجية، النرويج، كلمة جاء فيها: ​أؤمن بأن الأساس الأخلاقي لتغير المناخ يتوجب علينا أن نركز عليه أكثر وأن نتخذ إجراءات أوسع فتغير المناخ يؤدي للظلم وعدم المساواة مع الفئات الأكثر احتياجا، فتغيرات المناخ أدت لارتفاع نسبة الفقر في العالم، وسيؤدي لارتفاع االفقر إلى 120 مليون نسمة حول العالم وسيرفع نسبة الجوع في العالم نظرا لانخفاض الغذاء ، وهذا أدى إلى هجرة 26 مليون من أوطانهم حول العالم

الجلسة أدارتها باني دوجال، رئيسة فريق عمل الأمم المتحدة المعني بالتعاون مع المنظمات الدينية، وتحدث فيها كل من: سيادة المطران أيمانويل أداماكيس، مطران فرنسا و ممثل البطريركية المسكونية، عضو مجلس إدارة مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، والأستاذة سادفي باغاواتي ساراسواتي، الأمينة العامة للتحالف العالمي بين أتباع الأديان (WASH)، ودكتورة جولييت بياو كودنوكبو، المدير الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، إفريقيا، والقس فليتشر هاربر، المدير التنفيذي لمنظمة أتباع الأديان المعنية بالحفاظ على البيئةGreen Faith، ومعالي الأستاذ مارغريتيس شيناس، نائب رئيس المفوضية الأوروبية والمسؤول عن تعزيز طريقة الحياة الأوروبية، والحاخام أوراهام سوتندورب، رئيس الصليب الأخضر في هولندا.

وقالت الدكتورة جولييت بياو كودنوكبو : تغير المناخ يبقى أولوية لنا جميعا وذلك للرفع من الطموحات البيئية في سبتمبر 2020 تشاركنا مع وكالات علمية عالمية رفيعة المستوى وتوصلنا لدراسة علمية علمية حيث تطرقت إلى نتائج كوفيد 19 على المناخ وهي نتائج مثيرة للاهتمام، لم يتوقف التغير المناخي نتيجة الجائحة، وهذا الحكم يعيد بنا مرة أخرى ويدفعنا إلى الإجابة عن السؤال حول الحاجة إلى تدويل نشاطاتنا كي نتعامل مع التغيرات المناخية والنتائج الاقتصادية للجائحة فإفريقيا وصلت إلى نسبة انخفاض إلى 5.1 من الناتج المحلي .

وشدَّدت الأستاذة سادفي بجاواتي، ساراسواتي، الأمين العام للتحالف العالمي بين أتباع الأديان، على الحكمة والرؤية الدينية الرشيدة للخلاص من ظلام الجشع وعدم المعرفة، وتجاوز إجراءات التدمير الذي نجلبه لأنفسنا في تلويث البيئة، لافتةً إلى أننا نفتقد للحكمة بالرغم من تقدمنا العلمي والتقني والحضاري في هذا الخصوص.

وأكدت ساراسواتي على حاجة الإنسانية كافة إلى البيئة، حاجتهم للحياة، لتوفيرها الأوكسجين والهيدروجين، لذلك تحتاج إلى إنقاذ نفسها في ظل التفاوت الكبير في الموارد التي ذهبت اضطرارًا للبحث عنها في كواكب أخرى!

وأكد إيمانويل أداماكيس،عضو مجلس إدارة مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، على أن جذور الأزمة البيئية متأصلة في قلب كل إنسان، من خلال الجشع والأنانية، والاستغلال والرغبة الجامحة في المزيد، وعواقبها الوخيمة على الكوكب، لافتًا أن الكوكب، هو بيتنا المشترك، الذي يجدر بنا المحافظة عليه وحمايته.

أما فليتشر هاربر، المدير التنفيذي لمنظمة أتباع الأديان المعنية بالحفاظ على البيئة Green Faith:فأكد على أن تلوث المناخ والبيئة يؤدي إلى أكثر من 5 مليون حالة وفاة عالميا، وهناك خطر أخلاقي ينتج عن استخدام التكنولوجيات الجديدة، وعلينا أن نتمسك بالطاقات الجديدة والمتجددة، وأن نركز على مسألة الحصول على الطاقة وهناك 850 مليون شخص حول العالم لا يصلون إلى الطاقة، مع أنها مسألة أساسية والسكان حول العالم يجب أن تقدم لهم وسائط استخدام الطاقة

وتحدث معالي الأستاذ مارغريتيس شيناس، نائب رئيس المفوضية الأوروبية والمسؤول عن تعزيز طريقة الحياة الأوروبيةعن تجربة الاتحاد الأوربي في التعامل مع البئية وقال: في الاتحاد الأوربي لدينا الطموح الكبير أن نصبح أول قارة محايدة مناخيا حتى العام 2050 وهي تضم مجموعة كبيرة من السياسات في التحاد الأوربي ومع شركائنا في الخارج، وفي شهر يوليو 2020 وضعنا خطط تعافي تضم 750 مليون يورو تسمح لنا ببيذل الجهد من أجل مواجهة جائحة كورونا، وهناك جهود تهدف لتعزيز التعافي لنصل إلى ما يصل إلى 2 تريليون يورو من الميزانية التي تهدف لتحسين أحوال البيئة ما بعد الجائحة.

وأقيمت ثلاث حلقات نقاش متزامنة حول حماية كوكب الأرض، ودارت حلقة النقاش العاشرة حول موضوع : التحديات البيئية: حماية الغابات الاستوائية والجهود الرامية لحماية البيئة إذ يمثل التدهور البيئي والممارسات الخاطئة والتعدي على أراضي السكان الأصليين والغابات الاستوائية (الغابات المطيرة) وغيرها من انتهاكات حقوق الإنسان تحديات خطيرة في جميع أنحاء العالم. لذلك، تتبنى معظم الهيئات الدينية والمجتمعات الأصلية مسؤولية أخلاقية وروحية لحماية البيئة.

وقد أدار حلقة النقاش: الدكتورة لارا حنا واكيم، نائب مدير المركز العالي للأبحاث في جامعة الروح القدس- الكسليك، لبنان

وتحدث فيها كل من: الدكتور إياد أبو مغلي، مستشار سياسات في برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP )، والبرفسور بابلو كانزياني، بروفسور علوم البيئة في التقنيات الوطنية في الأرجنتين، عضو مفوضية "العدالة والسلام" في الكنيسة الكاثوليكية في الأرجنتين، الموقر يوشينوبو مييك، رئيس مجلس إدارة جمعية شنتو للدراسات الدولية، اليابان، السيدة مايليتا بوما، مسؤوة الاتصلات في مبادرة ارابن فورست، بيرو، والدكتور هايو برابوو، رئيس تحالف سياجا بومي؛ ورئيس مجلس علماء البيئة وهيئة الموارد الطبيعية؛ مركز الحوار والتعاون بين أتباع الحضارات؛ ممثل منظمة الأديان من أجل السلام، و إلياس شيزتشنيكي، الأمين العام والمدير الإقليمي لمنظمة الأديان من أجل السلام في أمريكا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، وسري سوامي سفاتماناندا، عضو شبكة الحمكة وزميل مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد).

وطالب البروفسور بابلو كانزياني، بالمحافظة على الغابات في البرازيل وبيرو وكذلك الأنهار، وذكر أن هناك كمية حرائق سجلت في سبتمبر 2020 كبيرة، ترينا بأن هناك مواسم وأنماط للحرائق خاصة حرائق الكتلة الحيوية​وأكد أن المجتمع الإنساني يجب أن يحمي، وحماية الكوكب، وحماية الغباات المطيرة، وهو ما يحتاج لتحالف بين الأديان والبحث العلمي والعلماء والمنظمات الدينية من أجل الحد من التغير المناخي وحماية البيئة وضمان الأمن والسلام لجميع السكان . ويجب تغيير نوع الإنتاج بحيث يتماشى مع البيئة اتلمستدامة، ويجب توفير الطاقة البديلة واستبدال الشركات العملاقة بشركات متوسطة الحجم، وأن يكون هناك نظام محلي بيئي متعاون وتوفير التكنولوجيا البديلة.

ودعا إلياس شيزتشنيكي، إلى الحد من تدمير الغابات مثل أنواع الزراعة والمناجم والنشاطات الكهرومائية والأمور التي تلوث المياه والأرض والتربة وأن نطالب المجتمع الدولي بالالتزام بالتشريعات البيئية وحماية الغابات، وتطوير مبادرة تعالمية لحماية البيئة .

وقال سري سوامي سفاتماناندا، ​أصحاب القرار فشلوا في حماية البيئة والغابات، لكن ما ينقصنا أننا نحتاج حلولا مستداتمة نمضي بها قدما في أرجاء المعمورة وأن نتوصل إلى حلول تخدم العالم كله، وأثبتت جائحة كورونا فشل القيادات في التعامل معالجائحة، و​هناك 8800 سطر في كتب الحضارات القديمة تتضمن كيفية معالجة الجوائح

وتناولت حلقة النقاش الحادية عشرة موضوع : "شراكات عملية لمعالجة تغير المناخ وعواقبه" وأدارها : الدكتور بريان جي آدمز- مدير مركز الحوار بين أتباع الأديان والثقافات في جامعة غريفيث، أستراليا. وشارك فيها : القاضي المستشار محمد عبد السلام أمين عام اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، الإمارات العربية المتحدة، و آوال فاروق عبد السلام - المجلس الأعلى للشريعة في نيجيريا، جامعة كادونا الحكومية وزميل مركز الحوار العالمي، و كيران بالي، رئيسة مجلس أمناء المبادرة المتحدة للأديان، والدكتور إيتزاك ديان والدكتور توماس لاو مستشار في المنظمة الألمانية للتعاون الدولي وسكرتير الشراكة العالمية بخصوص الدين والتنمية المستدامة، ونيافة الأنبا مرقس، أسقف شبرا الخيمة وممثل قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والدكتورة أمانة نورشي - الاتحاد الإندونيسي للدراسات الدينية (ICRS)، زميلة مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (كايسيد)، ومارتن بالمير أمين عام تحالف الأديان والمحافظة على البيئة (ARC).

ورأى الدكتور إيتزاك ديان أنه لن يحل السلام إلا إذا أعيد التناغم بين الإنسان وطبيعته .

وقال آوال فاروق عبد السلام : تغير المناخ هو واقع ونحن نشهد أثر ذلك في كل مكان، ونشعر بهذا التغيير في كافة أنحاء القارة الإفريقية من الحرائق والتغيرات والنتائج الأخرى​والمسألة تتعلق بالسلوك ، والتصرف، وفساد الإنسان فهو الذي يؤدي أولا وأخيرا لتغير المناخ ، ونهذا يحتاج للكثير من الخطوات للحد من تغير المناخ، وقال الله في القرآن :" كلوا واشربوا ولا تسرفوا"

وقال الدكتور توماس لاو :تتميز منظمتنا بأعضاء من الحكومات ومؤسسات المجتمع المدني كنا 16 عضوا في 2015 ولكن تضاعف العدد وهناك نوعية وجودة وتأثير بالعمل وهناك مساهمات من الأعضاء في أنشطة مختلفة وهناك دعم من الحكومة الألمانية ودعم من كايسيد

وذكر: لدينا الكثير من المشاريع، ومنها : " ويكر" الذي يعني بالمياه والمناخ وفقا للتنمية المستدامة، ويعنى بالبيئة، وأهداف التنمية المستدامة. وفي الشهر المقبل هناك المؤتمر 26 الخاص بالبيئة وستشارك به الأمم المتحدة وسيكون هناك تركيز على الفاعلين الدينيين المحليين.

وشدَّد المشاركون في فعاليات منتدى القيم الدينية السابع لمجموعة العشرين على قيم سيادة القانون وحقوق الإنسان وجواهر القيم الدينية المترابطة مفاهيميًا؛ وثمَّن المشاركون في الحلقة الثانية عشرة والأخيرة للمنتدى جهود الأخيار في العالم لتعزيز العدالة الاجتماعية وحرية الدين والتنوع والتعددية الدينية والثقافية، التي تتطلب تطويرًا نوعيًا في مناهج الفكر والقيادة الاستراتيجية التي تضع في الحسبان، التحديات والمسارات المعقدة التي تتفاعل فيها حقوق الحرية الدينية مع الحقوق الأساسية الأخرى المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وناشدوا صانعي السياسات، في الحلقة التي أدارها السفير ألفارو ألباسيتي، نائب الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات (KAICIID)- بضرورة أن تعكس الأنظمة والقوانين والسياسات الحق في حرية ممارسة الدين، بما ينطوي على جميع المعتقدات الدينية، بما في ذلك الهيئات غير الدينية. في إطار احترام التعددية الدينية ومبادئ المساواة مع انسجامها مع حقوق الحرية والمساواة الأخرى حيثما تكون متعارضة.

وتباحث المشاركون القضايا وأجابوا على الأسئلة التوجيهية المدرجة على ساحة الحلقة، التي شارك فيها كلٌّ من: الأستاذ كلوديو جيريجويو إبليمان، المدير التنفيذي للمؤتمر اليهودي بأمريكا اللاتينية، الأرجنتين؛ والدكتورة إليزابيث كيتانوفيتش، الأمين التنفيذي لحقوق الانسان في مؤتمر الكنائس الأوروبية (CEC)؛ والبروفسورة سوزانا مانسيني، أستاذة بقسم الدراسات القانونية بجامعة بولونيا، إيطاليا؛ والبروفسور خافير مارتينز توربون، أستاذ في جامعى كومبلوتنز والأكاديمية الملكية للحقوق والقانون، قسم القوانين والدين، إسبانيا؛ والبروفيسور مايكل أوفلاهيرتي، مدير وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية؛ والدكتور عبدي زينيبي، مستشار الوزيرة، وزارة السلام في إثيوبيا، منها: مساهمة التعاليم الدينية في تعزيز حقوق الإنسان وتعزيز سيادة القانون؛ حماية القيم والمعتقدات الدينية، وكذلك التنوع والتعددية الدينية؛ حدود وسلطات الدولة الوطنية للتدخل في الدين أو الشؤون الدينية.

في البداية أكد البروفيسور خافيير مارتينز توربون، على أهمية التعويل على التعاليم الدينية لترسيخ حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن التماسك الاجتماعي، يعتمد بالأساس على الهوية الدينية والتعاليم الدينية حتى الهيئات القضائية التي تصون حرية الاعتقاد الديني كخيار أصيل ورئيس لمعتنقيها، من أجل تمكين الحقوق الإنسانية، من خلال تعزيز الفهم الذي يؤدي إلى دور ملهم في حياة الناس، وانسحاب ذلك على العادات أيضًا غير الدينية.

وشدد توربون على التعريف الأخلاقي للشخص لترسيخ مبادئ حقوق الإنسان في المجتمع، داعيًا القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية التوعية باحترام معتقدات الآخرين؛ من أجل تحقيق التفاهم والاحترام المتبادلين، من خلال إقامة الحوارات معهم وإيجاد الأرضية المشتركة لقيم السلام، وشدّد على أهمية التعليم سواءً في البيئة الدينية أم البيئة الحكومية أم البيئة العامة، من خلال التثقيف، من أجل احترام عقائد الآخرين، حتى وإن كنا نختلف مع أفكارهم وتوجهاتهم.

وأكدت البروفسور سوزانا مانسيني، على دور الدين في تعزيز حقوق الإنسان والديمقراطية بشكل عام. واعتبرت حقوق الإنسان خطابًا ثوريًا يرمي إلى نماذج تفكير مهمة ضد الثقافات وضد كل ما هو مرسَّخ من ذهنيات في هذا الخصوص.

وأشارت مانسيني إلى التزام الديانات بحقوق الإنسان وإيلاءها أهمية كبرى بالأقليات، إنما يعكس أصالة التعاليم الدينية، القائمة على تنوع الخبرات.

ودعت مانسيني إلى إعادة صورة الأخلاق للدين ليتواءم مع خطاب حقوق الإنسان، مشددةً على النساء العالمات، الواعيات بمعتقدات الآخرين، مؤكدةً على أن هذا هو الطريق الأمثل للارتقاء بالكرامة الإنسانية.

ونفى البروفيسور مايكل أوفلاهيرتي، أن يكون هناك سيادة للقانون دون توافر حقوق الإنسان، وفي القلب منها: احترام حرية المعتقدات أو الدين، مشيرًا إلى تركيز وكالة الاتحاد الأوروبي للحقوق الأساسية على مجموعات الأقليات في الاتحاد الأوروبي التي لها جذور دينية، مشيرًا إلى قلق اليهود الذين يتعرّضون لشتى أنواع التمييز كما المسلمين، وأصبح ذلك اعتياديًا في أوروبا، بالرغم من جهود بعض الدول للحد من ذلك، مشيرًا إلى تصاعد مثل هذه السلوكيات غير الحضارية خاصة بعد تفشي جائحة كوفيد- 19، واتهام هذه الأقليات بالوقوف خلف هذه الجائحة ونشرها!

وقال أوفلاهيرتي: إذا فقدت أوروبا مجموعات الأقليات فيها؛ فإن ذلك يحدث خللاً كبير في مجتمعاتها، ودعا إلى الاستثمار في المجتمع المتنوع في ظل المواطنة المشتركة، مشيرًا إلى خطط عمل المفوضية الأوروبية للتغيير المهم في هذا الخصوص.

فيما أكد الدكتور عبدي زينيبي، على التعاليم الدينية لاحترام حقوق الإنسان والحقوق المدنية، وسلط الأضواء على دور الدين كأساس للهويات الثقافية، وكركيزة مهمة لترسيخ حقوق الإنسان، مشيرًا إلى أهمية أدوار القيادات والمؤسسات الدينية والإنسانية لتعزيز حقوق الإنسان في المجتمعات الإنسانية بما ينعكس على رفاهية المجتمع وسلوك أفراده الإيجابي، مؤكدًا على توافر عام بين الإيمان بشكل عام واحترام الأنظمة والقوانين في هذا الشأن.