• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

بمشاركة أكثر من 140 متحدثاً بارزا حول العالم

الرميان يفتتح مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته الرابعة

الرميان يفتتح مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسخته الرابعة
بواسطة fahadalawad 15-06-1442 03:47 مساءً 124 زيارات
ثقة : الرياض واس افتتح معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار الأستاذ ياسر بن عثمان الرميان، في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض امس النسخة الرابعة لمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، تحت شعار "النهضة الاقتصادية الجديدة"، بمشاركة أكثر من 140 متحدثاً بارزاً.

وألقى معالي محافظ صندوق الاستثمارات كلمة خلال افتتاحه المؤتمر رحب فيها بالمشاركين في مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار في نسختها الرابعة, مبيناً أن معهد مبادرة مستقبل الاستثمار يعمل على مدار السنة ليساعد على إحداث التغيير في العالم ليس فقط ليقدمها ولكن ليفعلها ويطبقها.

وأوضح معاليه أن المؤتمر والمعهد سيعملان كمؤشر ومدير للحوار العالمي حول أحدث القضايا الاجتماعية والاقتصادية عالميا لبدء الإجراءات الجيدة والواقعية, لا سيما أن العالم يتغير بطريقة غير مسبوقة بتقدم يحدث في كل القطاعات والصناعات والأعمال، مشيراً إلى أن جائحة كورونا لا تميز أي حدود جغرافية سواء قوة أو ثروة الدولة, حيث إن عمق التغيير يجلب تغييرات وتحديات اجتماعية واقتصادية وفرصاً متنوعة, الأمر الذي يتطلب إعادة تفكير جوهري في الطرق التي من خلالها يمكن للاقتصادات والمجتمعات أن تعمل على توحيد جميع الأمم والشعوب والشركات.

وأكد الرميان أهمية التغيير لا سيما مع وجود فرص غير مسبوقة لإعادة تخيل اقتصاد يخدم الإنسانية والكوكب ومجتمع الاستثمار العالمي بشكل أفضل وتصميم إستراتيجيات تعيد ابتكار تجديد الاقتصاد العالمي.

وقال معاليه: "نحن نرى تسارعًا في العديد من القطاعات والأعمال بما في ذلك الاستثمارات المستدامة, وأصبحت الأعمال والنماذج المرنة مهمة والمنتجات متاحة ولم يكن هنالك فرص أفضل للاستثمار مستديم الأثر من هذه الأيام وعندما نعود إلى التاريخ كانت هناك نهضة من القرن الرابع عشر والخامس عشر قادت وأدت إلى تغيرات في جميع أنحاء حياتنا بتغيرات لم يكن أحد يتخيلها فوضعت الأسس والمقاييس لثقافتنا الاجتماعية والاقتصادية حول العالم في السنوات والقرون التي تلتها".

وبين الأستاذ الرميان أن العالم شهد فرصاً هائلة لبدء عصر ومرحلة من النهضة تقود إلى فصل جديد للإنسانية والنهضة الجديدة, مبيناً أن كل فرد لديه دور مهم يقوم به للإسهام في بناء هذه الأدوار الجديدة والتأثير على الإنسانية بشكل إيجابي ومستدام لإعادة التفكير وتخيل الاقتصادات العالمية وتحديد مشهد المستقبل للإنسانية, متطلعاً من خلال مبادرة مستقبل الاستثمار إلى نقاشات تسهم في تقديم إجراءات فعالة وحقيقية تشمل مختلف الجوانب.



هذا وقد ناقش المؤتمر في أولى جلساته التي تحمل عنوان "النهضة الاقتصادية الجديدة: كيف سيساهم الاستثمار في انتعاش الاقتصاد العالمي"، أثر أزمة كورونا على أسواق الأسهم والأسواق المالية.

وشارك في الجلسة التي عقدت في مركز الملك عبدالعزيز الدولي للمؤتمرات بمدينة الرياض افتراضيًا وحضوريًا كل من معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة ورئيس مجلس إدارة مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار الأستاذ ياسر الرميان، ورئيس مجلس الإدارة المشارك ومدير الاستثمار في شركة بريدج ووتر أسوسيتس الولايات المتحدة راي داليو، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة بلاك روك، الولايات المتحدة الأمريكية لورانس فينك، والرئيس التنفيذي لمجموعة كريدي سويس بسويسرا الدكتور توماس غوتستين، ورئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة جولدمان ساكس بالولايات المتحدة الأمريكية ديفيد سولومون، وأدار الجلسة المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي المشارك في مجموعة كارلايل بالولايات المتحدة الأمريكية ديفيد روبنشتاين .

وقال الرميان :" في عام 2020 عندما بدأت أزمة فيروس كورونا كان هناك أثر قاسٍ وتأثير على الاقتصادات حول العالم، وعلى أسواق الأسهم وجميع الأسواق المالية التي تأثرت بشكل كبير مبدئياً"، مبينًا أنه في نهاية شهر فبراير وبداية شهر مارس حدث لغالبية الأسواق هبوط، والأسواق خاصة أسواق الولايات المتحدة والعالمية في نفس الفترة ارتفعت بشكل ملحوظ مما سبب عدم مساواة بين من هم لديهم أموال وتمويل وينتظرون على الجانب وبين الفئة العاملة .

وبين أن غالبية الفئة العاملة فقدت وظائفها بسبب وجودها في اقتصادات تقليدية كالسفر والسياحة والتجزئة والاستهلاك بشكل عام، مؤكداً أن غالبية هذه القطاعات عانت بشكل كبير، وأن الذين لديهم تمويل كمديري الأصول ومكاتب العائلات وغيرهم من الأشخاص ذوي الفئات العليا رأوا هذه كفرص جيدة .

وقال معاليه: "أعتقد أن الوقت حان لنا جميعاً لنبدأ ليس فقط التفكير في فوائدنا التمويلية الذاتية، ولكن لنرى الأثر الذي سوف يطرأ على السوق"، مفيدًا أن صندوق الاستثمارات العامة أعلن عن مرحلته الثانية من برنامج تحقيق رؤية 2030 التي هي جزء من الإستراتيجة من عام 2021 حتى 2025، موضحاً أنه سوف يتبع ذلك مرحلة أخرى تقود إلى تحقيق رؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أن جزءًا من هذه الإستراتيجية لاتقتصر في الاستثمار في الأسواق المالية فقط، إنما أيضاً في المشروعات الجديدة ويكون لها أثر في نمو الناتج المحلي الإجمالي، وإيجاد فرص للاستثمار والعمل .

وأفاد معالي محافظ صندوق الاستثمارات العامة أن الاستثمار في التقنية التي كان لها الدور في استمرار العيش والتواصل، مستشهداً بالمؤتمر الحالي الذي استطاعت التقنية في الربط بين القارات وبين المدن المختلفة والشعوب في ذات الوقت، مؤكدًا مواصلة الاستثمار في الأشياء التي سوف تؤثر على الاقتصاد، إضافة للاستثمار في الأسواق المالية.

وحول الاستثمارات الكبيرة في التقنية حول العالم قال الرميان: "استثمارنا ليس فقط من خلال الشركات الكبرى ولكن أيضاً نتطلع ونتجه إلى جميع أطياف التقنية، فنحن مهتمون ليس فقط في الاستثمارات المالية القائمة حالياً، ونتجه إلى استثمارات عدة، وكذلك الاقتصادات المشتركة ونوعية الشركات، بالإضافة إلى التقنيات التقليدية"، مبيناً أن هناك تحسنًا وارتفاعًا في السوق الأساسي ولا يوجد قلق تجاهه، أما في الأسواق الثانوية والأسواق المالية ربما مستويات القلق ستكون أعلى.

وأوضح المشاركون خلال الجلسة أن الأسواق والاقتصاد في العالم شهدت قوة بشكل عام وارتفاع نسبة بعض التقييمات وبعض التعافي المتوقع في النصف الثاني من 2020 2021، متوقعين أن تحقق بعض القطاعات ارتفاعًا بشكل فعال في الربع القادم.

وأكدوا أن عام 2021 متجه إلى بعض التغيرات في العملة والتضخم, وأن قيمة المال شي مهم جدا، مشيرين إلى أنه يجب النظر إلى توفير حلول متميزة للإئتمان في الأداء الاقتصادي وتغير المشهد المالي لتفادي ما حدث في 2020 من كثرة الديون .

من جانبه كد معالي وزير الاستثمار المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح, أن المملكة العربية السعودية تعاملت مع تداعيات الأزمة التي تسببت بها جائحة كورونا كوفيد-19 بأسلوب تفوقت فيه على الكثير من الدول، وذلك من خلال القيادة الحكيمة التي أثبتت مرونة المملكة وقدرتها الفائقة على التعامل مع الأزمات، ورسخت من ثقة المستثمرين, حيث ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في المملكة خلال عام 2020 بنسبة أكبر من العام السابق.

وأبدى المهندس الفالح في جلسة بعنوان "نحو المستقبل : في عالم تحكمه التشاركية والترابط, ماهو مستقبل الاستثمار الدولي؟"، ضمن جلسات مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار, بمشاركة معالي وزيرة التعاون الدولي بجمهورية مصر العربية الدكتورة رانيا المشاط, ومعالي رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية سلطان أحمد بن سليم، ووزير الدولة لشؤون التجارة في المملكة المتحدة اللورد غيري غريمستون، ونائب رئيس مجلس الإدارة المدير العام "لموليس آند كومباني" إيريك كانتور, والرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل ديميترييف، التي تناولت السياسات الرامية إلى تعزيز الاستثمار والشراكات التجارية بما يعكس الوقائع والأوضاع الجيوسياسية السائدة .. أبدى تفاؤله حيال مستقبل الاقتصاد العالمي, مشيراً إلى أن العالم مر بظروف مشابهة منذ 100 عام, حيث واجه الحمى الإسبانية، وبعد ذلك استطاع النهوض والاستفادة من الانتعاش الاقتصادي، واليوم يواجه العالم جائحة كورونا ولكن بقدرات أكبر وأكثر تطوراً.

وأبرز الفالح مجموعة من المتغيرات التي طرأت خلال عام 2020، منها أنماط الاستهلاك واستخدامات التكنولوجيا، بالإضافة إلى التوترات التجارية وتغير إستراتيجيات الشركات، وانتهاء بتأثير الجائحة على العرض والطلب والاستثمارات الأجنبية المباشرة.

وحول تشريعات وتنظيمات البيئة الاستثمارية في المملكة، أكد المهندس الفالح أن المملكة ماضية في إيجاد بيئة استثمارية استثنائية، حيث قامت بتغيير وتعديل أكثر من 200 تشريع من أصل 400، عملت على إصلاحها لتلبية حاجات المستثمرين، ونتيجة لذلك حققت المملكة قفزات كبيرة في المؤشرات العالمية المتعلقة بسهولة ممارسة الأعمال.

وبين معاليه أن الجائحة أظهرت أهمية التقنية وقطاعات المستقبل، مثل صناعة البيانات والقطاع اللوجستي والتكنولوجيا الحيوية وغيرها, مؤكداً أن المملكة تركز على تطوير قدراتها في قطاعات المستقبل, والصناعات بحاجة لتعزيز قوة البنية التحتية الرقمية لكي تنمو وتزدهر، مدعومة بالتشريعات واللوائح اللازمة، وتحقيق ذلك يأتي على رأس أولويات وزارة الاستثمار.

من جانبها، أوضحت وزيرة التعاون الدولي بجمهورية مصر أن جائحة كورونا وما صاحبها من أزمات كرست أهمية العمل بروح التعاون بين الدول, مؤكدة على أهمية دعم مبادئ الدبلوماسية الاقتصادية، ودفع المزيد من الفرص الاقتصادية، لتشمل مشاريع مهمة مثل النقل والطاقة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالتعاون مع المؤسسات الدولية, داعية إلى ضرورة وضع شروط مقبولة للاستثمار.

من جهته، أبرز نائب رئيس مجلس الإدارة المدير العام "لموليس آند كومباني" إيريك كانتور, مجموعة من الفرص الممكنة للخروج منالأزمة الحالية, منها التركيز على جذب الاستثمارات الخارجية, وكذلك العمل على الاستثمار في الصناعات التي تعتمد عليها الدولة، التي قد لا ترى فيها الدول الأخرى أهمية لديها, وذلك وصولاً لتحقيق حياة أفضل.

من جهته، بين الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية, أن عام 2020 أكسب الجميع خلاله الخبرة في كيفية التعامل مع التحديات التي ظهرت جلياً خلال جائحة كورونا من خلال الالتزام بالكثير من المتطلبات.

وأفاد أن توفر لقاح كورونا بشكل كافٍ سيحد من ازدياد الحالات، خاصة مع تصاعد تسجيل الإصابات في بعض دول العالم.

وأكد وزير الدولة لشؤون التجارة في المملكة المتحدة اللورد غيري غريمستون أهمية سد الفجوة ما بين صانع السياسات والمستثمرين من خلال جذبهم إلى قلب السياسات، والتعامل مع طموحاتهم الاستثمارية، وبحث العوائق التي تواجههم وتذليلها.

بدوره، تناول الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي, سعي بلاده قدماً نحو تحقيق المزيد من التعاون مع المملكة العربية السعودية، لتطبيق الكثير من المبادرات، خاصة وأن المملكة تعد من أكثر الدول جذباً وحيوية في العالم, مبينًا أنه يجري العمل مع وزارة الاستثمار وصندوق الاستثمارات العامة في مجال التقنية، لجعل المملكة من مستهلكة في بعض القطاعات إلى منتجة لها, إلى جانب الاستثمار في مشاريع مشتركة أخرى.