• ×
الثلاثاء 7 شوال 1445

زخات المطر تداعب ورود ربيع الرياض

زخات المطر تداعب ورود ربيع الرياض
بواسطة fahadalawad 03-05-1433 02:40 مساءً 666 زيارات
ثقة : الرياض واس   اختلف مهرجان "ربيع الرياض الثامن" أمس الأحد عن باقي أيامه ، عندما عبرت سماء المهرجان سحاب ثقال أخرجت ما في بطونها من المزن، لتحدث جَلبَة رائعة في المكان أبهجت سريرة 34 ألف زائر من العائلات الذين رفض معظمهم أن يبرح المكان، بغية أن تغمرهم زخات المطر بالفرح والطمأنينة التي طالما اشتاقوا إليها بعد غبرة الأجواء التي شهدتها الرياض طيلة الأيام الماضية.
ولم تكن مشاعر فرحة المطر مقتصرة على مرتادي مهرجان ربيع الرياض،بل كان للأرض ونباتها نصيب منها، حيث فاحت رائحة المطر من أرض المهرجان، وداعبت قطرات المطر الناعمة أوراق الورد، فأزدانت ألوانها بريقاً،وملأت المكان بشذاها، بينما ازدادت المسطحات الخضراء من حولها أخضراراً سُرّت به أعين الزوار، ونال الأطفال منها السرور.
ودفعت هذه الأجواء الربيعية الخلابة،الزائرين إلى الاستمتاع بفعاليات مهرجان ربيع الرياض المختلفة،حيث واصل المهرجان برامجه بعد أن خفّ المطر من انهماره،ليغصّ المكان بمرتاديه من المواطنين والمقيمين، وترتسم الفرحة على محيّا الجميع،وعبر أحد المواطنين الذي كان برفقة أسرته المكونة من سبعة أشخاص في تصريح لوكالة الأنباء السعودية،عن سعادته بهذه الأجواء الطبيعية، مؤكداً أنه لم يتزحزح من مكانه هو وأسرته حينما هطل المطر رغم أن إدارة أمانة الرياض أخبرت الزوار عبر مبكرات الصوت بذلك، وذلك لشوقه للمطر، ورائحته التي تروي النفس، وتملأ الفوائد بالراحة والأمان.
من جهته وصف أحد المقيمين في المملكة من الجنسية العربية،الأجواء الممطرة التي شهدها المهرجان بالممتعة والمشوقة، موضحاً أنه حضر للمهرجان مصطحباً زوجته وطفلته ، للإسترخاء بين عبق الزهور والورود، والترويح عن النفس في هذه الأجواء الطبيعية من ضغوطات وأعمال الحياة اليومية، بينما أكد مقيم عربي آخر، حرصه على زيارة مهرجان ربيع الرياض منذ أربعة أعوام مع أسرته،وذلك من منطلق اهتمامه وعمله كمزارع في إحدى المزارع الخاصة بالمملكة،إلى جانب اعجابه بلغة الزهور الجميلة التي تجمع البشر ولا تفرقهم "على حد وصفه"، وتخفف بألوانها الجذابة من تفكيرالإنسان بأعباء الدنيا.
وقال مقيم من جمهورية الهند، يعمل مهندساً في إحدى الشركات الوطنية بالمملكة،إنه أتى مع زوجته وأطفاله الثلاثة إلى مهرجان ربيع الرياض،للإستمتاع برؤية الورود والزهور، حيث أنه من عشاق الورد، مشيراً إلى أنه يوجد في منزله أحواض زراعية مختلفة لعدد من الورود الحولية التي تمنح المكان جمالاً وبهجة.
وأكد أن المطر الذي هطل على المهرجان لم يمنعه من مواصلة بحثه عن أنواع أخرى من الورود، ومعرفة كيفية زراعتها في الأحواض المخصصة لها ليزين بها منزله.
واستثمر الكثير من الزوار بعد صفاء أجواء المهرجان بعد الأمطار المُنعشة،في التمعن أكثر بخبرات خمس جهات حكومية ذات علاقة بزراعة الورود،وهي جامعة الملك سعود، وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومطار الملك خالد الدولي بالرياض، حيث عرضوا أمام الجميع 60 ألف وردة بأشكالها وألوانها المختلفة، وتجاربهم في مجال زراعتها، في حين قدمت الهيئة الملكية للجبيل وينبع نماذج مصورة لمهرجانات الورود التي اقامتها على مدى 14 عاماً، فيما خصّصت الهيئة السعودية للحياة الفطرية جناحها لتقديم نماذج عن دورها في حماية البيئة والثروة الحيوانية.
وبرز من فعاليات مهرجان ربيع الرياض، جناح حديقة الحيوانات بالرياض، الذي قدم 26 نوعاً من الحيوانات والطيور، منها 12 نوعاً حياً، والباقي محنّط، يعود موطنها الأصلية إلى قارات أفريقيا،وأمريكا الجنوبية،وأستراليا، وشرق آسيا، بينما تفاعل الزوار مع محتويات هذا الجناح، خاصة طيور الببغاوات "الكوكاتو كوريلا، والأمازون، والمكاو، والأكليكتس، والألكسندرين، واللوري، والرمادي الأفريقي، والأخضر"، بالإضافة إلى الورل،وأفاعي الأصلة السجادية، والبورمية، والكوبرا.
واهتم أرباب الأسر، بصفة عامة بالعروض المختلفة التي قدمتها 12 شركة زراعية عن تصاميم الحدائق المنزلية، وزراعة الأحواض، إضافة إلى خبراتها في تصميم الجلسات الخاصة بالحدائق الداخلية للمنازل، وكيفية زراعة الورد واختيار التربة المناسبة له، ونباتات الزينة، والتشجير، وتركز نقاش معظم الزوار والزائرات على تصميم حدائق الفلل، وكيفية المحافظة على بعض أنواعها في ظل ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، إلى جانب السؤال عن كيفية زراعة الزهور داخل الشقق.
أما الأطفال فقد ارتبطوا مع أمهاتهم كثيراً بمسرح الطفل ، متفاعلين مع ما يقدم من فقرات ترفيهية متنوعة تخاطب عقلية الطفل، وتلبي رغباته من خلال المشاهد الكوميدية الهادفة، والمسابقات التوعوية التي تمنح العديد من الجوائز، بالإضافة إلى الجناح المخصّص للألعاب الإلكترونية والعروض المرئية، ناهيك عن جناح اكتشاف مهارات الأطفال في الرسم والتلوين الذي يشرف عليه أساتذة في التربية الفنية، وعروض الدمى والمهرجين التي تردّد الأهازيج جائلة بين أركان وأجنحة المهرجان.