• ×
الخميس 18 رمضان 1445

والنظام السوري يواصل القتل

وصول طليعة مراقبي الأمم المتحدة إلى دمشق

وصول طليعة مراقبي الأمم المتحدة إلى دمشق
بواسطة fahadalawad 24-05-1433 07:16 مساءً 676 زيارات
ثقة : الاقتصادية وكالات  قال شاهد عيان من رويترز إن خمسة من مراقبي وقف إطلاق النار التابعين للأمم المتحدة وصلوا إلى العاصمة دمشق مساء اليوم ومن المتوقع أن يصل مزيد من المراقبين الى سوريا يوم الاثنين. وقال المتحدث باسم الوسيط الدولي كوفي عنان ان الفريق الاولي من مراقبي وقف اطلاق النار الهش في سوريا سينتشرون في مواقعهم يوم الاثنين. وقال المتحدث احمد فوزي ان نحو 24 اخرين سينضمون اليهم في الايام القادمة في اطار القرار الذي اعتمده مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة يوم السبت .
وأعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاحد عن "القلق الشديد" لقيام القوات السورية بقصف مدينة حمص في خرق جديد لوقف اطلاق النار المعلن منذ الخميس الماضي، في حين توعدت سوريا بمنع "المجموعات الارهابية المسلحة من مواصلة اعتداءاتها". فقد اعرب الامين العام للامم المتحدة عن "قلقه الشديد" ازاء الوضع على الارض في سوريا بعد تعرض مدينة حمص (وسط) لقصف عنيف، رغم دخول وقف اطلاق النار حيز التنفيذ منذ الخميس.
وقال بان كي مون في بروكسل "مرة اخرى انا قلق جدا ازاء ما يحصل منذ امس ويحصل اليوم" في سوريا، مضيفا ان "الحكومة السورية قامت بقصف مدينة حمص وغيرها من الاماكن وقد احصينا ضحايا وقتلى بين المدنيين". واضاف الامين العام للامم المتحدة "من المفترض ان تكون طليعة المراقبين قد وصلت الان الى دمشق وان يبداوا عملهم الاثنين". وقال المتحدث باسم الامم المتحدة كيران دويير ان الهدف الاول لهذه البعثة الاولية من المراقبين هو "اقامة مقر عام عملاني" في دمشق لبعثة المراقبين المرشحة لان يزداد عددها حتى 250.
واضاف ان المراقبين الثلاثين غير المسلحين سيتصلون لاحقا بالقوات الحكومية والمعارضة ليشرحوا للطرفين المهمة المكلفين بها ولوضع "نظام تحكم" قبل اقامة مراكز في مدن اخرى من البلاد. وقال بان كي مون انه سيقدم الخميس اقتراحا لزيادة عدد بعثة المراقبين لتصبح 250 شخصا. وشدد على "ضرورة ان تتخذ الحكومة السورية كل الاجراءات لضمان الحفاظ على وقف اطلاق النار". وقد تؤدي الخروقات التي تحصل الى تعقيد مهمة المراقبين الذين كلفوا بموجب قرار مجلس الامن 2042 بمراقبة وقف اطلاق النار.
ومساء الاحد، اعلن متحدث باسم الامم المتحدة ان طليعة مراقبي الامم المتحدة والمؤلفة من ستة مراقبين وصلوا الى دمشق على ان ينضم اليهم اخرون خلال الايام القليلة المقبلة. ويحتاج رفع عدد المراقبين الى 250 الى قرار جديد لمجلس الامن. الى ذلك، اعتبرت سوريا ان قرار مجلس الامن الاخير 2042 الذي قضى بارسال مراقبين الى سوريا يصب في مصلحتها لان من شانه رصد "الانتهاكات التي تقوم بها المجموعات الارهابية". وذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) ان "قرار مجلس الامن الاخير بإرسال مراقبين يصب في مصلحة سوريا والشعب السوري لان وجود المراقبين من شأنه تسجيل ورصد وتوثيق الانتهاكات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية المسلحة لخطة (المبعوث كوفي) انان".
وكانت سانا نقلت في وقت سابق عن مصدر عسكري مسؤول لم تسمه في وزارة الدفاع السورية "ان الجهات المختصة وانطلاقا من واجبها في حماية امن الوطن والمواطن ستقوم بمنع المجموعات الارهابية المسلحة من مواصلة اعتداءاتها الاجرامية وممارسة عمليات القتل والتخريب بحق المواطنين وممتلكاتهم". واكد المصدر انه "بالتزامن مع صدور قرار مجلس الامن القاضي بارسال مراقبين دوليين لمراقبة تنفيذ مبادرة المبعوث الاممي كوفي انان صعدت المجموعات الارهابية المسلحة بشكل هستيري من اعتداءاتها على عناصر الجيش وقوات حفظ النظام والمدنيين". واشار الى انه "منذ اعلان وقف العمليات العسكرية تصاعدت الاعتداءات من قبل المجموعات الارهابية المسلحة على المدنيين والعسكريين ونقاط وحواجز قوات حفظ النظام والممتلكات العامة والخاصة والتي تجاوزت عشرات الخروقات وتسببت بخسائر كبيرة في الارواح والممتلكات".
وكانت وزارة الدفاع السورية اعلنت الاربعاء وقف الاعمال العسكرية ضد "المجموعات الارهابية المسلحة" اعتبارا من صباح الخميس، وهو الموعد الذي حدده انان لكل الاطراف في سوريا لوقف العنف. ودخل وقف اطلاق النار في سوريا حيز التنفيذ صباح الخميس، وتبع ذلك انحسار في اعمال العنف رغم تسجيل خروقات عدة له اسفرت عن سقوط عدد من القتلى. ولا تقر السلطات السورية بوجود حركة احتجاجية واسعة النظاق في البلاد، وتقول انها تواجه "عصابات ارهابية مسلحة" تزرع الفوضى والعنف في البلاد. من جهته اعلن المرصد السوري لحقوق الانسان مقتل خمسة مدنيين الاحد برصاص قوات الامن السورية. وتوزع القتلى على حمص في وسط البلاد حيث قتل ثلاثة اشخاص، اثنان منهم بنيران القوات السورية التي قصفت بعنف حي الخالدية وجوبر وثالث برصاص قناصة في حي القصور.
وقتل مدني رابع برصاص عناصر موالية للنظام في مدينة عقرب الواقعة في ريف حماة (وسط) فيما استشهد مواطن بمدينة دوما (ريف دمشق) اثر اطلاق الرصاص على سيارة في منطقة الشيفونية. واشار المرصد كذلك الى العثور على جثمانين واستشهاد مواطن اخر تحت التعذيب في حمص واستشهدت طفلة في الرستن (ريف حمص) متأثرة بجراحها، فيما سلم جثمان رجل مسن الى ذويه في حي مشاع الاربعين بمدينة حماة (وسط) بعد ان قضى تحت التعذيب. وتعرض حي الخالدية منذ صباح الاحد الى قصف عنيف من قبل القوات السورية "بمعدل ثلاث قذائف بالدقيقة" حسب ما افاد مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس.
واضاف عبد الرحمن ان القصف "تزامن مع تحليق لطيران استطلاع في سماء الحي". كما دارت اشتباكات عنيفة بعد منتصف ليل السبت الاحد بين قوات الامن السورية ومقاتلين من المجموعات المسلحة المنشقة قرب مفرزة الامن السياسي في مدينة الباب (ريف حلب) في شمال البلاد، بحسب المرصد. واوضح مدير المرصد الى انه "لم يطرأ اي تغيير يتعلق باعادة الانتشار الامني او العسكري وما تزال الحواجز والدبابات منتشرة". بالمقابل نقلت وكالة الانباء السورية (سانا) ان "المجموعات الارهابية المسلحة واصلت تصعيدها وجرائمها ضد المواطنين وقوات حفظ النظام وهاجمت قوات حفظ النظام في مدينة حارم الواقعة في ريف ادلب (شمال غرب) ما ادى الى استشهاد عنصر وجرح ثلاثة اخرين". ورأت صحيفة الثورة الحكومية الاحد انه "رغم ما يشوب قرار مجلس الأمن الدولي حول سوريا من ملاحظات، فإنه يفتح الطريق عمليا أمام مهمة السيد كوفي أنان إذا ما صدقت النيات".
واعتبرت الصحيفة ان "الاجماع على ارسال المراقبين يقتضي بالقدر ذاته الاجماع على النظر بشمولية كاملة لمختلف جوانب المهمة، بما يمليه ذلك من تقيد والتزام بالإطار العام الذي بنيت عليه، والمعطيات التي جمعها المبعوث الدولي خلال الأيام القليلة الماضية". واشارت الى ان "التصعيد السياسي والإعلامي والتحريض والتجييش الذي يترجم من قبل المسلحين مزيدا من الإرهاب وعمليات الاغتيال الممنهج، شهد تكثيفا واضحا بالتوازي مع الجهود السياسية المبذولة في مجلس الأمن".‏
من جهة ثانية اعلنت وكالة الانباء السورية (سانا) الاحد ان وزير الخارجية وليد المعلم سيقوم بزيارة الى الصين تستغرق يومين يبحث خلالها بشكل خاص خطة السلام في سوريا التي اعدها الموفد الخاص الدولي والعربي لسوريا كوفي انان. وقالت الوكالة في خبر مقتضب "بدعوة من يانغ جيشي وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية يقوم وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين بزيارة رسمية إلى جمهورية الصين الشعبية تستغرق يومين يبحث خلالها سبل تعزيز العلاقات الثنائية ومهمة المبعوث الاممي كوفي عنان".
من جانب اخر اكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مقابلة صحافية ان بلاده تؤيد حلا سياسيا للازمة السورية يجنب المنطقة المزيد من "اراقة الدماء والحروب". وقال المالكي لصحيفة "اوينه" الكردية العراقية في مقابلة وزع مكتبه الاعلامي مقتطفات منها الاحد ان الحكومة العراقية ترفض "العنف كأسلوب في حل المشاكل"، في اشارة الى الازمة السورية. واضاف ان "العراق حشد كل امكاناته السياسية والدبلوماسية من اجل الوصول الى حل سياسي في سوريا يحقق الاهداف المشروعة للشعب السوري ويجنب سوريا والمنطقة المزيد من اراقة الدماء والحروب".
وقالت متحدثة باسم الحكومة الالمانية اليوم الاحد ان سفينة ألمانية يشتبه في انها تنقل أسلحة ايرانية الى سوريا تم تحويل مسارها الى احد الموانيء لتفتيشها. وقالت متحدثة باسم وزارة الاقتصاد لرويترز "وزارة الاقتصاد على اتصال بمالك السفينة. السفينة تتجه الان الى ميناء امن في بلد اخر. سيتم هناك فحص السلع."
وأضافت انها لا تعلم على وجه التحديد المكان الذي سترسو فيه السفينة لتفتيشها. وكانت الوزارة قالت امس السبت انها تحقق في تقرير أشار الى ان السفينة المملوكة لشركة ألمانية تبحر في البحر المتوسط في طريقها الى سوريا حاملة أسلحة ايرانية في انتهاك لحظر على مبيعات الاسلحة.
وذكرت مجلة دير شبيجل الالمانية -التي نشرت القصة- على موقعها على الانترنت ان السفينة أتلانتيك كروزر استأجرتها شركة وايت ويل شيبنج وهي شركة للنقل البحري مقرها أوكرانيا أعلنت أن الشحنة عبارة عن "مضخات ونحو ذلك."
ونقلت دير شبيجل عن تورستن ليودكه وهو وسيط سفن في شركة سي.اي.جي. بالك ومقرها هامبورج قوله "أوقفنا السفينة بعد أن تلقينا معلومات بشأن شحنة الاسلحة." وقالت دير شبيجل أنه جرى تحميل السفينة الالمانية بشحنة الاسلحة في ميناء جيبوتي الاسبوع الماضي وغيرت مسارها الى ميناء الاسكندرونة في تركيا يوم الجمعة بعد أن أدرك طاقمها احتمال اكتشاف أمر الشحنة.
وقالت المجلة ان السفينة توقفت بعدئذ على بعد 80 كيلومترا تقريبا جنوب غربي ميناء طرطوس السوري وهو وجهتها الاصلية. ولم تتح تفاصيل أخرى عن تحركات السفينة. وذكرت دير شبيجل اليوم الاحد ان السفينة اغلقت جهاز الارسال اللاسلكي الذي يتيح تعقب مسارها مما يحول دون تحديد موقعها. وتشمل العقوبات الغربية المفروضة على حكومة الرئيس السوري بشار الاسد حظرا على الاسلحة وحظرا على صادرات النفط السورية للاتحاد الاوروبي.
وبموجب القانون الالماني فان اي خرق لمثل هذه العقوبات يمكن ان يؤدي الى الحكم بالسجن لمدة تصل الى خمسة اعوام او غرامة. وذكرت دير شبيجل ايضا ان الحكومة طلبت من سفاراتها في المنطقة ابلاغ حكومات الدول المضيفة لها باحتمال خرق السفينة للحظر خاصة حكومات قبرص ولبنان وتركيا. وأكدت المتحدثة باسم الوزارة التقرير. وقالت وزيرة خارجية قبرص ايراتو كوزاكو ماركوليس عبر التلفزيون الحكومي امس السبت انها اصدرت تعليمات بعدم اعطاء الاذن للسفينة بالاقتراب من الجزيرة القبرصية.