• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

فلسطينيون : الجدار الذي تقيمه اسرائيل يجعلنا نعيش في سجن

فلسطينيون : الجدار الذي تقيمه اسرائيل  يجعلنا نعيش في سجن
بواسطة fahadalawad 04-06-1433 06:10 مساءً 445 زيارات
ثقة : قلنديا رويترز   تمثل عائلة سمير عوض /70 عاما/ الفلسطينية التي تسكن على بعد عشرات الامتار عن مطار قلنديا الذي كان يعج بحركة القادمين والمغادرين قبل عام 1967 الى الاراضي الفلسطينية نموذجا للمعاناة التي يسببها الجدار الذي تقيمه اسرائيل على الاراضي الفلسطينية.
ويجلس عوض في ساحة منزله الذي شيده والده قبل عشرات السنين على ارض تتجاوز مساحتها مئات الامتار وهو ينظر بحسرة كبيرة الى الاشجار التي اقتلعتها جرافات تابعة للجيش الاسرائيلي من حديقة المنزل الذي زرعت فيه قبل 45 عاما بهدف اقامة جدار تقول اسرائيل ان الهدف منه منع تسلل المسلحين الفلسطينيين اليها فيما يرى الفلسطينيون ان الهدف منه مصادرة مزيد من الارض.
وقال عوض لرويترز //معركتنا مع الاحتلال حول هذه الارض ليست جديدة ففي الثمانينات اعتمدت اسرائيل على قانون بريطاني قديم يسمح بمصادرة الاراضي للمصلحة العامة وصادرت 55 دونم من اراضي العائلة واليوم تعود لمصادرة اراضي اخرى بحجة اقامة الجدار الذي سيحول المنطقة التي نسكن فيها الى سجن ويزيد من معاناتنا.//
واضاف //هناك محاكم بيننا وبين الاحتلال لعدم اقامة هذا الجدار بجوار المنزل الي سيحجب الشمس عنه ولكنها ماضية في اقامته دون ان تنتظر ما ستفسر عنه المحكمة لقد احضروا قوة كبيرة من الشرطة والجيش هذا الاسبوع لحماية الجرافة التي سوت الارض وازالت الاشجار من اجل اقامة الجدار الذي يلتهم مساحات واسعة من اراضي قلنديا ويفصلها عن محيطها من الضفة الغربية.
وتظهر لقطات تلفزيونية مصورة قيام جرفات الجيش الاسرائيلي باقتلاع عدد من اشجار الزيتون والتين والسرو والكينا التي يقول عوض الذي عمل لسنوات طويلة مهندسا زراعيا انه اختارها بعناية قبل 45 عاما من مشتل في العروب القريبة من الخليل.
وقال عوض الله وقد بدى عليه الحزن // لقد ربيت هذه الاشجار تمام كما تربي الانسان ان عمرها اكبر من عمر اكبر ابنائي البالغ من العمر 36 عاما رعيتها 45 عاما ورايتها تضيع امامي في لحظات.//
ولا يساور عوض اي شك في ان تبدأ اسرائيل ببناء الجدار الخرساني في اي وقت كي توصله بمقاطع اخرى من اجل احكام السيطرة تماما على المنقطة التي تريدها ان تكون خلف الجدار بما فيها من منازل واراض مع انه مر ايام على تجريف حديقة منزله.
وتزداد معاناة عوض الله الذي له اربعة ابناء يدرس اثنان منهم في جامعة بيرزيت شمالي مدنية رام الله اذ انه وافراد عائلته يحملون بطاقة هوية الضفة الغربية وعندما يقام هذا الجدار سيكون بين الجدار وبين حاجز اخر من الاسلاك الشائكة يفصلهم عن القدس التي يحتاجون الى تصاريح خاصة من اسرائيل للوصول اليها.
واوضح عوض الله ان والده الذي توفي عام 1976 كان يحمل هوية القدس وبسبب انه كان يقيم في الخارج وعاد الى البلد لاحقا لم يستطع الحصول على هوية القدس وحمل هوية الضفة الغربية رغم انه يدفع كل الضرائب التي تفرضها اسرائيل على المنطقة التي ضمتها اليها في خطوة لم تلق اعترافا دوليا.
ويعود عوض الله بذكرياته الى اكثر من خمسين عاما الى الوراء ليتحدث كيف سافر من مطار قلنديا الى بيروت عام 1960 ومنها الى ايران لدراسة الهندسة الزراعية وعاد اليها عام 1965 والتي كانت المرة الاخيرة التي يسافر فيها عبر مطار قلنديا الذي احتلته اسرائيل عام 1967.
وقال // اذا كنت تريد السفر لم تكن بحاجة الى السيارة للوصول الى المطار البوابة على بعد 150 مترا عن المنزل اما اليوم فانت بحاجة الى يوم من اجل الوصل الى الاردن ومن هناك السفر الى اي مكان لقد كنت كثيرا ما اذهب الى المطار حيث كان احد اصدقائي يعمل في المقصف كي اشاهد القادمين والمغادرين.. يبدو انها ايام لن تعود.//
وتشير المعطيات الفلسطينية الى ان الجدار الذي تواصل اسرائيل اقامته يعزل الكثير من التجمعات السكانية والاراضي الزراعية عن اصحابها وانها اقامت في كثير من المواقع بوابات خاصة تسمح للفلسطينيين بالوصول الى اراضيهم في اوقات خاصة واحيانا بموجب تصاريح خاصة.
واصدرت محكمة العدل الدولية في لاهاي قرارا عام 2004 بعدم قانونية الجدار الذي تقيمه اسرائيل على اراضي الفلسطينيين ودعت الى ازالته وتعويض المتضررين جراء اقامته الا ان اسرائيل واصلت بناء مقاطع الجدار.
ويقول الفلسطينيون ان الجدار الذي تقيمه اسرائيل يحول الضفة الغربية الى كنتونات معزولة عن بعضها البعض ويعزل بشكل اساسي مدينة القدس الذي يريدون ان تكون عاصمة لدولتهم المستقلة عن محيطها من مدن الضفة الغربية.
وأعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الاولى تأييده لان يقيم الفلسطينيون دولة //مترابطة// قائلا ان الدولة الفلسطينية في المستقبل يجب ألا تبدو مثل //الجبن السويسري//. وسئل نتنياهو في مقابلة مع تلفزيون/سي.ان.ان/ هل سيقبل اعتقاد الفلسطينيين بانهم يجب ان يكون لهم دولة مترابطة فأجاب //نعم//. لكن قبل ساعات فقط من تعليقات نتنياهو وافقت لجنة وزارية في حكومته اليمينية على منح وضع قانوني لثلاثة مواقع استيطانية اسرائيلية اقيمت بدون ترخيص في الضفة الغربية المحتلة وهي خطوة قوبلت بانتقادات فلسطينية ودولية.
وقال نبيل ابو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني لرويترز // ان الحديث في الرغبة عن الوصول الى السلام لا تكفي الوصول الى السلام يحتاج الى الالتزام بمرجعيات عمليه السلام.//
واضاف // نحن جاهزون للعودة فورا الى المفاوضات اذا التزم نتنياهو بوقف الاستيطان واعترف بحدود عام 1967 // .