• ×
الخميس 9 شوال 1445

حوادث السير تفرض تحديات متزايدة وتختبر قدرات جراحي العظام

الدكتور البوعيسى : 90 بالمائة من كسور العظام بالمملكة بسبب الحوادث

الدكتور البوعيسى : 90 بالمائة من كسور العظام بالمملكة بسبب الحوادث
بواسطة fahadalawad 13-06-1433 01:46 مساءً 1.8K زيارات
ثقة : دبي تشهد الإجراءات الجراحية المتوفرة في المملكة العربية السعودية تطوراً واضحاً في مجال كسور العظام المتعددة والخطيرة، إلا أن حوادث السير ما زالت تمثل السبب الأبرز والأكبر لإصابات الكسور الخطيرة، وذلك وفقاً لأحد كبار خبراء جراحة العظام.
حيث يقول الدكتور أحمد ناصر البوعيسى ، أحد كبار مستشاري جراحة عظام الأطفال ورئيس قسم جراحة العظام في مستشفى الملك فهد في الإحساء ورئيس الفرع السعودي التابع للجنة التعليمية لجمعية جراحي العظام (AO Education Committee)، أن حوداث السير تعد مسبباً لما نسبته نحو 90% من كسور العظام الخطيرة التي يتعامل معها جراحو العظام في السعودية يومياً.
ومما يبعث على التفاؤل أن مستوى السلامة على الطرق في تحسن مستمر، مع ارتفاع مستوى سلامة الطرقات ومعايير السلامة في السيارات وهو ما يعني فرصة أكبر لنجاة المصابين في حوادث السير الخطيرة حتى وصولهم للمستشفى. إلا أن الجراحين باتوا يتعاملون مع إصابات أكثر خطورة بكثير مما مضى، بما في ذلك كسور العظام المتعددة.
وفي هذا الصدد قال الدكتور أحمد ناصر البوعيسى: "لقد ارتفع عدد المصابين الناجين من حوادث السير مقارنة بما مضى بنحو خمسة أو ستة أضعاف، حيث يمكنهم مغادرة المستشفى بعد العلاج بدون مشاكل، وفي هذا إشارة على تحسن كبير. وعلى الرغم من ضعف أجسام الأطفال إجمالاً إلا أنهم أكثر قدرة على تحمل وامتصاص صدمات حوادث السير، إلا أن حالتهم قد تتدهور بسرعة كبيرة. فعظام الأطفال ما تزال في طور النمو، وتعرضها للإصابة أو التلف خلال مرحلة النمو قد يؤثر على تطورها أو ينجم عنه اعتلال في أحد الأطراف. ونحن نستقبل أعداداً متزايدة من الأطفال الذين يخضعون للجراحة نتيجة زيادة مشاركتهم في تنقلات العائلة وأنشطتها. إلا أن استجابة الأطفال للعلاج سريعة بسبب تركيبتهم الفسيولوجية، كما أن أجسامهم قادرة على الشفاء وتخطي الجروح والإصابات".
وفي معرض حديثه خلال ندوة الشرق الأوسط العالمية حول صدمات الهيكل العظمي التي أقيمت مؤخراً، والتي شارك فيها كأحد أعضاء فريق الندوة، وضح د. البوعيسى مبادئ "التحكم بالأضرار" -وهو مفهوم شاع في القوات البحرية الأمريكية بهدف التحكم بالأضرار التي تتعرض لها السفن. ويتم تطبيق هذا المبدأ بشكل متزايد في إطار عملية تقييم مدى خطورة كسر العظام الذي يعاني منه المريض وفيما إذا كان يسمح بعلاجه أم لا. فعلى الجراحين أن يقرروا وبسرعة فيما إذا كان عليهم العمل على استقرار حالة المريض قبل علاج الكسور لضمان قدرته على تحمل الجراحة.
ويقول الدكتور البوعيسى: "هناك نظرية "الصدمة المزدوجة" تشير إلى أن المريض ضحية حادث السير على سبيل المثال يجب أن يتحمل صدمة الحادث أولاً ثم الصدمة التي تليها نتيجة العلاج وتثبيت الكسور. ويطلب من جراحي العظام تقييم مدى الضرر الذي يعاني منه المريض ليقرروا مدى استعداده لتلقي العلاج في حالة كسور العظام المتعددة، وللتحقق من أن الإصابات الأخرى التي تعرض لها والتي قد تكون خطيرة جداً أيضاً لن تعيق العلاج، أو العكس. وهذا يعني فحص أي تلف في الأنسجة على سبيل المثال لضمان مدى استقراره وقدرته على تحمل إجراءات العلاج" او اللجوء الى تثبيت سريع ومؤقت يسمى "التحكم بالأضرار" والانتظار لعدة أيام حتى تستقر حالة المريض.
وفيما تشهد تطورات علاج الصدمات تسارعاً واضحاً، فإن على جراحي العظام الخضوع للتدريب المتواصل لمواكبة هذه التطورات. ووفقاً للدكتور بوعيسى، فإن المملكة العربية السعودية تتصدر العديد من دول المنطقة وخارجها في هذا المجال.
ويقول: "لقد أحرزنا تقدماً واضحاً خلال العقد الماضي في السعودية، كما حققنا تطوراً هائلاً على صعيد إعدادات وأجهزة التعامل مع الصدمات في مستشفيات المملكة، إلا أن علينا دائماً السعي نحو مزيد من التطور. كما أن تدريب الجراحين أمر في غاية الأهمية، ولتحقيق هذه الغاية فقد تم وضع العديد من الممارسات المناسبة لدعم جهود التدريب، مما يضع المملكة في صدارة العديد من دول المنطقة في هذا المجال. وهناك حاجة للتدريب السنوي لكي نتمكن من الحفاظ على مسار التقدم، ومن هنا تنبع أهمية المبادرات المماثلة لهذه الندوة حول صدمات الهيكل العظمي، مما يتيح لنا إعداد جراحين أعلى كفاءة من الأطباء الشباب. كما أننا بحاجة إلى ما لا يقل عن مركز أو مركزين في كل منطقة من مناطق المملكة لمعالجة الصدمات من المستوى الأول، والتي توفر أعلى مستويات الرعاية الجراحية، وأنا على ثقة من أننا سنحقق ذلك".
يشار إلى أن الدكتور بوعيسى كان يتحدث على هامش ندوة الشرق الأوسط الدولية حول صدمات الهيكل العظمي، والتي شارك فيها عضواً محاضرا في فريق الندوة. وقد استقطبت هذه الندوة أكثر من 100 جراح عظام من أنحاء المنطقة، وأقيمت بتنظيم من شركة "سميث آند نيفيو" في دبي، وذلك في إطار برنامجها للتعليم الطبي المتواصل في منطقة الشرق الأوسط.