• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

تعيدها الى خريطة الدبلوماسية الدولية

محادثات نووية ايرانية في بغداد

محادثات نووية ايرانية في بغداد
بواسطة fahadalawad 01-07-1433 03:06 مساءً 439 زيارات
ثقة : بغداد ا ف ب   تشكل المحادثات بين القوى الكبرى وايران في بغداد الاربعاء حلقة جديدة في مسلسل طويل من المفاوضات النووية، الا انها تمثل ايضا خطوة اضافية على طريق عودة العراق الى الخريطة الدبلوماسية العالمية .
وبعد سنوات طويلة من العزلة السياسية، ثم اجتياح العام 2003 الذي اطلق شرارة اعمال عنف لم تتوقف حتى اليوم وقتل فيها عشرات الآلاف، خصصت السلطات العراقية اكثر من مليار دولار لتحسين صورة البلاد في المنطقة والعالم .
وقال علي الموسوي المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء نوري المالكي "نحن مصممون على ان يؤدي العراق دورا بناء وايجابيا ضمن اسلوب حديث مغاير عن ذلك الذي كان يتبعه صدام حسين والقائم على القوة".
واضاف في تصريح لوكالة فرانس برس "يشكل هذا الاجتماع فرصة لابراز الوجه الحقيقي للعراق كدولة غير مهمشة تسعى وراء الاستقرار والنمو، وكدولة مهمة تؤدي دورا ايجابيا".
ومن المقرر ان تستضيف بغداد غدا الاربعاء محادثات جديدة بين القوى الغربية الكبرى (مجموعة 5+1) وايران تتناول برنامج طهران النووي المثير للجدل.
وينظر الى انعقاد هذه المحادثات في بغداد على انه مثال اضافي على سعي العراق لاستضافة احداث ومؤتمرات بهدف الظهور بصورة البلد المستقر الذي لم تعد تمزقه اعمال العنف، علما ان هذا السعي اتى حتى الآن بنتائج متفاوتة.
وتراجعت معدلات العنف بشكل كبير عما كانت عليه عامي 2006 و2007، الا ان التفجيرات والهجمات الانتحارية لا تزال تتواصل بشكل شبه يومي في العراق.
وفي نهاية اذار/مارس، استضافت بغداد اعمال القمة العربية للمرة الاولى منذ عام 1990 قبيل اجتياح الكويت ابان نظام صدام حسين، واغلقت حينها معظم طرقات العاصمة وسط شكوى المواطنين من هذه الاجراءات التي استمرت طيلة ايام انعقاد اجتماعات القمة.
في مقابل ذلك، فشل مشروع النجف عاصمة للثقافة الاسلامية هذا العام بعد ان تسبب الفساد وسوء الادارة بالغائه.
وخصصت الحكومة العراقية مبلغ مليار دولار لهذين الحدثين، ووضعت كذلك اموالا اضافية في تصرف مشروع بغداد عاصمة الثقافة العربية العام المقبل.
كما ان العراق اقترح استضافة كاس الخليج لكرة القدم في مدينة البصرة الجنوبية عام 2013، الا ان الدول المشاركة لم تقتنع بالضمانات الامنية التي عرضت السلطات العراقية توفيرها.
وينسحب هذا القلق على المحادثات النووية غدا الاربعاء، حيث اعربت بعض الدول المشاركة عن خشيتها من اعمال العنف وايضا من العلاقة التي تربط بغداد بطهران.
وذكر دبلوماسي غربي مقيم في بغداد لفرانس برس ان "هؤلاء الذين لم يزوروا بغداد من قبل يعتقدون بانهم يتوجهون الى منطقة حرب. وهذه ردة فعل اولية طبيعية".
وحول القلق من تاثير ايران على العراق، قال الدبلوماسي ان "هناك شيئا من هذا القبيل، لكنه امر مرتبط بقراءة غير معمقة للسياسة الاقليمية".
وتابع ان "العراقيين لا يتوسطون، وقد اوضحوا ذلك في السابق، وقالوا في كل مرة تطرق فيها احدهم الى هذه المسالة: ندرك اننا لسنا وسطاء، مثلما ان الاتراك لم يكونوا وسطاء في اسطنبول"، في اشارة الى مكان انعقاد الجولة الاخيرة من المحادثات النووية في نيسان/ابريل.
ولا يتوقع ان تخرج محادثات بغداد بنتائج بارزة، لذا فان معظم الاهتمام سيتركز على حقيقة ان العاصمة العراقية استطاعت ان تستضيف القوى الكبرى وايران.
ويرى ريدر فيسر الخبير في الشؤون العراقية ومحرر موقع "هيستوريا" الذي يعنى باخبار العراق ان "قدرة العراق على استضافة حدث دولي من هذا النوع يدل على عودته الى الخريطة الاقليمية والدولية".
ويضيف ان "هذا الحدث ياتي بعد استضافة القمة العربية وفي وقت تحظى الزيادة في انتاج النفط في العراق باهتمام عالمي".