• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

الولايات المتحدة وايران تستعدان لحرب الكترونية طويلة الامد

الولايات المتحدة وايران تستعدان لحرب الكترونية طويلة الامد
بواسطة fahadalawad 12-07-1433 01:17 مساءً 530 زيارات
ثقة : واشنطن ( ا ف ب )   تتجه الحرب الالكترونية الدائرة منذ مدة بين الولايات المتحدة وايران على ما يبدو الى التصعيد فيما المحادثات بشأن برنامج ايران النووي المثير للجدل تراوح مكانها .
وقد يكون الفيروس فليم (الشعلة) الذي كشف عنه مؤخرا جزءا من تلك المواجهة لكن واشنطن لديها على الارجح اساليب اكثر تقدما بحسب ما يقوله خبراء امنيون.
وقال جيمس لويس الخبير في مجال مراقبة التكنولوجيا لدى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان "الدول الكبرى التي يكون لديها وكالات تجسس كبيرة استخدمت هذا النوع من الاساليب لاكثر من عقد".
وقال لويس ان التجسس الالكتروني "ليس سلاحا" لكن يمكن ان يكون "فعالا جدا" كوسيلة للتجسس ويمكنه الحؤول دون بعض المشكلات المتعلقة باستخدام اساليب التجسس التقليدية مثل طائرات التجسس.
واضاف "اذا كان الخيار بين ذلك او طيار يتم عرضه في شوارع طهران، فان ذلك الخيار افضل بكثير".
لكن لويس اكد ان الفيروس فليم بدائي اكثر مما قد يتوقعه البعض من اجهزة الاستخبارات الاميركية. وقال لفرانس برس "اتمنى الا يكون من تطوير الولايات المتحدة لانه ليس متطورا جدا".
وقال ان اسرائيل لديها ايضا قدرات متطورة وهذا قد يعني ان الفيروس فليم تم تطويره في "دولة من درجة ثانية".
الا ان بعض المحللين يعتبرون فليم فيروسا بالغ التعقيد والتطور. وقال الاتحاد الدولي للاتصالات ان الفيروس "يتجاوز كل التهديدات المعلوماتية المعروفة حتى الآن".
وقال يوهانس اولريخ، الخبير في امن الحواسيب لدى معهد سانس للتكنولوجيا، ان فليم "اداة خرقاء" مقارنة بغيره من انواع التهديد الالكتروني لكنه قد يكون مسودة او نسخة اولى يمكن "صقلها اكثر".
وقال اولريخ ان "الجانب التقني ليس جيدا واعتقد ان بعض التقارير بالغت قليلا في الحديث عنه".
واضاف، من المستحيل معرفة الجهة التي جاء منها الفيروس، من الرمز. وقال "لا يبدو وراءه شخصا بمفرده"، مضيفا "يصعب القول ما اذا كانت حكومة او مجموعة اجرامية" تقف وراءه.
وقال ماركوس ساكس المدير السابق لمركز الانترنت ستورم التابع لمعهد سانس ان فليم "يمكن ان يكتبه اي شخص لكنه يبدو مشابها لتجسس يستهدف شيئا محددا من قبل دولة".
وقال ساكس ان فليم ليس اداة تدميرية مثل ستاكسنت الذي استهدف اجهزة مراقبة في ايران بل يشبه برامج تجسس معلوماتية تسعى ل"لكسب الملكية الفكرية، لكن يمكن ان يكون اداة مراقبة من قبل حكومة اجنبية".
ولم تقر الولايات المتحدة ولا الحكومة الاسرائيلية علنا باعطائهما الضوء الاخضر لتطوير الفيروس، مع ان وزيرا اسرائيليا كبيرا قال ان استخدام هذا البرنامج المعلوماتي لمواجهة خطط ايران النووية "مبرر".
واقر الجيش الاميركي بالعمل على انظمة حرب معلوماتية دفاعية وهجومية.
وكشفت وكالة مشاريع ابحاث الدفاع المتطورة التابعة للبنتاغون بعض التفاصيل عن "الخطة اكس" التي وصفتها ب"برنامج معلوماتي تأسيسي لحرب الكترونية" تعتمد على الخبرة في الاكاديميا والصناعة والالعاب الالكترونية.
غير ان الوكالة قالت في بيان ان البرنامج "يتعلق ببناء منصة انطلاق ضرورية لقدر هجومية معلوماتية فاعلة. انه لا يقوم بتطوير مفعول هجوم معلوماتي".
وقال ساكس ان الولايات المتحدة كانت منفتحة بشأن تطوير قدراتها المعلوماتية وان وكالة مشاريع ابحاث الدفاع المتطورة التي خلقت الانترنت، تنظر في مشاريع بعيدة الامد يمكن ان تتضمن تكنولوجيا لم تنشر بعد.
في الظاهر يبدو من الاصعب للولايات المتحدة الاحتفاظ بتفوق في الفضاء الالكتروني، كتفوقها في الفضاء الجوي مثلا، لان كلفة برامج الكبميوتر اقل بكثير من كلفة الطائرات المقاتلة.
لكن الخبراء يقولون ان الولايات المتحدة تقوم بالاستثمار في الفضاء الالكتروني من خلال وكالة مشاريع ابحاث الدفاع المتطورة وغيرها.
ومع ذلك، قال ساكس ان قياس قدرات الدول الاخرى ليس بسهولة احصاء مستودعات الصواريخ موضحا "ليس هناك اي طريقة لقياس ما تملكه دولة ما".
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان الرئيس باراك اوباما امر سرا بزيادة الهجمات الالكترونية ضد ايران في 2010 بعد تسرب المعلومات عن الفيروس ستاكسنت الذي يقول البعض انه جاء من الولايات المتحدة او اسرائيل او كليهما.
وقال ايلان برمان المحلل المتابع لايران لدى مجلس السياسة الخارجية الاميركي، انه وسط غليان الحرب الالكترونية تقوم طهران بتعزيز قدراتها الدفاعية والهجومية.
وقال "يشعرون بان هناك حملة ضدهم ويقومون بالتحرك ردا على ذلك".
وعلى الولايات المتحدة في تلك الحالة ان تكون مستعدة لهجوم الكتروني من ايران.
وقال "اعتقد ان هجوما الكترونيا من ايران ربما لن يكون قويا (كهجوم من الصين وروسيا) لكن سياسيا يبدو اكثر احتمالا".
واشار لويس الى الصراع بين الولايات المتحدة وايران في السنوات العشر الاخيرة بسبب الملف النووي والاشتباه بعلاقة لايران ببعض القوى في العراق اثناء انتشار القوات الاميركية هناك.
لكنه قال ان الفيروس فليم وغيره من الاسلحة الالكترونية "ليست حقيقة اسلحة حربية بل هو بشكل رئيسي لجمع معلومات استخبارية".
واضاف انه لم يفاجأ لان الكشف عن الفيروس جاء من شركة امنية روسية هي كاسبيرسكي التي تعمل مع الاتحاد الدولي للاتصالات.
وقال لويس "فليم طريقة للسير بالاجندة الدبلوماسية لروسيا" والتي تتضمن وضع الانترنت تحت سيطرة الامم المتحدة.