• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

جبل الرحمة .. سنام عرفة يمتطيه آلاف الحجاج في خير يوم طلعت فيه الشمس

جبل الرحمة .. سنام عرفة يمتطيه آلاف الحجاج في خير يوم طلعت فيه الشمس
بواسطة fahadalawad 09-12-1432 12:54 مساءً 780 زيارات
ثقة : عرفات واس  "جبل الدعاء" أو ما يعرف بـ "جبل الرحمة" ، أكمة صغيرة رفيعة في مشعر عرفات ، وسنامها الأسود الذي صعد عليه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم داعيا ربه في حجة الوداع ، يمتطيه آلاف الحجاج في خير يوم طلعت فيه الشمس فيمتلئ بالحياة ليوم واحد من السنة .
وجبل الرحمة أشهر مكان في مشعر عرفات بعد مسجد نمرة وهو جبل مكون من حجارة صلدة سوداء وكبيرة ، ويقع شرق عرفات ، بين الطريق السابع والثامن.
ويصل طول جبل الرحمة إلى ثلاث مائة متر ، يعلوه شاخص طوله سبعة أمتار .
ويتميز الجبل بسطحه المستوي والواسع ، ويدور حوله حائط يبلغ ارتفاعه نحو 57 سم ، وفي منتصف الساحة دكة ترتفع ما يقرب من نصف متر. ويبلغ محيط جبل الرحمة 640 مترا ، وعرضه شرقا 170 مترا ، عرضه غربا 100مترا ، طوله شمالا 200مترا وطوله جنوبا 170مترا ، وارتفاعه عن سطح البحر 372مترا ، وارتفاعه عن الأرض التي تحيط به مقدار 65 مترا. ولا يعد الوقوف على الجبل من واجبات الحج ، ويعتقد بعض الحجاج أن الوقوف بعرفات لا يكتمل إلا بصعود الجبل وهذا اعتقاد خاطئ لأن الوقوف بعرفة يتم في أي مكان داخل حدود المشعر فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع " وقفت هاهنا وعرفات كلها موقف" وللجبل أسماء كثيرة منها جبل القرين وجبل الدعاء ، وجبل الرحمة ، وجبل الآل على وزن هلال ، وجبل التوبة.
في جانب آخر يحيط بعرفات قوس من الجبال ووتره وادي عرنة ويقع على الطريق بين مكة والطائف شرقي مكة المكرمة بنحو اثنين وعشرين كيلو مترًا وعلى بعد عشرة كيلومترات من مشعر منى و ستة كيلو مترات من المزدلفة بمساحة تقدر بعشرة كيلومترات مربعة ، وليس بعرفة سكان أو عمران إلا أيام الحج غير بعض المنشآت الحكومية .
والوقوف في عرفة يعد عمدة أفعال الحج وأهم أركانه ، ولهذا روى في الصحيح أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : الحج عرفة.
ومن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك ، ووقت الوقوف من الزوال يوم عرفة إلى طلوع الفجر الثاني من يوم النحر.
ومن المعالم التراثية البارزة في مشعر عرفات هو مسجد الصخرات ويقع أسفل جبل الرحمة على يمين الصاعد إليه وهو مرتفع قليلا عن الأرض يحيط به جدار قصير وفــيه صخرات كبار وقف عندها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عشية عرفة وهــو على ناقته القصواء .
وفي هذا الموقف نزل عليه صلى الله عليه وسلم ..قوله تعالى الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ).
وأحيط هذا الموقف بجدار طوله من جهة القبلة 13.3 متر والجدار الذي على يمينه ويساره 8 متر أما الجدار المقابل للقبلة فدائري غير مستقيم .
من جهة أخرى فيوم عرفة هو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة ، وهو خير يوم طلعت فيه الشمس ، والمكان هو صعيد عرفات , يجتمع الحجاج القادمون من كل حدب وصوب على صعيد واحد في مكان واحد وزمان واحد وبلباس واحد لا فرق بين عربي ولا عجمي إلا بالتقوى , اشرأبت أعناقهم وتوحدت قلوبهم في مشهد عظيم ملبين لله تعالى وارتفعت أياديهم بالتضرع إلى الله طلبا للمغفرة والرحمة , فيصلوا الظهر والعصر قصرا وجمعا بآذان وإقامتين ويدعون بما تيسر لهم تأسيا بسنة خير البشر محمد عليه الصلاة والسلام.
وعرفة أو عرفات مسمى واحد عند أكثر أهل العلم لمشعر يعد الوحيد من مشاعر الحج الذي يقع خارج الحرم.
وليوم عرفة فضل عظيم ، وثواب جسيم ، يكفر الله فيه الذنوب العظام، ويضاعف فيه الصالح من الأعمال، ويسن صومه ، قال صلى الله عليه وسلم: صوم يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية.
وورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يوم عرفة هو أفضل يوم عند الله وذلك في الحديث الذي رواه جابر - رضي الله عنه - عن النبي محمد - صلى الله عليه وسلم " ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا فيباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاءوني شعثا غبرا جاؤوا من كل فج عميق يرجون رحمتي ولم يروا عذابي فلم ير يوما أكثر عتقا من النار من يوم عرفة.
ومن المواضع الأخرى في مشعر عرفات وادي عرنة من أودية مكة المكرمة والجزء المقدم من مسجد نمرة ، ويقع خارج عن عرفات وداخل في الحل وليس بمشعر , وهو حد فاصل بين الحل و الحرم .