• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

القتال في سوريا يقترب من العاصمة

القتال في سوريا يقترب من العاصمة
بواسطة fahadalawad 27-08-1433 12:26 مساءً 446 زيارات
ثقة : بيروت (رويترز)  اندلعت اشتباكات بين معارضين سوريين وقوات الحكومة في دمشق فيما قال سكان إنها كانت واحدة من أعنف الاشتباكات في العاصمة السورية منذ بدء الانتفاضة على حكم الرئيس السوري بشار الأسد قبل 17 شهرا.
وجاء اتساع نطاق القتال في العاصمة بينما يبدأ كوفي عنان مبعوث السلام الخاص للامم المتحدة زيارة تستمر يومين لموسكو لتعزيز خطة السلام في سوريا. ويلتقي عنان يوم الثلاثاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي قاوم دعوات غربية لزيادة الضغط على الأسد.

وليس من المتوقع ان تحقق محادثات بوتين وعنان اي انفراج بعد ان أدلى وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بتصريحات يوم الاثنين لم تكشف عن أي تغيير في موقف بلاده من الصراع في سوريا قبل المحادثات مع عنان.

وقال لافروف يوم الاثنين إن الجهود الغربية الرامية لاصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لتمديد مهمة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في سوريا يتضمن التهديد بفرض عقوبات تنطوي على "قدر من الابتزاز".

ودخلت عربات مدرعة حي الميدان بجنوب دمشق يوم الاثنين ودعمتها قوات الامن التي تطوق المنطقة. وقال سكان انهم شاهدوا قناصة يتخذون مواقعهم فوق الأسطح.

وقال أحد السكان قرب حي الميدان "القوات في كل مكان أسمع صفارات عربات الاسعاف. أشعر انها حرب حقيقية في دمشق."

وبثت قناة الجزيرة التلفزيونية الفضائية شريط فيديو حمله نشطو المعارضة يظهر رجالا يرتدون الجينز يختبئون وراء أجولة رملية في الازقة ويطلقون مقذوفات صاروخية ورشاشات. وكان هذا اليوم الثاني من القتال في حي الميدان وحي التضامن بعد معارك كبيرة يوم الاحد.

وقال مقاتل لرويترز ان مقاتلي المعارضة لا يستطيعون الانسحاب بعد بضع ساعات من القتال كما كانوا يفعلون في توغلات سابقة في العاصمة السورية لانهم محاصرون من جانب قوات الحكومة.

وقال مشيرا الى مقاتلي المعارضة "انهم يريدون الرحيل. لو استطاعوا ان يرحلوا لرحلوا. لكن كل المنطقة محاصرة."

ولم تقل حكومة دمشق الكثير عن الاضطراب في العاصمة. وقال التلفزيون السوري امس الاثنين ان قوات الامن تلاحق "جماعات ارهابية" فرت الى بعض أحياء دمشق.
وقال نشطو المعارضة ان اندلاع اشتباكات قرب مقر الحكومة يظهر ان مقاتلي المعارضة بدأوا ينحرون في سلطة الدولة في العاصمة التي كانت تعتبر معقل الاسد الحصين الذي لا يمكن اختراقه.

وقال عماد معاذ وهو نشط من دمشق "حين تصوب سلاحك الى قلب دمشق الى الميدان فقد خسرت المدينة. مقاتلو المعارضة في الشارع يتمتعون بتأييد الاسر في أنحاء دمشق."

ويصعب التحقق من روايات النشطاء بشأن ما يحدث في سوريا لان الحكومة تفرض قيودا على عمل مؤسسات الاعلام الدولية.

ويريد الغرب من موسكو الا تستمر في تأييدها للاسد بعد ان استخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن التابع للامم المتحدة لمنع اي قرار ضد الرئيس السوري. لكن قبل محادثات عنان في موسكو أدلى وزير الخارجية الروسي بتصريحات لم تكشف عن اي تغير في موقف بلاده بل دعا الى دعم نص مشروع قرار قدمته موسكو لا يتضمن اي عقوبات على سوريا.

وقال لافروف "إذا قرر شركاؤنا تعطيل قرارنا بأي شكل ستصبح مهمة الامم المتحدة بلا تفويض وسيكون عليها ان تغادر سوريا. وسيكون هذا مؤسفا."

وعلقت مهمة الامم المتحدة للمراقبة وهي بعثة صغيرة غير مسلحة نظرا لتصاعد العنف في سوريا ويقول نشطاء ان أكثر من 17 الفا قتلوا هناك.

وذكر نشطاء ان سبعة أشخاص على الاقل قتلوا في معارك يوم الاثنين بدمشق لكنهم قالوا انه يصعب معرفة حجم الخسائر في الارواح نتيجة لصعوبة التحرك في المناطق التي تشهد أعمال عنف.

ونشر نشطون لقطات فيديو لعربات مدرعة وجنود بالزي العسكري وهم ينتشرون على طريق سريع يربط بين دمشق والعاصمة الاردنية عمان. وكان محتجون قد سدوا مدخل الطريق باشعال النار في اطارات السيارات لتخفيف الضغط عن المقاتلين في حي الميدان.

وقال نشط طلب عدم ذكر اسمه إن السكان يتأهبون لمزيد من المصاعب في العاصمة بعدما قمع الجيش جيوبا للمعارضة في ضواح خارج دمشق مثل ضاحية دوما.
وأضاف "يوجد آلاف المقاتلين في بعض من هذه الضواحي. قتل بعضهم لكن فر الكثيرون ويتجهون إلى العاصمة نفسها."

وتتصاعد الضغوط على الأسد من الداخل والخارج.

وطلب المغرب من سفير سوريا مغادرة البلاد وأعلن انه شخص غير مرغوب فيه. وتأتي الخطوة بعد أيام من انشقاق السفير السوري في العراق وانضمامه إلى المعارضة وبعد أسبوع من فرار العميد مناف طلاس والذي كان مقربا من الأسد من سوريا.

وتصاعد العنف في سوريا وتحولت الاحتجاجات التي بدأت سلمية إلى تمرد مسلح وقتال للرد على القمع العنيف من جانب قوات الأسد.

وتصنف اللجنة الدولية للصليب الأحمر الصراع في سوريا الان على أنه حرب أهلية