• ×
الجمعة 17 شوال 1445

في محاضرة بعنوان ( نزاهة ومعركة الفساد)

الشريف : نزاهة تخوض معركة بين الخير والشر

الشريف : نزاهة تخوض معركة بين الخير والشر
بواسطة fahadalawad 22-11-1433 06:37 مساءً 799 زيارات
ثقة : الرياض أكد معالي رئيس الهيئة الوطنية الوطنية لمكافحة الفساد الأستاذ محمد بن عبد الله الشريف أن المعركة التي تخوضها ( نزاهة) معركة ازلية بين النزاهة والفساد ، والخير والشر، والحق والباطل، والعدل والظلم ، فقد حاربت جميع الأديان السماوية الفساد بكل صورة وأشكاله وفي مقدمتها ديننا الاسلامي ، فكلمة فساد وردت في القرآن الكريم خمسين مرة ، وتوعد الله سبحانه وتعالى مرتكبي الفساد بأشد أنواع العذاب في الدنيا والآخرة ، بل سمى الله عز وجل ( الفساد) محاربة له ولرسوله .
وأوضح الشريف في المحاضرة التي استضاف النادي الأدبي بالرياض وجاءت تحت عنوان ( نزاهة ومكافحة الفساد) أن الفساد له تأثير مباشر ومدمر على التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم ، لأنه يعيق قدرة الدول على تحقيق الازدهار والتنمية المستدامة لشعوبها ، وهذا ما أدركته التقارير الدولية ، وآخرها ما أشار له الأمين العام للأمم المتحدة ( بان كي مون ) خلال الجلسة التي عقدها المجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة يوم الثلاثاء الموافق 19/8/1433 هـ بعنوان (المساءلة والشفافية والتنمية المستدامة : تحويل التحديات إلى فرص) حيث قال أن الفساد منع 30 % من جميع المساعدات الانمائية من الوصول إلى وجهتها النهائية العام الماضي.

وذكر الشريف أن الاستراتيجية الوطنية لحماية النزاهة ومكافحة الفساد بالمملكة ترتكز على عدد من المنطلقات ، من أهمها : أن الدين الاسلامي الحنيف -عقيدة وشريعة ومنهج حياة - هو الركيزة التي تحكم أهداف ووسائل وآليات تنفيذ هذه الاستراتيجية ، وتعد كل عمل من شأنه الانحراف بالوظيفة العامة والخاصة ، عن مسارها الشرعي والنظامي ، الذي وجدت لخدمته ، فساداً وجريمة تستوجب العقاب في الدنيا والآخرة.

ووجه الشريف رجاء للحضور قائلاً باعتبار أنكم تمثلون نخبة من أهل الفكر والرأي والثقافة في المجتمع السعودي ، فمن هذا المنطلق عليكم المسؤولية الكبيرة ، في الاسهام في النهوض بثقافة المجتمع السعودي ، في اتجاه ترسيخ ثقافة النزاهة ، وإشاعة الشفافية ومكافحة الفساد، مؤكدا على ما ذكره الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام، عند رعايته ملتقى تواصل الاذاعيين السنوي الثالث ، حينما أشار إلى أن مشاركة أهل الفكر من أمثالكم عبر القنوات التليفزيونية والإذاعية تسهم في رقي المجتمع واستقراره وتقوية اللحمة الوطنية .

وأشار الشريف إلى أن أفضل سلاح لكسب معركة الفساد يكمن في التزامنا بالسلوك السليم والقيم الأخلاقية السامية واحترام نصوص الشرعية والنظامية ، ومن ثم العمل على بث ذلك وترسيخه في كافة شرائح المجتمع ، رجالاً ونساءً ، كباراً وصغاراً ، مواطنين ومقيمين ، باعتبار أن القيم السامية تمثل حضانة للمجتمع من الفساد .

وأعرب الشريف على أن الهيئة تؤمن بأن الحد من الفساد يستوجب السير باتجاهين متوازيين الأول: حماية النزاهة ، واتخاذ التدابير الوقائية اللازمة لمنع الفساد قبل وقوعه ، والثاني ، كشف الفساد ومكافحته بعد وقوعه واتخاذ التدابير العلاجية اللازمة لذلك ، وهو كما يقتضيه تنظيمها ، وما تعمل على تحقيقه.

وأكد الشريف على أن معركة الفساد ليست معركة الهيئة وحدها ، بل معركة كل من يعيش على أرض هذا الوطن العزيز ، ويعد شريكا للهيئة في هذه المسؤولية ، من منطلقات دينية وأخلاقية ووطنية ، فمجتمعنا بحاجة إلى مزيد من القدوات الصالحة، لأهمية القدوة، وأثرها في الرقي بثقافتنا وسلوكنا ، ولو تأملنا سيرته صلى الله عليه وسلم لوجدنا أنها مليئة بالدروس والعبر العملية التي تعلمنا الالتزام بأدق التفاصيل ، عندما يتعلق الامر بالمال العام وحماية النزاهة ، ومنها ما رواه البخاري عن انس رضى الله عنه ، أنه قال : مر النبي صلى الله عليه وسلم بتمرة في الطريق ، فقال ( لولا أني أخاف أن تكون من الصدقة لأكلتها ) ، وقد أثبتت الدراسات أن طبيعة النفس البشرية تتأثر بالمحاكاة والقدوة الحسنة أكثر من تأثرها بالقراءة والاستماع لا سيما في اكتساب الصفات الخلقية، وتعزيز ثقافة مكافحة الفساد وحماية المال العام في المجتمع السعودي يتطلب تعميق وترسيخ قيم النزاهة والشفافية وتجنب الفساد ، من قبل الأدباء والمثقفين والعلماء أولا ، كونهم صناع الثقافة وقادة المجتمع ويتأثر الناس بمحاكاتهم، وقد قيل: شاهد الحال أقوى من شاهد المقال .

وقد شهدت المحاضرة التي عقدة بمقر النادي الأدبي ، وأدار الندوة الدكتور عبد الله الوشمي رئيس النادي ، حضوراً كثيفا وطرح فيها العديد من التساؤلات الصريحة والمتعلقة بالهيئة وبالفساد ، وقدم فيها العديد من بلاغات الفساد للتحقيق فيها من قبل الهيئة .