• ×
الجمعة 10 شوال 1445

فيصل بن معمر: عالميتها تجسد جهود المملكة الداعمة لاستثمار المشتركات الإنسانية.. ونبذ دعاوى الصدام والصراع

فيصل بن معمر: عالميتها تجسد جهود المملكة الداعمة لاستثمار المشتركات الإنسانية.. ونبذ دعاوى الصدام والصراع
بواسطة fahadalawad 01-12-1433 04:32 صباحاً 730 زيارات
ثقة ج متابعات: أكد معالي مستشار خادم الحرمين الشريفين، المشرف العام على مكتبة الملك عبد العزيز العامة الأستاذ فيصل بن معمر، أن جائزة خادم الحرمين الشريفين عبد الله بن عبد العزيز العالمية للترجمة - تجاوزت دورها كجائزة دولية لتنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها - رغم أهمية ذلك؛ لتصبح ملتقى للفكر والعلم والمعرفة عالميًا انتصارا لقيم التعايش والتشارك؛ ويعزِّز أواصر التقارب الثقافي العالمي.. جاء ذلك في ثنايا هذا الحوار.

* الاحتفال بوصول جائزة خادم الحرمين الشريفين للترجمة إلى محطتها الخامسة ..كيف يرى معاليكم ما تحقق لهذا المشروع الكبير؟

- أتصور أنه من غير المنصف أو الموضوعي أن ننظر للجائزة من زاوية ضيقة ومحدودة، أو نحاول وصفها كما لو كانت جائزة للتفوق في ميدان الترجمة، يتنافس على الفوز بها المترجمون من جميع دول العالم؛ فالحقيقة أن عالمية الجائزة وأهدافها النبيلة تتجاوز تلك الرؤية المباشرة ولا أبالغ عندما أقول: إن عالمنا المعاصر هو المستفيد الأول منها، وأن الأجيال الجديدة سوف تجني ثمار هذا المشروع؛ وذلك لأن الجائزة تعبير عن رؤية حضارية تبناها الملك عبد الله، تهدف إلى تجاوز الحواجز التي تحول دون التواصل المعرفي والإنساني بين البشر ومنها حاجز اختلاف اللغة، وهو بالطبع ليس الحاجز الوحيد، فهناك اختلاف الأديان والأعراق والألوان، والبيئات.. ومتى أمكن اختراق حاجز اختلاف اللغة، وإتاحة الفرصة للحوار الموضوعي العقلاني القائم على معرفة بالخصائص الثقافية والحضارية للدول والشعوب؛ أمكن تجاوز الحواجز الأخرى.

* إلى أي مدى يمكن القول إن تنوع مجالات الجائزة يدعم دورها في تحقيق التواصل الإنساني والمعرفي ؟ وهل ثمة مؤشرات على ذلك؟

- تنوع مجالات الجائزة لتشمل الترجمة من اللغة العربية وإليها في العلوم الإنسانية والتطبيقية، يعزز من فرص التواصل ويضاعف من قدرته على تحقيق أهدافه؛ فهناك التواصل بين العلماء والطلاب والدارسين للعلوم التجريبية على تنوعها، وهناك التواصل بين المبدعين والمفكرين في مجالات العلوم الإنسانية على اتساعها وهذا التنوع يؤكد أن الجائزة تتجاوز فكرة المكافأة على عمل جيد لتكون ملتقى للعلماء والمبدعين والمفكرين وأصحاب القرار. وكل عمل كانت الجائزة حافزًا لترجمته يمثل مؤشرًا حيًا ومتجددًا على نجاح الجائزة في تحقيق التواصل المعرفي والثقافي والعلمي والإنساني، ولنا أن نتصور حجم الفائدة من خلال عدد الطلاب والدارسين الذين سوف يتاح لهم الاطلاع على كتاب في الطب أو الكيمياء أصبح موجودًا في إحدى المكتبات العربية أو الأجنبية ومتوافرًا لقراءاته باللغة التي يجيدها رواد هذه المكتبة أو تلك، وكذلك بالنسبة للأعمال الإبداعية والفكرية والفلسفية.

* وماذا عن قرار إقامة حفل تسليم الجائزة هذا العام بالعاصمة الألمانية برلين ؟

-الحقيقة أن ذلك يأتي في إطار رؤية خادم الحرمين الشريفين ومتابعة مجلس أمناء الجائزة برئاسة صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز بن عبد الله،نائب وزير الخارجية،عضو مجلس إدارة مكتبة الملك عبد العزيز العامة، ورئيس مجلس أمناء الجائزة، بضرورة انفتاح الجائزة على كل الثقافات بما يتفق مع صفتها العالمية وأهدافها، في مد جسور التواصل المعرفي والإنساني، فبعد الدورة الأولى التي انطلقت من العاصمة الرياض وأقيم بها حفل تسليم الجائزة كان القرار الحكيم بالانتقال إلى مدن وعواصم أخرى، حيث أقيم حفل تسليم الجائزة في دورتها الثانية بالمملكة المغربية، ثم الدورة الثالثة بمقر منظمة اليونسكو في باريس، والرابعة في مدينة بكين بجمهورية الصين الشعبية، وجاءت الموافقة الكريمة على هذا التوجه لتؤكَّد على عالمية الجائزة وانفتاحها على العالم، وسعيها لتحقيق التواصل المعرفي والثقافي، انطلاقًا من رؤية المليك للحوار بين أتباع الأديان والثقافات؛ وهذا العام كان قرار إقامة حفل تسليم الجائزة في العاصمة الألمانية برلين للانفتاح على ثقافة عريقة مثل الثقافة الألمانية، وقد وجد هذا القرار ترحيبًا من الحكومة الألمانية والنخب العلمية والفكرية هناك بما يعبر عن عمق علاقات الصداقة بين المملكة وألمانيا، ويجسد حجم التأييد والتجاوب مع مشروع المليك الحضاري ورؤيته للتعاون والتواصل بين الحضارات، على أساس من المعرفة الموضوعية بخصائص ومكونات كل ثقافة، وتقديرًا لجهود المملكة ومواقفها الداعمة والواضحة لنبذ دعاوى الصدام والصراع والسعي إلى القواسم المشتركة التي تدعم فرص التعايش السلمي بين كل الدول والشعوب، وهو أمر كان مخططًا له بالفعل وتوافرت كل العوامل التي ساعدت على تحقيقه والحمد لله - وسوف يستمر هذا التوجه بمشيئة الله تعالى خلال السنوات المقبلة .

* وهل ثمة استعدادات لاستثمار حفل تسليم الجائزة في ألمانيا للتعريف بالجائزة والانفتاح على الناطقين باللغة الألمانية؟

- أشرنا إلى أن الجائزة نجحت خلال الدورات السابقة أن تفرض حضورها ضمن جوائز الترجمة الدولية، مستفيدة في ذلك من المكانة الرفيعة لراعيها وتوجيهاته الكريمة في هذا الخصوص، وجهود ومتابعة رئيس مجلس أمنائها، فضلاً عن القيمة المالية والمعنوية الكبيرة للجائزة التي جعلتها محل اهتمام كافة الأفراد والمؤسسات المعنية بالترجمة.. لكن هذا لا ينفي ضرورة استثمار حفل تسليمها في العاصمة الألمانية برلين وغيرها من العواصم الأخرى مستقبلاً في التعريف بالجائزة وأهدافها وشروط التقدم إليها،وذلك بالتنسيق مع سفارات خادم الحرمين الشريفين في جميع دول العالم وذلك من خلال دعوة عدد كبير من سفراء الدول وأعضاء البعثات الدبلوماسية ورموز المجتمع الألماني من الساسة والمفكرين والأدباء والمبدعين والكتاب.

* من وجهة نظركم ما هي أبرز عوامل نجاح الجائزة رغم حداثتها مقارنة بغيرها من جوائز الترجمة الإقليمية والدولية؟

- نجاح "جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة" يعود بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، لرعايته الكريمة لهذا المشروع الثقافي والعلمي، والتي تمثّل لها قاطرة هذا النجاح؛ ثم لتلبيتها حاجة حقيقية لتنشيط حركة الترجمة من اللغة العربية وإليها، بعد سنوات طويلة من الضعف الذي يكاد يصل إلى حد الجمود في هذا الميدان، وذلك من خلال تحفيز المترجمين أفرادًا و مؤسسات على نقل أفضل الأعمال في مجال العلوم الإنسانية والتطبيقية، ولا شك أن شمولية مجالات الجائزة لكافة فروع المعرفة، وتخصيص جائزة للمؤسسات ذات الجهد المتميز في مجال الترجمة، من مقومات نجاح الجائزة، ولا نغفل هنا وضوح أهداف الجائزة ومعايير الترشيح لها،والقواعد العلمية والمهنية الدقيقة في تحكيمها - باعتبارها من المقومات التي أوجدت حالة من الثقة في نزاهة الجائزة وحياديتها ومصداقيتها.