• ×
الجمعة 10 شوال 1445

المفتي يدعو المسلمين إلى استغلال الحج بالتعاون والتفاهم

المفتي يدعو المسلمين إلى استغلال الحج بالتعاون والتفاهم
بواسطة fahadalawad 05-12-1433 04:57 مساءً 390 زيارات
ثقة ج واس : افتتح وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار، اليوم، ندوة الحج الكبرى التي تنظمها وزارة الحج تحت عنوان "الحج عبادة وسلوك حضاري" وذلك بقاعة الذكرى الخالدة بمكة المكرمة، بحضور سماحة مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.

وبدأت الجلسة الافتتاحية للندوة بتلاوة آيات من القران الكريم ثم ألقى مفتي عام المملكة كلمة قال فيها "إن الله خلق الخلق لعبادته وهذه العبادة لتهذيب وتزكية النفوس، وعند تأمل المسلم لتلك العبادات يجد أنها سبب من أقوى الأسباب لراحة النفوس وطمأنينتها وزكاتها، وإن التوحيد وحده هو أساس الملة وأساس التالف فلا جامع للقلوب ولا موحد للصفوف إلا توحيد الله وإخلاص الدين له وإفراده بجميع العبادة واعتقاد كمال أسمائه وصفاته على ما يليق بالله جل وعلا".

ووصف سماحته الحج بالمؤتمر الإسلامي الكبير، مؤكداً أنه يقوي الأمة ويزيد ارتباط بعضها ببعض ويشد أزرها ويلتقي فيه المسلمون من أرجاء الدنيا على اختلاف لغاتهم وأماكنهم ويجمعهم في جامع واحد مستدلا بقوله تعالى "إنما المؤمنون إخوة" وقوله سبحانه وتعالى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم".

وبين سماحة مفتى عام المملكة أن هذا المؤتمر العظيم هو قائم على توحيد الله وإخلاص الدين لله وإفراد الله بالعباد وقائم على توحيد القلوب وجمع الصف إلى جانب كونه عبادة جمعت بين العبادة المالية والبدنية حيث أن فيها إتعاب البدن وبذل المال في سبيل الله.

ودعا المسلمين للاستفادة من هذا الموسم العظيم بالتعاون والتفاهم والتدارس واللقاءات الأخوية بين الحجاج من علماء وقادة ليناقشوا مشاكلهم والبحث عن علاج لقضاياهم التي تحيط بهم مشيراً إلى أن الآراء المتعددة والمتنوعة لها شأن عن الرأي الواحد.

وقال مفتي عام المملكة "إن هذه الدولة المباركة قد بذلت جهداً كبيراً وهيأت مناخاً عظيماً لحجاج بيت الله الحرام ليؤدوا مناسكهم في أمن ويسر وسهولة وراحة واطمئنان, وسخرت الرجال والأموال من أجل راحة ضيوف الرحمن منذ عهد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- حتى هذا العهد الزاهر حيث بذل قادة هذه البلاد الغالي والنفيس من اجل خدمة حجاج بيت الله الحرام".

ودعا في الوقت نفسه الأمة الإسلامية إلى أن تكون أمة واحده وتحرص على عدم الاستماع للقنوات السيئة والمواقع المشبوهة التي همها الكذب والافتراء والدجل وافتراء الأحاديث وأن تكون أمة واحدة واعية مخلصة لدينها متمسكة بشريعة إسلامها حريصة على ما يؤلف القلوب ويجمع الكلمة.

وبدوره، نقل وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار، تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله" للمشاركين في هذه الندوة، مرحباً بسماحة مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وبالعلماء والمفكرين والمثقفين والأدباء من جميع أنحاء العالم الإسلامي وبالحضور والمشاركين في هذه الندوة التي دأبت وزارة الحج على عقدها سنوياً.

وقال: "إن هذه البلاد ملكاً وحكومة وشعباً بقيادة خادم الحرمين الشريفين -رعاه الله- تتشرف كل عام بخدمة ضيوف الرحمن ليتمكنوا من أداء نسكهم وفق مراد رب العزة والجلال وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وبكل يسر وسهوله وليعودوا بعد ذلك إلى ديارهم وأوطانهم سالمين غانمين".

وأكد أن المملكة العربية السعودية ومنذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله- وتبعه أبناؤه البررة من بعده يبذلون الغالي والنفيس لخدمة الأماكن المقدسة والعمل على توسعتها وتهيأتها لتكون ميسرة لضيوف الرحمن، وقال "هذا هو ديدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود -حفظه الله- الذي لا يألو جهدا في تنمية المشروعات الطموحة بعيدة المدى وأولها التوسعات الجبارة للحرمين الشريفين".

ودعا حجاج بيت الله الحرام إلى التعاون التام مع القائمين على خدمتهم وذلك لتحقيق الأهداف السامية لأداء النسك ولإعطاء الصورة المشرفة لما يدل على التسامح والإخاء امتثالاً لقوله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان".

وتمنى التوفيق للمشاركين في أعمال هذه الندوة التي تضم نخبة من خيرة علماء ومفكري ومثقفي وأدباء العالم الإسلامي الذين سيثرون فعاليات الندوة بأطروحاتهم وآرائهم المستنيرة ونقاشاتهم الموضوعية بهدف تلاقح الأفكار التي ستؤدي بإذن الله إلى توصيات يسترشد بها لتبصير الحجاج.

وخلال الندوة أجاب مفتي عام المملكة على أسئلة واستفسارات المشاركين في الندوة، التي تسعى وزارة الحج من خلالها إبراز الدور الثقافي والحضاري الذي تضطلع به المملكة لخدمة حجاج بيت الله الحرام والتأكيد على الدور الثقافي والحضاري للمدينة المقدسة مكة المكرمة وإبراز أهم الانجازات والمشروعات المتلاحقة في الحرمين الشريفين لخدمة قاصديهما وترسيخ مبدأ الحوار الفكري الهادي لقضايا الأمة الإسلامية من خلال موسم الحج عبر هذه الأعداد من الحجاج.