• ×
الثلاثاء 7 شوال 1445

في افتتاح جلسات اللقاء الخطابي الثقافي الخامس

ابن معمر : انقدونا واعطونا الرأي الصريح

ابن معمر : انقدونا واعطونا الرأي الصريح
بواسطة fahadalawad 27-01-1434 10:17 مساءً 498 زيارات
ثقة : الرياض  أكد الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني معالي فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، أهمية المركز في نشر ثقافة الحوار في المجتمع ، مبينا أنه أصبح قناة للتعبير المسؤول تنطلق منها الآراء والأفكار المستنيرة .
وقال في كلمته الافتتاحية التي ألقاها في بداية جلسات اللقاء الخطابي الثقافي الخامس ، الذي عقد بعنوان " الثوابت الوطنية للخطاب الثقافي السعودي " مساء اليوم في قاعة الخزامي بالرياض " أن المركز يقف بمسافة واحدة من جميع المشاركين في اللقاء " .
وأعرب عن شكره المشاركين في اللقاء على تلبية الدعوة والمشاركة في اللقاء ونقل تهانيه وتهاني اللجنة الرئاسة بمناسبة نجاح العملية الجراحية التي أجريت لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز آل سعود .
وعبّر بن معمر عن أمله في أن يسهم اللقاء في وضع رؤية مستقبلية حول الخطاب الثقافي السعودي ، وحول الثوابت الوطنية في الخطاب الثقافي، والاتفاق على رؤية وطنية حول تلك الثوابت مرحباً بكل نقد هادف يوصلنا جميع الى القرار الصحيح .
من جانبه أكد نائب رئيس اللجنة الرئاسية للمركز معالي الدكتور راشد الراجح الشريف، في كلمته الافتتاحية للجلسة الأولى للقاء التي خصصت لمناقشة محور الثوابت الوطنية السعودية في ضوء المحددات الشرعية والتاريخية على أهمية موضوع الثوابت الوطنية والتي سيتناولها اللقاء.
وقال " إن اختلاف التفسير حول مفهوم الثوابت الوطنية لا يعني أن هناك اختلافاً في مفهوم الوحدة الوطنية والمرجعية التي تعود إليها تلك الثوابت.
وأعرب في كلمته عن شكره لخادم الحرمين الشريفين ، وولي عهده الأمين -حفظهما الله -على اهتمامهما ورعايتهما لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني .
وقدم الشيخ محمد السعيدي ورقة علمية في اللقاء حول الثوابت الوطنية السعودية في ضوء المحددات الشرعية والتاريخية عرف فيها الثقافةَ بمفهوميها الخاص والعام , الذي يُعنَى به اللقاء وهي كل ما يُكَوِّن ذهنية مجتمعٍ أو أمة ما من دين ولغة وتاريخ تؤثر بالطبع على إنتاج أخلاقها وآدابها وتصوراتها أو رؤاها للكون والحياة وكذلك العبادات و العادات والأعراف حتى يصل تأثيرها إلى لباسها وطرائق سكناها بل ربما تجاوز ذلك إلى أساليبها في المخاطبات والمكاتبات والحركات والسكنات.
وتحدث عن تكون الثقافة وإنتاجها وأشياء أخرى متعلقة بها مهمة في تحديد الثوابت والمتغيرات ومنها مراحل تكون الثقافات وانقسامها إلى ثالث فئات: الفئة الأولى : أصول القيم ، الفئة الثانية : قيم الأمة , الفئة الثالثة: السِّمات المُمَيِّزَة لتفاصيل حياة الشعوب اليومية , وكذلك تحدثت عن الصواب والخطأ في تكون الثقافات .
وتطرق في ورقته إلى الضابط الذي نميز به بين الثابت والمتغير واختلاف تحديد الثوابت بذكر ضابط يعطينا القدرة على التحديد ، مشيراً إلى الثقافة بمعناها الاجتماعي تنقسم إلى ثلاثِ فئات من العناصر المُكونة لها وجميع هذه العناصر لا يُمكن أن تكون ثابتة , كما أنه من الخطر أن تكون كُلُّها متغيرة , فما هو الثابت , وما هو المتغير في الثقافة؟ أو لِنَقُل : ما هي العناصر التي ينبغي أن تكون ثابتةً وما هي العناصر التي ينبغي أن تتغير , أو لا بأس في أن تتغير ؟
وأكد أن الجواب عن هذا لا يُمكن أن يكون عاماً في جميع الثقافات الإنسانية , فكل أمة لها ثقافتها التي تختلف في عناصر تكوينها عن الأخرى وبالتالي تختلف أيضا فيما يجب أن يكون بالنسبة لها ثابتاً أو ما يكون متغيراً .
وقال " الضابط الذي أتصوره لتحديد ماهيةِ ما يُمكن أن يطلق عليه ثابتاً وماهيةِ ما يُمكن أن يُطلق عليه مُتغيراً هو الرسالة الإنسانية التي تُريد ثقافةٌ ما تقديمها للكون , فكل ثقافة مُكتملة العناصر تحمل رسالةً ما تريد تقديمها للكون , وتختلف هذه الرسالة من ثقافة إلى أخرى من حيث حجمها ومدى سموها وقابليتها للقبول بين أمم الأرض , ونوع هذه الرسالة وقدرة الشعوب على حملها وقدرتها الذاتية على جلب التفاعل معها هو ما يحدد عمر هذه الثقافة على وجه الأرض " .
وأضاف " إن أعمار الثقافات على وجه الأرض مرتهَنٌ برسالاتها من أجل ذلك نجد أن تعرُّفَنَا للثابت والمتغير من خلال جعلنا رسالَة الثقافة معياراً لذلك أمر منطقي جداً , كما أنه دقيق في إمكانية استخلاص الثوابت والمتغيرات من خلاله " .
وأردف يقول " يُمكن أن نصوغ ضابط الثابت والمتغير في الثقافة بالعبارة التالية : فكل ما يتعلق بهذه الرسالة الكونية مما يؤثر تغيره على هذه الرسالة سلباً فهو من الثوابت وكل ما يؤثر تغيره على هذه الرسالة إيجاباً , أو ما ليس لتغيره أثر أصلا في الرسالة الكونية لهذه الثقافة أو ما كان أثره فيها ضعيفاً , فهو من المتغير ، وهذا الضابط كما يصدق على ثقافة الأمة والثقافة الوطنية يصدق أيضا على سائر الثقافات العالمية " .
كما ناقش اللقاء في الجلسة الثانية الثوابت الوطنية السعودية في ضوء المحددات الإنسانية والحضارية ، رأسها معالي نائب رئيس اللجنة الرئاسية للمركز الدكتور عبد الله عمر نصيف .
وألقى الدكتور عبد الرحمن بن سليمان الحبين ورقة علمية حول الموضع نفسه قال فيها " لكي نحدد مفهوم الوطنية سيدخل في المعايير الشعور الغريزي التلقائي، والعاطفي النفسي، والتاريخ والجغرافيا (الحدود السياسية الراهنة). تركيبة تدمج بين المعنوي والمادي، وبين الماضي والمستقبل . وإذا شئنا التعريف فموسوعة ستانفورد الفلسفية تُعرِّف الوطنية باختصار بأنه "حب الإنسان لوطنه." موضحة أن هذا يجسد المعنى الأساسي للمصطلح في الاستخدام العادي ، ولكن إذا شئنا الدقة فالتعريف بحاجة إلى بلورة وأكثر دقة .
وقد شارك في اللقاء أكثر من "70 " متحدثا ومتحدثة , أثروا اللقاء بالعديد من الرؤى التي تدور حول تحديد مفهوم الثوابت الوطنية السعودية في ضوء المحددات الشرعية والتاريخية .
يذكر انه ستعقد صباح غد جلستي عمل بعنوان " اختراقات الثوابت الوطنية السعودية في الخطاب الثقافي وأخرى بعنوان رؤية مستقبلية لخطاب ثقافي سعودي ملتزم بالثوابت الوطنية "