• ×
الأربعاء 15 شوال 1445

فلكية جدة : بداية فصل الشتاء ونهاية تقويم حضارة المايا الجمعة المقبلة

فلكية جدة : بداية فصل الشتاء ونهاية تقويم حضارة المايا الجمعة المقبلة
بواسطة fahadalawad 04-02-1434 11:57 صباحاً 412 زيارات
ثقة ج جدة : أفاد المهندس ماجد ابوزاهرة رئيس الجمعية الفلكية بجدة أن الكرة الأرضية تصل إلى نقطة الانقلاب الشتوي في مدارها حول الشمس وبداية فصل الشتاء في المملكة وكامل النصف الشمالي من الكرة الأرضية يوم الجمعة 21 ديسمبر عند الساعة 2:12 بعد الظهر بتوقيت مكة المكرمة وهو نفس التوقيت لانتهاء فترة "الحساب الطويل" لتقويم حضارة المايا القديمة والذي ارتبط به عدة فرضيات حول نهاية العالم .

وبين ابوزاهرة : إن الانقلاب الشتوي يحدث عندما تصل الشمس " ظاهريا " إلى أقصى ميلان باتجاه الجنوب في السماء ، حيث يكون القطب الشمالي مائلا مبتعدا عن الشمس. وفي هذا اليوم كل المواقع فوق خط عرض 66.5 درجة شمال في الدائرة القطبية تقع في الظلام. في حين أن المناطق أسفل خط عرض 66.5 درجات جنوب" الدائرة القطبية الجنوبية " تستقبل ضوء النهار طوال 24 ساعة.

وستكون الشمس مباشرة فوق مدار الجدي في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية خلال الانقلاب الشتوي . وبالنسبة للقاطنين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية ، هذه علامة على اقصر ساعات نهار في السنة ، وبالنسبة للقاطنين في الدائرة القطبية الشمالية إلى القطب الشمالي لن يتمكنوا من رؤية الشمس خلال هذا الوقت من العام ، وخلاله طول الليل وقصر النهار ثم يبدأ النهار في اخذ الزيادة من الليل. ويستمر فصل الشتاء حتى 20 مارس المقبل .


من جهة أخرى أوضح ابوزاهرة : أن بداية فصل الشتاء سيزامن مع انتهاء واحدة من أطول دورات تقويم حضارة المايا ، الذي شغل البشرية لعدة سنوات وذلك نظرا لربطة بنهاية العالم من خلال كوارث كونية . علما بان المايا لم يقوموا بعمل نبؤه واحدة مرتبطة بنهاية العالم ، ولكن تم في يونيو الماضي اكتشاف نص قديم عثر عليه في غابات غواتيمالا يحمل جملة " نهاية التاريخ " ولكنه لا يشير إلى نهاية العالم وهو يعتبر أهم قطعة أثرية يتم العثور خلال عدة عقود ويبلغ عمرها 1.300 سنه ، ولكن تم ربط التقويم وادعاءات نهاية العالم من قبل مروجي فرضية العام 2012 ، والتي أشاروا فيها إلى أن المايا ربما تنبؤ بأحداث مستقبلية. ولكن هذه الادعاءات لا يوجد لها مرجع علمي .

ولعدة سنوات ماضية نشرت العديد من الفرضيات حول نهاية العالم ، حيث افترض حدوث انقلاب للمجال المغناطيسي للأرض ، وكان هذا حدث آخر مرة منذ حوالي 800.000 سنه مضت ، ولكن الكائنات الحية نجت منه ، وحسب الأدلة الجيولوجية فقد تبين بأن المجال المغناطيسي للأرض عكس اتجاهه عشرات الآلاف من المرات عبر تاريخ الأرض ، وحتى الآن لا يوجد دليل قاطع بان انعكاس المجال المغناطيسي للأرض قد تسبب في الماضي في حدوث انقراض نظرا لزيادة تدفق الأشعة الكونية.

ومما أشيع أن المجال المغناطيسي للشمس سوف يتغير ما سيتسبب في حدوث انفجارات شمسية قوية جدا تسبب في انطلاق اشعاعات شمسية قاتلة !! وهذا غير صحيح فكما هو معلوم بان الشمس له دورة نشاط للبقع الشمسية تحدث كل 11 سنه والتي يتحكم فيها المجال المغناطيسي المعقد ويقلب القطبية . والذروة الشمسية المتوقعة ستكون العام المقبل 2013، وبعض التوقعات تشير إلى أنها قد تكون اقوي بمقدار 30 إلى 50 في المائة أعلى من آخر ذروة نشاط شمسي. ولكنها لن تكون اكبر ذروة مما هو مسجل سابقا . وكان اكبر توهج شمسي مسجل حدث في 4 نوفمبر 2003 حيث قذف بضعة بلايين من الأطنان من البلازما في اتجاه الأرض . وفي ذلك الوقت ضرب الغلاف الجوي حول الأرض إشعاعات اكس والتي كانت مساوية لإشعاعات 5000 شمس حسب القياسات. ولكن الحضارة لم تنتهي .

ومن الفرضيات أن محور دوران الأرض حول نفسها سوف ينحرف عن موقعة ، وهذا الأمر لحدوثه يجب أن تكون هناك قوة ضخمة تمارس على الأرض . وهنا يجب أن نتخيل مقدار الطاقة اللازمة لتحريك كامل محور الأرض والذي سوف يتطلب طاقة خرافية تجعل الأرض تتوقف عن حركتها الحالية وبعد ذلك تبدأ الأرض في الدوران في الاتجاه المعاكس وحتى يتحقق ذلك علميا يجب أن يحدث اصطدام ضخم مع جرم سماوي وذلك الرجم له محور دوران مختلف وذلك سوف يتسبب في اتحاد الزخم الزاوي لكلا الجرمين وحتى يتحقق ذلك يجب أن يكون ذلك الجرم الفضائي في حجم كوكب المريخ أو اكبر منه ؟ ولكن أين ذلك الجرم؟ ومن أين سوف تأتي تلك الطاقة ؟ وحسب الادعاءات انحراف القطب الجغرافي " سوف يكون بمقدار 10 أو 15 وربما 20 درجة . وحتى لو عبر جرم كبير بالقرب من الكرة الأرضية ، فانه لن يتسبب في تغير محور دوران الأرض حول نفسها بالمقدار الذي تم ادعاءه .


إضافة تم افتراض أن انفجار سوبر نوفا سوف يقضي على الأرض ، في حقيقة الأمر لا يوجد نجم قريب جدا من الأرض حيث أن الاشعه من انفجار نجم ميت يؤثر بشكل خطير على الأرض . إن اقرب نجم هو نجم احمر عملاق وهو نجم منكب الجوزاء ، والذي يعتقد انه سوف يتفجر خلال 1000 سنه المقبلة . والنجم " ايتا كارينا" هو أيضا هو في مراحله الأخيرة من حياته ، وحتى لو أن نجم ميت له محور دوران باتجاه الأرض تماما ، فلا يجب الخوف ، من سيل أشعة غاما المقذوف من انفجار نواه النجم. وفي حقيقة الأمر أن النجوم التي تقذف هذه الإشعاعات غير شائعة في مجرتنا درب التبانة

ومن الفرضيات ، تم افتراض أن سحابة من الطاقة السلبية ستبتلع النظام الشمسي.وهي سحابة مظلمة ، كما يظهر في أفلام الخيال العلمي . ولكن من الناحية العلمية فان الطاقة المظلمة تحيط بنا فعلا ، ولكنها ليست في شكل سحب ونفس الأمر ينطبق على المادة المظلمة .


وأضاف ابوزاهرة : أن من الادعاءات حدوث اصطفاف بين الأرض والشمس وثقب اسود يوجد في مركز مجرتنا درب التبانه. هذا أمر غير ممكن ، ولكنه لن يكون مشكلة لو حدث . إن الثقب الأسود في مجرة درب التبانة ليس له تأثير على قرص المجرة . فذلك الثقب الأسود هو بكتله 3 مليون كتله شمسية . درب التبانة كتلتها بضعة تريلونات كتله شمسية عندما نضيف شد المادة المظلمة . لذلك أي تأثير للثقب الأسود على المجرة لن يذكر . إضافة إلى فرضية تدعي حدوث كسوف للثقب الأسود في مركز مجرتنا وسيتسبب في التأثير على الكرة الأرضية يشمل زلازل ، وموجات مد بحري " تسونامي " وانعكاس موقع القطبين عير صحيحة.



أما ما قيل عن اصطفاف بين المشتري وزحل سوف يعمل على اضطراب جاذبية الأرض. فلعدة عقود كان هناك العديد من ادعاءات نهاية العالم والتي إشارات إلى اتحاد جاذبية ناتج عن اصطفاف الكواكب الكبيرة سوف يتسبب في ثوران جيولوجي على الأرض ولكن لا حقيقة لها في العام 2012 ، وكان حدث في العام 1962 ، اقتران نادر للكواكب الكبيرة تدفع بالكثيرين للخوف . ذلك الاقتران حدث في 4 5 فبراير ، وقد صاحبة كسوف للشمس . وهناك اقتران كبير في العام 1982 وأطلق عليه "تأثير المشتري " وفي وقتها تم التنبؤ بحدوث زلازل وعمليات مدر وجزر ضخمه ، ولكن الحياة مرت كالمعتاد . إن القمر له تأثير جاذبية كبير على الأرض من تأثير المشتري وذلك لفارق المسافة بين القمر والمشتري فالمشتري يبعد عنا مسافة ضخمه 400 مليون ميل



ومن ضمن الادعاءات بان هناك كويكب أو عدد من الكويكبات سوف يصطدم احدها أو جميعا بالأرض أو أنها سوف تمر بالقرب من الأرض مل سوف يتسبب في حدوث اضطرابات أرضية . وعلى الرغم من هذه الادعاءات فنؤكد بأنه لا يوجد خطر حالي من اصطدام ، وخاصة خلال العشرين سنه قادمة . وخلال شهر ديسمبر الجاري هناك سبعة كويكبات سوف تعبر بالقرب من الأرض واهما هو الكويكب توتايس الذي عبر بالقرب من الأرض في 12 ديسمبر الجاري من على مسافة 7 مليون كيلو متر ولم يتسبب في حدوث شيء يذكر .ولعل اقرب الكويكبات التي يمثل خطر هو الكويكب ابوفيس الذي يبلغ عرض 900 قدم ، ولكن فرصة اصطدامه بعد المراقبة والقياسات لمدارة انخفضت جدا ، وسيكون في اقرب اقتراب من الأرض في العام 2029 .



من جهة أخرى أشيع بان هناك مذنبات سوف تصطدم بالأرض واستنادا إلى بعض المواقع على شبكة الانترنت فان المذنب " الوهمي " هو المذنب 5772 "2012" مدمر الأرض و بعض الادعاءات تشير إلى انه " المذنب " لولين " وهذا غير صحيح



وهناك حقيقة علمية أن الأرض تعرضت في الماضي إلى اصطدامات بالمذنبات ، ولكن لا يوجد أي بيانات تشير إلى وجود مذنب سوف يصطدم بالأرض يوم الجمعة المقبلة . ولكن العلماء يركزون نشاطاهم في مراقبة السماء للبحث عن أي جرم ربما سيصطدم بالأرض في المستقبل .



وتم ابتكار نظرية "نيميسيس" و يفترض انه نجم قزم احمر أو نجم قزم بني ، يدور حول الشمس على مسافة حوالي 50.000 إلى 100.000 وحدة فلكية . وهذا الجرم تم افتراض وجودة كجزء من فرضية تحاول تفسير ملاحظات لكتلة منقرضة في التاريخ الجيولوجي. ويرجع أصل " نظرية نيميسيس " الى القول أن اصطدام لمذنب أو كويكب ضخم يزيد قطرة على 10 كيلومترات كان السبب الانقراض الكبير الذي حدث منذ 65 مليون سنه مضت.



ولعل ابرز الادعاءات التي ارتبطت بنهاية العالم هي أن جرم ضخم سوف يصطدم بالأرض أو يعبر بالقرب منها جاءات في أشكال مختلفة . ولعل أشهرها كوكب اكس وكوكب نيبيرو وكلاهما خرافي لا وجود له . " كوكب " نيبيرو " يحتل مكان مميزا في خرافات نهاية العالم 2012 . ولم يتم اكتشافه ، لذلك لا وجود له ، وحتى لو كان حقيقي فانه من المفترض انه لن يصل إلا بعد مرور عدة عقود أو قرون بعد العام 2012 .

وقد افترض أن اصغر هذه الأجرام الكبيرة قطره أربع مرات قطر كوكب الزهرة . فإذا كان هناك يوجد جرم فضائي بهذا الحجم في مدار حول الشمس سوف يعترض الأرض يوم الجمعة المقبلة 21 ديسمبر 2012 ، يجب أن يكون مشاهدا اليوم بالعين المجردة في كافة أنحاء العالم الان. وحتى إن هذا الجرم قريب من الشمس فانه من الممكن رؤيته . وإذا كان هذا الجرم بين الأرض والشمس سوف يبدو كشظية . وحتى لو كانت هذه الأجرام صغيرة مثل القمر سوف تكون مرئية .



إضافة إلى انه تم ادعاء وجود جرم فضائي غير مرئي فوق القطبي الجنوبي ولا يمكن رؤيته من النصف الشمالي من الكرة الأرضية ، وهنا يجب توضيح انه يوجد مرصد فلكي كبير في استراليا عند 31 درجة جنوب ، وتلسكوب جنوب إفريقيا الكبير عند حوالي 34 درجة جنوب. وهناك نقاط مراقبة ورصد في الأرجنتين وتشيلي في أقصى الجنوب عند 35 درجة وهذا يعني أن قطب القبة السماوية الجنوبي " وهو نقطة وهمية في الفضاء فوق القطب الجغرافي " سوف تكون فوق الأفق للراصدين في تلك المواقع. لذلك فان لا توجد نقطة في القبة السماوية الجنوبية لا يمكن تغطيتها من خلال تلسكوب أو أكثر .



وعلى افتراض أن هذا الجرم محتجب عن هذه التلسكوبات ، فهذا الجرم سوف الجرم يجب يتحرك في مسار مستحيل حلزوني بشكل جنوني ليبقى قريب من الشمس فهذا أيضا لا يساعد هذه النظرية وذلك لان وكالة الفضاء ناسا تمتلك تلسكوبات فضائية " سوهو وستريو " تراقب الشمس وهذه التلسكوبات تكتشف الأجرام القريبة من الشمس مثل المذنبات والكويكبات.



ومن الظواهر التي تم ربطها بقرب نهاية العالم هو كثرة الهزات الأرضية وأنها اكبر من الطبيعي وان قوتها تشتد ، وهذا غير صحيح وذلك وفق إحصائيات مركز الزلازل الأمريكي من على موقعة الالكتروني , ولكن ربما للتطور التقني وتحديد مواقع الهزات الأرضية حول العالم بسبب الزيادة الهائلة في عدد محطات الرصد الزلزالي في العالم إضافة إلى تحسن وسائل الاتصالات حول العالم . ففي العام 1930 كان هناك 350 محطة تعمل في العالم ، اليوم يوجد أكثر من 8000 محطة والبيانات تأتي متدفقة من محطات الرصد الزلزالي لتحديد مواقع الهزات بشكل سريع و تحديد مواقع العديد من الهزات الصغيرة التي لم تكن مكتشفة في سنوات ماضية . لذلك فان الزلازل لم تصبح أكثر حدوثا . ولم تصبح كثر حدة . وهناك بيانات لـ 110 سنوات من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية والتي تظهر عدم وجود زيادة في حجم أو عدد الزلازل . لذلك لا يوجد سبب في الاعتقاد أن العام 2012 سيكون أكثر من سنه عادية للزلازل.



جدير بالذكر انه هناك الكثير من الادعاءات الأخرى إلى جانب ما ذكر ، فقد ادعى مؤيدو نظرية نهاية العالم بان هناك هجوم من مخلوقات فضائية قادمة من خارج نظامنا الشمسي او ان هناك كانتئات فاضئية سوف تاتي لتنقض الارض من الدمار اضافة الى رصد موت كثير من الحيوانات بشكل غير مألوف وهي تشترك مع غيرها في أنها تفتقر إلى الدليل الذي يدعمها .



وبمشيئة الله تعالى سيكون يوم الجمعة المقبلة يوم عادي للانقلاب الشتوي و أن انتهاء فترة الحساب الطويل الذي هو جزء من تقويم المايا الذي يشبه العجلة لا يعني نهاية العالم ، فعندما يتم الوصول إلى نهاية ، ببساطة يتحول إلى البداية من جديد مثل التقويم الهجري و التقويم الشمسي.