• ×
الخميس 18 رمضان 1445

للاستاذ الشاعر جبران بن سلمان سحّاري

أوضح المسالك

 أوضح المسالك
بواسطة fahadalawad 19-02-1434 01:57 مساءً 1.7K زيارات
ثقة : خاص بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية يقول الأستاذ جبران سحاري: إذا كان للنحو غزل فهذا أوانه ؛ ثم كتب قصيدته التي سماها ( أوضح المسالك ) وهي قصيدة غزلية في النحو والصرف وأشهر المصنفات فيه وأشهر النحاة .
وقد استعارَ عنوانها من كتاب ابن هشام الأنصاري (أوضح المسالك إلى ألفية ابن مالك) يقول فيها :


ألا أيها الدمع الذي يتصببُ = أما لك صبرٌ إنني منك أعـجبُ
ألا (يا) طبيبَ العـشق بالله داوني = فقد قتلتني بالمحاسن زينبُ
(ضميري) إليها في (اتصالٍ) وإنها = لعـنيَ تبدو في (انفصالٍ) وترغـبُ
و(ممتنعٌ صرفي) عن الله إنما = حبيبي له في (فعـله) يتسببُ
قضى الله بـ(التفضيلِ) لي فأرادني = عـلى الضد منه، زاد منه (التعـجبُ)
كتاب إلهي رقيتي فهو ( أوضحُ الـ = مسالك) منه الطبُّ والعـلمُ يُطلبُ
كـ(قطر الندى) تنساب ألفاظُه كما = معـانيه تكفي ثم تشفي وتُعـجِبُ
فـ(كافيةٌ) للناس (شافيةٌ) لما = يعـانونه من كل داءٍ يُعَـذِّبُ
وكل عـلوم الناس (مشتقةٌ) من (الـ = ـكتابِ) لإحيا (جامد) القلبِ (تُنصَبُ)
تأمل تعـاليم (الكتاب) فإنها (الـ = خُلاصةُ) فاحفظها، وهذا مجرَّبُ
عـليك به تفلحْ غـداً يا (ابن مالك الـ = فصاحةِ) تحذو حذوَه وتُـقَـرَّبُ
وكن مؤمناً حيث اعـتقادُك (جازمٌ) = بقلبك، بل بالنطق عـن ذاك (تعـربُ)
فـ(تُبنى) على الأركان أعمالك التي = بها من إله الكون ترجو وترهبُ
ولا تتخذ رأياً عن الناس (مفرداً) = حذار من التفريق فـ(الجمعُ) طَيِّبُ
إذا كان (جمعاً سالماً) فرماحُه = ستنجو من (التكسير) والجد مطلبُ
ورأسك إن (يُرفعْ) بتاج كرامةٍ = فليس (يجرُ) الرأسَ ذلٌ مُخَيِّبُ
لهذا ابتعـد عن صاحب الشر لا ( تُضف = إليه) ففيه الشرُّ يبدو ويَغْـربُ
وأخلص وودع (عاملاً ناصباً) ولا = تكن في (اشتغـالٍ) بالشرورِ فتُصلبُ
فإن اشتغـالاً بالحقير عـن الهدى = لـ(إبدالُ) خيرٍ بالذي هو مُرعِـبُ
(تنازع) أهل الدين (رفعُ) عـدوهم = فـ(عَـدِّ) عـن البلوى، فما القحطُ صَيِّبُ
فمن كان بالجمع المبارك (مُلحقاً) = يُعَـدُّ لدينا (تابعـاً) لا يُؤنَّبُ
من العـقل فاجعـل (مصدراً عـاملاً) وفي = شؤونك فهو (النعـتُ) نعـتٌ محببُ
فذاك (أداة الرفع) لا (الخفضِ) دائماً = لـتعـطفْ على المسكينِ فـ(العـطفُ) مكسبُ
فهذا (بيان) الحب بل ذاك سائرٌ = عـلى (نَسَقِ) القلبِ الذي هو قُلَّبُ
و(تمييزُ) شخصٍ لا لأجل (اختصاصهِ) = هو الظلمُ منه (يُستغـاثُ) و(يُندَب)
(حكايةُ) أخلاقِ الرعاع (إمالةٌ) = عـن الخير، (تصغـيرٌ) لمن هو مخصِبُ
وحدد (زمانَ) الشخص واذكر (مكانَه) = فما كان في (الظرفينِ) فالدهرُ يكتبُ
وحاذر من (الإعـلالِ) في (القلبِ) إن يكن = فداوهْ بـ(جزمٍ) منه ذا الداءُ يهربُ
و(فعـلك) هذا إن يكن (متعـدياً) = يكن (لازماً) منك العـقابُ المرتّبُ
فخذْ (عَـلَماً) يكفي اللبيبَ (إشارةً) = ويا حبذا (مغـني اللبيبِ) المُحبّبُ
ولا (تبتدئ) في محفلٍ بـ(منكّرٍ) = فتنكرَ فضلاً لـ(المعـارفِ) يُوجبُ
ألا يا طبيبَ العـشق هلاّ عرفتَها = ألا إنها (نحوَ) المحبين تذهبُ
سبتني بدَلٍ يأخذ اللبَّ حينما = أشاهده، حيثُ البنانُ المخضبُ
فمن (بصرةٍ) جيدٌ، ومن (كوفةٍ) لمى = وما كان من (بغـداد) قدٌ ومنكبُ
وجن جنوني حينما فاح طيبها = وقلتُ لها: ذا المسك من أين يُجلبُ؟
فقالت: أتاني من كساءٍ كُسيتُه = فخلتُ كساءً لـ(الكسائيِّ) يُنسبُ
ومن بردةٍ كان (المبردُ) لابساً = لها فانبرى منها الحليُّ المذهّبُ
وقد بهر (الفراءَ) حسنُ بيانها = وأصغـى إليه (سيـبويه) المهذّبُ
وأنسى الورى (سحبانَ) بل لو تباريا = لـ(كاد) عليه بالبراعـة يسحبُ
فأجرى (الخليلُ) الدمع (حالاً) (مؤكداً) = عـلى حبه، و ( الصرف ) عـنه معـذِّبُ
خذ الوجد عـني (مسنداً) ليس (مدغـماً) = و(أخبر) به من (كان) للمجد يدأبُ
(لعـل) كلاماً منك يأتي بـ(مُلحةٍ) = لتعـرب عـن (موصول) حبي فتجذبُ
ألا في سـبـيـل العـشـق مـا أنـا (فـاعلٌ) = فـقـد صــار (مـفـعولاً بــه) وهـو مـتـعـبُ