• ×
الجمعة 10 شوال 1445

تركيا وحلفاؤها يريدون رحيل الأسد ولكن ليس بعد

تركيا وحلفاؤها يريدون رحيل الأسد ولكن ليس بعد
بواسطة fahadalawad 22-01-1433 02:52 مساءً 441 زيارات
ثقة : لندن رويترز   ترغب تركيا المدعومة بقوة من حلفاء عرب وغربيين أن يتنحي الرئيس السوري بشار الأسد ولكن ليس بعد .
وأضحت تركيا تحت قيادة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وحزبه الحاكم الإسلامي السابق مركزا رئيسيا لتنظيم المعارضة السورية المتمثلة في المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر المكون بصفة أساسية من المنشقين السنة عن الجيش.
ولكن في المنطقة والعواصم الغربية ثمة مخاوف من أن معارضي الأسد غير مستعدين لتولي السلطة وان سوريا بأطيافها العرقية والطائفية قد تتفكك لتهوي البلاد التي يقطنها 22 مليون نسمة في حالة من الفوضى ما لم يتم التوصل لسبيل يضمن عملية انتقال سلس للسلطة.
وصرح دبلوماسي غربي بارز في أنقرة لرويترز //على رأس الاولويات توحيد المعارضة داخل وخارج /سوريا/ لتصبح خيارا أكثر مصداقية وضم جميع الأطياف والتنسيق بشكل سليم. تعمل تركيا من اجل تحقيق ذلك.
//ما يقلقهم انه إذا رحل الأسد اليوم سيكون هناك المزيد من الفوضى والمزيد من الدمار ولا يعرفون من سيظهرون ويريدون أن تكون المعارضة مستعدة.//
وقال مراقبو الشؤون السورية أن مبعث القلق الرئيسي الآن أن ما بدأ كانتفاضة شعبية قبل تسعة أشهر تحول لاقتتال وقد يتطور الى صراع طائفي مميت لاسيما أن الطبقة الحاكمة وغالبيتها من العلويين يؤججون مخاوف لدى الأقليات في سوريا من أن الأغلبية السنية في البلاد سوف تسحقهم.
ويمكن أن ينتقل هذا المزيج المتفجر الى جيران سوريا لاسيما لبنان والعراق حيث سبق أن اذكت دمشق الانقسامات الطائفية واستغلتها وفي تركيا ذاتها وترتاب أنقرة بان سوريا استأنفت بالفعل مساندة المتمردين الأكراد في الجنوب الشرقي.
وفيما حذرت أنقرة دمشق علنا من تشجيع حزب العمال الكردستاني على تكثيف هجماته فقد عرضت نفسها لخطر أكبر بانضمامها الى أوروبا والولايات المتحدة والجامعة العربية في فرض عقوبات على حكومة الأسد إلا أن معظم المحللين يعتقدون أنها تتردد كثيرا تجاه أي عمل عسكري.
وقال مصطفي اكيول مؤلف كتاب /إسلام دون متطرفين قضية مسلم من أجل الحرية/ //لا أتوقع أي عمل عسكري من جانب الحكومة التركية ما لم يكن هناك توافق وقرار من مجلس الأمن أو عملية يشنها حلف شمال الأطلسي.
//ستكون أكثر قلقا إزاء الوضع الكردي في سوريا لان حزب العمال الكردستاني يضم بين صفوفه عددا كبيرا من أكراد سوريا... وتعتقد الحكومة أن الأسد يدعم الآن حزب العمال الكردستاني ضد تركيا.//
وقال سنان أولجن رئيس مركز الدراسات الاقتصادية والسياسة الخارجية الليبرالي في اسطنبول إن أنقرة تخشى تكرار الإحداث التي شهدتها قبل عقدين من الزمن حين توافد لاجئون أكراد من العراق عبر الحدود التركية بسبب حرب الخليج وربما تتحرك الآن لإقامة ملاذ امن أو ممر أنساني داخل سوريا.
وقال أولجن //لا تريد تركيا بكل التأكيد تكرار ما حدث في عام 1991 حين عبر 550 ألف كردي الحدود في غضون أيام وأخذنا على حين غرة. لن تفعل تركيا ذلك /إقامة ملاذ أمن/ من طرف واحد. لا زالت تحتاج شركاء ودعما من حلف شمال الأطلسي ولكن مع بقاء الحال على ما هو عليه فما من سبب يدفع حلف شمال الأطلسي لتجنب ذلك.//
وقال أولجن أن الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا متفقتان تماما ولكن تركيا لا تزال تريد قرارا من مجلس الأمن ودعما إقليميا ودعما من حلف الأطلسي للمضي قدما.
وفي تحرك مفاجئ طرحت روسيا الحليف القديم لدمشق على مجلس الأمن يوم الخميس الماضي مسودة قرار جديد بشان سوريا اشد لهجة مما أثار آمال الغرب بتحرك من جانب الأمم المتحدة مع تزايد إعداد القتلى.
وعلى النقيض يعتقد دبلوماسي غربي أن تركيا ستتردد في إقامة ملاذ امن لإغراض إنسانية لان هذا يعني وجود قوات تركية داخل سوريا.
وقال //سيفتحون منشاتهم ويقدمون مساعدات إنسانية ولكن لا اعتقد أنهم سيتدخلون ولا يريدون أن يتدخل أي طرف أخر. لا اعتقد أن القوات التركية تريد العبور الى داخل سوريا.//
ويشكك دبلوماسي غربي أخر في أنقرة في احتمال حدوث تدخل عسكري ويعتقد انه سيجري تشديد العقوبات التي تستنزف موارد الأسد وتقوض مكانته.
وقال //أهم شيء هو القدرة عل توجيه ضربة للنظام وتقويض قدراته مما يؤثر في النهاية على قدراته الأمنية. يضعف النظام عل نحو متصاعد ويستمر الشعب في التخلص من الخوف.//
ويبدي مسؤولون بارزون في وزارة الخارجية مخاوفهم من أن تصبح سوريا جبهة جديدة في التنافس الإقليمي بين المملكة العربية السعودية وإيران أخر حليف مهم لسوريا أو أن تكون سببا في إذكاء نزاع طائفي بين السنة والشيعة ويعد العلويون الذي يمثلون العمود الفقري لحكم الأسد احد أطياف الشيعة.
وقال مسؤول //التداخل الإقليمي بين السنة والشيعة أكثر ما يقلقنا ..أن تتحول سوريا الى حرب إقليمية.. وانزلاق السعودية وإيران والعراق في الأمر. وهذا شيء لا يمكن أن تتحمله المنطقة.//
وأضاف //في ضوء أوضاعه الاقتصادية نقدر انه يستطيع البقاء لمدة تصل الى عام /ولكن/ وبعد تشديد العقوبات ربما تقلص المدة.//
ومثل مسؤولين اتراك آخرين أكد على الحاجة لمعارضة تضم الجميع دون اعتبارات طائفية تسهم في حد ذاتها في تقصير أمد الصراع.
وقال //ينبغي أن يشارك إفراد من كل إنحاء سوريا كي يمثلوا /الشعب/ قدر الإمكان لضم جميع الطوائف في سوريا بما في ذلك العلويون.//
وأضاف مسؤول بارز أخر بوزارة الخارجية //هناك عدد كبير من المعارضين والطوائف بينما ينبغي أن يمثلوا جميع فئات المجتمع السوري.//
كما انه لا يعتقد بجدوى سيناريو أخر يطرح على نطاق واسع وهو وقوع انقلاب داخلي أو ثورة داخل القصر على أسرة الأسد.
ويضيف المسؤول //لا اعتقد أن الانقلاب ممكن لان الأسد الأب أسس نظاما مضادا للانقلابات// في إشارة الى الأب حافظ الأسد الذي حكم البلاد على مدار ثلاثة عقود وخلفه ابنه بشار.
ولكن أراء بعض الأتراك أكثر قتامه.
ويقول سولي اوزال المعلق البارز والاكاديمي // تكشفت الامور ولست ادري كيف يمكننا تفادي صراع طائفي هائل بل وحمام دم حين يسقط النظام // .
ويعتقد أن تركيا التي تواجه هي أيضا انقسامات عرقية تعذر حلها مع الأقلية الكردية لن تظل بمنأى عن الصراع.
وقال // الدولة التي تعاني من صدوع طائفية وعرقية ينبغي أن تكون حذرة بشأن أماكن نشر قواتها. كنت أتمنى إلا نتخذ قرارا خطيرا يصعب الرجوع عنه فيما يتعلق بالوضع الطائفي في سوريا // .