• ×
الخميس 18 رمضان 1445

«اللجان النسائية» في الأندية الأدبية بين السلبية والتهميش

«اللجان النسائية» في الأندية الأدبية بين السلبية والتهميش
بواسطة fahadalawad 16-03-1434 04:34 صباحاً 740 زيارات
ثقة ج متابعات: ما يزال واقع " اللجان النسائية" في الأندية الأدبية موضع جدل تجاه مدى الدور الذي تقدمه هذه اللجان من خلال الأندية الأدبية، ومدى قدرتها على الإسهام الثقافي من خلال المشاركة الحقيقية الفاعلة في التخطيط لبرامج الأندية الأدبية، والقدرة على التأثير في اتخاذ بعض القرارات المتعلقة بما يقره أعضاء مجالس الأندية الأدبية.

تقول القاصة شيمة الشمري: المرأة في الأندية الأدبية كما كانت تماما "لجنة نسائية" تنفذ فقط ولا تشارك في التخطيط والاقتراحات واتخاذ القرار، وإن سمح لها بجزء من المشاركة، تجد أن المجلس يشعرها وكأن الموافقة على مقترحها هبة وليس حقا مشروعا لها.

وأضافت الشمري قائلة: ما حدث ويحدث في واقع وجود اللجان النسائية في الأندية الأدبية يشعرنا في أحيان كثيرة بأن ما يقدمنه بمثابة عجلة تسير إلى الوراء، فالمرأة ما تزال عبر وجودها في المؤسسة الثقافية ما تزال تقف في العديد مما يدور في الأندية الأدبية من قرارات متفرجة لا تدري أي الطرق تسلك، لنجد من أعضاء اللجان النسائية من التزمت الصمت بعد صدمتها الواقع! وهناك من هن مازالت تثابر ولو بكلمة!


وقالت شيمة: الوجود المفروض انتخابيا في رأيي- هو شكلي فقط، وكأنك بعد أن تتفنن في طبختك الرئيسة تزينها قليلا بنون النسوة.. مستحضرة في حديثها بأنه منذ عهد النبوة والمرأة شقيقة الرجل في السلم والحرب، وصاحبة مشاركة فاعلة في مجتمعها وحضارته وثقافته.. مختتمة شيمة حديثها بقولها: استمرت المرأة كذلك إلى عهد جداتنا اللاتي وجدناهن حاضرات في المجتمع امتدادا لذلك الحضور، ولا أدري ماذا حدث وبتنا نعاني من سطوة وإقصاء بالعديد من المبررات الدينية، التي نجد أن الدين منها براء.

من جانب آخر وصفت عضو لجنة السرد بنادي الرياض الأدبي الثقافي القاصة نوال الجبر، بأن اللجان النسائية لها حضور نسبي ومتفاوت من ناد إلى آخر، مشيرة إلى أن مرد التفاوت يعود إلى مدى وعي ورحابة الأفق الثقافي لأعضاء المجالس، التي من شأنها استثمار ما تقدمه هذه اللجان، أو وضع مزيد من عراقيل البيروقراطية.


وقالت الجبر: غالبا ما تحرص اللجان النسائية من خلال تجربتي وما ألمسه بوجه عام، على أن تقدم أسماء جديدة، واستقصاء لتجارب مختلفة، وخاصة من جيل الشباب، في سبيل تقديم رؤية مختلفة عما هو سائد فيما يوجه إلى برامج الأندية من تكرار المشاركين، إلى جانب الحرص إلى طرح موضوعات غير مسبوقة وجديدة، مما يدعم الثقافة من خلال استحضار التجارب بين الأجيال، مع الحرص على تقديم أسماء مشهورة، وصناعة الفرصة لأسماء أخرى تستحق الظهور.

وأضافت نوال بأن اللجان النسائية غالبا ما تسعى إلى ما يمكن تسميته بإثبات حضورها من خلال ما تقدمه من مقترحات، إلا أنها غالبا ما تصطدم بواقع ما يجد منها الاستجابة التي غالبا ما تكون محبطة لهذه اللجان، الأمر الذي أوجد صورة مهمشة في غالب ما درج عليه وجود هذه اللجان في الأندية، على الرغم مما قد يتميزن به أعضاء اللجان النسائية من اهتمام وحرص على المشاركة في وضع تصورات البرامج.

وعن المعوقات التي ما تزال تعترض المشاركة الحقيقة للجان النسائية قالت الجبر: تختلف معوقات اللجنة النسائية من ناد إلى آخر، تبعا لاختلاف رؤية المجلس إلى هذه اللجان من ناد أدبي إلى آخر، إلا أنه بوجه عام يمكن اجمال عدة معوقات يأتي في مقدمتها عدم الاهتمام بما تقدمه هذه اللجان من مقترحات أو اختيارات، لأن القرار النهائي والحاسم لأعضاء المجلس الذي غالبا ما يكون له تصوراته الخاصة التي يحرص على تنفيذها، إضافة إلى أن بعض المجالس لا يمنح المشاركة لهذه اللجان، وأخرى تتخذ من البيروقراطية إطارا يهمش من خلالها دور اللجان النسائية.

أما عضو اللجنة النسائية بأدبي مكة سابقا ثريا بيلا، فاستهلت حديثها قائلة: بما أن حديثنا لا يستهدف لجنة نسائية بعينها، فمن خلال تجربتي الشخصية أولا، ومن خلال ما يشاهد في واقع اللجان النسائية في مشهدنا الثقافي، أجد أن فاعلية هذه اللجان قبل مرحلة الانتخابات كانت أكثر نشاطا في العديد من الأندية، إذ كانت اللجان النسائية ذات إسهام من خلال ما تقرره، وما تسهم به ضمن أنشطة الأندية التي فتحت مجالسها آنذاك تقبل مشاركة المرأة في برامجها بشكل حقيقي، بعيدا عن الوجود الشكلي.

وأضافت ثريا بأن وجود المرأة عضوا في مجالس الأندية الأدبية، قلل من دور لجانها النسائية، نظرا للاكتفاء بمشاركة المرأة من خلال المنتخبات في مجالس الأندية، دون أن يكون في المقابل للجانها النسائية أي صلاحية تذكر، مما ينعكس بشكل طبيعي على وجود هذه اللجان.