• ×
السبت 11 شوال 1445
فهد العواد

يوم بدينا تأسيس كيان يحفظ للأمة مكانتها ويصون مقدساتها!

فهد العواد

 0  0  3.3K
يصادف يوم الثاني والعشرين من شهر فبراير من كل عام، يوم تأسيس الدولة السعودية الأولى، حيث أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود "حفظه الله"، بأن تحتفل المملكة العربية السعودية، بهذا اليوم المجيد، تخليداً لذكرى من أسسوا هذا الكيان العظيم والتاريخ المسطر بماء الذهب، وأن يكون إجازة رسمية لجميع قطاعات الدولة.

ويوم التأسيس ذكرى تأسيس الإمام محمد بن سعود قبل ثلاثة قرون، للدولة السعودية الأولى في منتصف عام 1139هـ (1727م)، والتي استمرت إلى عام 1233هـ (1818م)، وعاصمتها الدرعية ودستورها القرآن الكريم وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وما أرسته من الوحدة والأمن في الجزيرة العربية، بعد قرون من التشتت والفرقة وعدم الاستقرار، وصمودها أمام محاولات القضاء عليها، إذ لم يمضِ سوى سبع سنوات على انتهائها، حتى تمكن الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود عام 1240هـ (1824م) من استعادتها وتأسيس الدولة السعودية الثانية التي استمرت إلى عام 1309هـ (1891م).

ثم قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود عام 1319هـ (1902م) ليؤسس الدولة السعودية الثالثة ويوحدها باسم المملكة العربية السعودية، وسار أبناؤه الملوك من بعده على نهجه في تعزيز بناء هذه الدولة ووحدتها، وصولاً إلى هذا العهد الميمون، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله.

فمنذ عهد المؤسس للدولة السعودية الثالثة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـ" طيب الله ثراه، جندت المملكة العربية السعودية طاقاتها وكوادرها وإمكاناتها لتوفير سبل الراحة والسلامة وتحقيق الأمن والأمان لحجاج بيت الله الحرام وقاصديه من الزوار والمعتمرين، ومنذ النداء الذي وجه به المؤسس، إلى جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من مكة المكرمة في شهر شعبان 1343هـ الموافق للخامس والعشرين من فبراير 1925م لتأمين الحج وتحقيق الأمن والسلامة للحجاج.

قبل توحيد المملكة العربية السعودية على يد المؤسس رحمه الله، كان أداء الحج عقبة حتى على القادرين من الناس؛ لما كان يحفه من المخاطر والصعاب، وما مقولة (الذاهب إلى الحج مفقود والعائد منه مولود) إلا تعبيراً دقيقاً لما كان يتعرض له الحجاج من أهوال، ولكن كل ذلك أصبح من الماضي حينما وحد الملك عبدالعزيز - رحمه الله - أطراف المملكة وجمع شمل أبنائها وبسط الأمن في ربوعها، بإقامة الشريعة الإسلامية التي حققت العدل والأمان.

وأصبحت خدمة الحرمين الشريفين ورعاية قاصديهما من مهمات المملكة الأساسية وواجباتها المقدسة، من خلال إعمار الحرمين الشريفين، وخدمتهما، وتوفير الأمن، والرعاية لقاصديهما، بما يمكّن من أداء الحج والعمرة، والزيارة، بيسر وطمأنينة.

وفي مخرجات رؤية 2030، بهذا العهد الزاهر عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهد الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز "أيدهم الله"، تعد برامج خاصة للتسهيل على قاصدي الحرمين الشريفين منذ أن يعقد العزم على الحج أو العمره، وهو في بلدة إلى أن يعود لها في منظومة متكاملة من الخدمات، التي بفخر كل مواطن ومواطنة في هذا التراب الطاهر أنه شريك فيها من باب واجبه الوطني لخدمة زوار الحرمين الشريفين.

فرحم الله من أسسوا لنا هذا الكيان العظيم من الآباء والأجداد، والذي يعد مهوى أفئدة المسلمين، ونواة قوتهم، لما هو عليه من عقيدة صحيحة، واهتمام وعناية بمقدساتهم، وأدام الله علينا الأمن والأمان في ظل القيادة الرشيدة التي تقدم كل غالٍ ونفيس لخدمة هذا الوطن الغالي، ولكل من هم على ثراه من مواطنين ومقيمين.