• ×
الأربعاء 15 شوال 1445

فعاليات لكل الاعمار

خورفكان تفتح أبوابها لزوار "أيام الشارقة التراثية" في دورتها الـ19

خورفكان تفتح أبوابها لزوار "أيام الشارقة التراثية" في دورتها الـ19
بواسطة fahadalawad 14-08-1443 07:16 مساءً 236 زيارات
ثقة : الشارقة عواد العواد   دشن الشيخ هيثم بن صقر القاسمي نائب رئيس مكتب سمو حاكم الشارقة في كلباء أمس، فعاليات "أيام الشارقة التراثية" في دورتها ال19 ، في مدينة خورفكان ، والتي ينظمها معهد الشارقة للتراث تحت شعار "التراث والمستقبل" وذلك بحضور رئيس معهد الشارقة للتراث، رئيس اللجنة العُليا للأيام الدكتور عبدالعزيز المسلم، وكبار المسؤولين من الدوائر الحكومية المحلية في المدينة وجمهور واسع من أهالي المدينة ومحبي التراث والموروث الشعبي، فضلاً عن موظفي وموظفات المعهد وممثلي فرق العمل المشاركة .

وقال مدير فرع معهد الشارقة للتراث في خورفكان خالد الشحي " إن الفعاليات التي ستستمر لغاية 20 مارس الحالي ستجرى فقراتها في موقعين هما القرية التراثية في خورفكان وحارة السدرة التراثية في منطقة اللؤلؤية بهدف تمكين الجميع في مدن ومناطق الساحل الشرقي من الاستفادة وحضور الفعاليات المتنوعة ".

وأشار إلى أن أجندة برنامج الأيام في خورفكان ستكون حافلة بالعديد من الفقرات والمسابقات الرائعة، فعلى الصعيد الثقافي والأكاديمي، سيتم عقد مجموعة من جلسات المقهى الثقافي والتي ستديرها صفية النقبي، حيث ستستضيف القرية التراثية جلسة (السنع الإماراتي بين الماضي والمستقبل) لعبدالله الهامور، وجلسة (تراثنا بين الماضي والمستقبل) للدكتور عبدالله المغني، وجلسة (التراث من البحث العلمي إلى الابتكار نحو مستقبل مستدام) للدكتور أحمد الرئيسي.

فيما ستشهد حارة السدرة التراثية جلسة (خمسون عاماً في صون التراث نحو المستقبل) لفاطمة المغني، وجلسة (التعليم في الإمارة الباسمة.. منهج حياة ورؤية مستدامة) للدكتور علي الزعابي.

في حين سيزخر البرنامج التعليمي والتدريبي بعدد من المحاضرات والورش، حيث ستستضيف القرية التراثية محاضرة (ترميم المخطوطات علم وفن) لحسن مملوك، ومحاضرة (العمارة تراث الماضي والحاضر) لوفاء داغستاني ومحاضرة (التعليم المهني وأثره في تنمية وتطوير الموظفين) للدكتورة بسمة كشمولة فضلاً عن ورشة براعم الموروث المقدمة من مكتبة الموروث. كما سيكون الأطفال على موعد مع فقرات مسرح الأيام في القرية التراثية. وأما في حارة السدرة فسيتم تنظيم فقرة الألعاب الشعبية فقرات مسرحية عديدة موجهة للأطفال ومسرح الدمى تصحبها الأغاني التراثية المحببة لهم، ويشارك أيضاً عدد من الجهات بفقرات متنوعة منها الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، ونادي خورفكان الثقافي الرياضي، ومجلس أولياء أمور خورفكان، وجمعية شمل للتراث الشعبي، والصالون الأدبي لدائرة الثقافة والإعلام، والمسابقات التراثية التي تقدمها هيئة الشارقة للكتاب ونادي خورفكان للمعاقين، بالإضافة إلى الفقرات الشعرية والموسيقية التي تتضمن عازف العود وعازف الكمان.

كما تشارك الفرق الشعبية المحلية والخليجية والعالمية في ساحة متحف الحرف التقليدية برقصات وفقرات مختلفة منها فرق الرزيف والحربية والهبان والليوا والعيالة وفرقة الشحوح، وفرقة شعبية من سلطنة عمان، ورقصات لبنانية وروسية.

وفي قلب الشارقة النابض، وضمن سلسلة جلسات المقهى الثقافي، عقدت جلستان نقاشيتان بإدارة الدكتور عادل الكسادي، تحدث في الجلسة الأولى الأستاذ والباحث في التراث الإماراتي جمعة بن ثالث عن (حساب الدرور في الموروث الشعبي الإماراتي)، فقدم تعريفاً مبسطاً له، واستعرض مجالات استخدام هذا الحساب في معرفة الحسابات الفلكية وأحوال الطقس ودخول الفصول ومواسم العواصف وحركة الأمطار والغيوم؛ ومن خلال استغلال مواقع النجوم، وهو حساب يختلف باختلاف المناطق.

وأوضح أن حساب الدرور نظام فلكي قديم في المنطقة يعمد إلى تقسيم أيام السنة بشكل عشري إلى «36» قسماً، كل قسم عشرة أيام تعرف «بالدّر»، ويبدأ هذا الحساب بطلوع نجم سهيل عند منتصف شهر أغسطس من كل عام، ويٌعرف كل دّر بالمجموعة العشرية التي ينتمي إليها فيقال "لعشر، والعشرين والثلاثين، وهكذا إلى المائة الثانية، ثم يعاد إطلاق العشر والعشرين والثلاثين مرة أخرى".

واعتبر جمعة أن سكان الإمارات قديمًا كانوا يستخدمون هذا التقويم في معرفة أنسب الأوقات للزراعة وجني الثمار وخاصة التمور والمتغيرات المناخية من رياح وأمطار، وكذلك معرفة أوقات صيد السمك وموسمه وأنسب الأوقات للسفر، حيث كان عاملاَ مهمَا في الحفاظ على حياة البحارة، في رحلاتهم الطويلة الممتدة ما بين الإمارات والهند وزنجبار وغيرهما، فقد كانت رحلة النواخذة تمتد من الهند إلى زنجبار، حيث قسموا السنة من خلال هذه الحسبة إلى أربعة مواسم، ووضعوا لكل منها نشاطًا اقتصاديًا معينًا يلائم مناخه.

وفي الجلسة النقاشية الثاني تحدثت الباحثة والمؤلفة الجزائرية شهرزاد العربي، حول قراءتها الاستكشافية للمخطوط التراثي الشهير (كليلة ودمنة)، ملخصة التغيرات التي تعرضت لها مخطوطات هذا الكتاب عبر القرون لاعتبارات تعود للناسخين وأسلوبهم في عملية النسخ ما جعل هذه المخطوطات مختلفة ولربما متعارضة في الكثير من النماذج.

وذكرت الباحثة أنها وقفت على مخطوطتين في مكتبة ميونيخ في ألمانيا، تعود أولاهما إلى القرن 13 والثانية إلى ما بين القرنين 16 و17، واطلعت على ما أصاب الكتاب من تغيرات بسبب التحولات الزمنية المختلفة.

وقرأت الدكتور شهرزاد بعض القصص من المخطوطتين وقارنت بينهما، وبينت أوجه الاختلاف في مضمونهما.


وضمن سلسلة البرامج التعليمية والأكاديمية التي يعقدها مركز التراث العربي بالمعهد، جرت فصول رحلة جميلة قدمها الكاتب والمؤلف إيهاب الملاح بعنوان (من "لماذا نقرأ؟" إلى "شغف القراءة" في ماهية النشاط المعرفي للقراءة).

حيث تحدث الملاح في المحاضرة التي أدارتها عائشة الحصان الشامسي مديرة المركز، عن وجود إرث عربي عظيم تناول كيفية القراءة وأساليبها، ضارباً المثل في ذلك بعدد من المؤلفين العرب مثل الدكتورة سهير القلماوي (العالم بين دفتي كتاب)، كما أوضح أن العديد من هؤلاء المؤلفين الذي برعوا وبرزوا في مجال التأليف والكتابة، قد تأثروا في قدموا بكتب ومؤلفات غيرهم، من خلال قراءتها والاستفادة منها والإعجاب بها، وهو ما يسمى بالقراءة المنتجة والمثمرة، والتي تقود الكتاب نحو نوافذ مختلفة وجديدة للكتاب.

ودعا المحاضر إلى مراعاة معايير ومحددات الاختلاف في الكتابة الموجهة إلى القارئ العام والقارئ المتخصص النخبوي، من حيث سلاسة وبساطة اللغة أو عمقها وتعقيدها.

واختتم الملاح رحلته في عالم القراءة بتقديم إرشادات وأفكار مختصرة للحضور حول كيفية بناء المؤلف الناشئ لكتابه وطريقة عقد فصوله وربط دفتيه بفكرة وروح واحدة تعتبر بمثابة الهوية التي تميزه عن غيره من الكتاب .

وفي فعالية أخرى لمركز التراث العربي، عقدت جلسة حوارية مع المجتمع المحلي الممارس للعناصر المستوحاة من النخلة، حيث تحدث مطر سعيد بن خليف الطنيجي، الباحث في التراث الشعبي والنباتات، حول شجرة النخلة ومراحلها العمرية ومسمياتها المختلفة.

ولفت الطنيجي إلى أن مكانة النخلة بدأت تتراجع مع التطور العمراني وتمدن المناطق والقرى، حيث قل الاعتماد عليها، رغم أهميتها وفوائدها الجليلة لدى الآباء والأجداد، ولا سيما أن النخلة ضرب بها المثل في القرآن، ولها ذكر واسع في الحديث النبوي الشريف، كما أن أماكن تواجدها سابقاً كانت في مواقع محددة في ربوع الدولة ما منحها أهمية كبرى، فضلاً عن الاستفادة منها سابقاً كمصدر من مصادر الحياة لدى الناس في العديد من الجوانب عبر الاستفادة من ثمرها بأنواعه، وظلها ومكوناتها كالجذع والسعف وغيرها في جوانب بناء البيوت والدعون والعريش والطبخ وأدوات المنزل وغيرها، حيث كانت النخلة ومعها الجمل هما المصدران الرئيسان للحياة والنماء لدى الأجيال السابقة.

ودعا الطنيجي إلى إيجاد طرق وأساليب جديدة لربط الشباب بالنخلة من خلال المشاريع الاقتصادية والاستعانة بمهندسين لوضع مشاريع زراعية واقتصادية تجذب أبناء الوطن لهذا الرمز التراثي الخالد.


وضمن فقرات مسرح الأيام، جرت أولى العروض الفنية للفقرة الاستعراضية الغنائية للأطفال "الغولة" والتي يقدمها فريق كورال قيثارة طيبة من جمهورية مصر العربية، والتابعة لجمعية الصعيد للتربية والتنمية بالقاهرة، وتستمر عروضها يومياً حتى يوم 23 مارس الجاري.

وقالت نيفين وجدي مديرة البرنامج الثقافي بالجمعية: إن الجمعية تشارك للمرة الأولى في المهرجان الذي يعتبر من أنجح وأهم المهرجانات التراثية في العالم، من خلال ساحاتها الواسعة والمبهجة والتي تمتزج بأجواء كرنفالية وموسيقية رائعة مع تعدد العروض الشعبية المقدمة من العديد من دول العالم، ما يمنح الزائر شعوراً بأنه يعيش مع تراث العالم بشتى صنوفه في مكان واحد هو قلب الشارقة العريق.

وأضافت وجدي أن فريق كورال قيثارة طيبة المصرية فرقة غنائية استعراضية تقدم فقرات فنية كثيرة ومن ضمنها عمل (الغولة) الذي يمثل الفن النوبي المصري الأصيل ومن خلال توظيف الحكايات والأساطير الشعبية المتراكمة والتي تتناقلها الأجيال، حيث يوفر العمل على مسرح الأيام مزجاً مدهشاً بين فني الغناء والاستعراض مصحوباً بالعزف الحي على الدفوف من قبل الأطفال المشاركين، لافتة إلى أن الفن النوبي المصري يحظى بإقبال كبير من عشاق التراث المصري الغني بالألوان والبهجة واللغة الخالدة .