• ×
الجمعة 19 رمضان 1445

في أيام الشارقة التراثية:

الثقافة الشعبية جزء أصيل في الفنون الحديثة

 الثقافة الشعبية جزء أصيل في الفنون الحديثة
بواسطة fahadalawad 20-08-1443 07:26 مساءً 1.4K زيارات
ثقة : الشارقة عواد العواد تستمر فعاليات أيام الشارقة التراثية في دورتها الـ19 في استقبال زوارها من محبي التراث والراغبين في التعرف والاطلاع على الموروث الثقافي والشعبي على الصعيدين المحلي والعربي وكذلك العالمي، من خلال باقة من الأنشطة والعروض والأجنحة والجلسات الثقافية المتوزعة في جميع مواقع ساحة التراث في قلب الشارقة الذي ينبض بالألق والحركة النشطة على مدار أيام المهرجان.

وتشارك القيادة العامة لشرطة الشارقة بدور أساسي في إنجاح المهرجان وإثراء شراكتها مع معهد الشارقة للتراث في سبيل تحقيق أهداف أيام الشارقة التراثية في صون التراث وحفظ الهوية، ومن خلال العديد من الفعاليات والعروض المختلفة.

وقال المساعد أول عبداللطيف القاضي من إدارة الإعلام والعلاقات العامة بشرطة الشارقة، تحرص القيادة العامة لشرطة الشارقة على حضورها الفاعل في الأيام في جميع دوراتها ومنذ انطلاقها عام 2003، حيث تأتي مشاركة هذا العام تلبية لتوجيهات سعادة اللواء سيف الزري الشامسي قائد عام شرطة الشارقة، من خلال وجود جناح أو ركن للشرطة في جميع مواقع فعاليات الأيام سواء في الشارقة أو المنطقة الوسطى أو المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى توفير جميع العناصر الشرطية اللازمة لحفظ الأمن وتسهيل مرور المركبات وحركة الوصول وغيرها من الاحتياجات الأمنية الرامية لتحقيق أعلى مستويات النظام وبتعاون مثالي فيما بين جميع الإدارات المعنية في شرطة الشارقة " .

ويتميز الجناح المشارك في ساحة التراث بقلب الشارقة بعرض شاشة للجمهور تعمل بتقنية الواقع الافتراضي وتنقل بزاوية 360 درجة جميع محتويات ومكونات متحف الشرطة الواقع بمنطقة ميسلون، وهي فكرة جديدة ومبتكرة تمكن الجمهور من مشاهدة المتحف والتجول فيه والاطلاع على أقسامه ومقتنياته المختلفة، وهو ما يتوافق في الوقت ذاته مع الإجراءات الاحترازية المتخذة للتعامل مع كوفيد-19.

كما يتمتع الزوار بفرصة الاطلاع في ساحة التراث على نماذج من المدافع التي طالما زخر بها تاريخ الإمارة ومن ذلك مدفع الشارقة والذي يحمل شعار شرطة الشارقة بعدما تم إعداده للعرض عام 2010م، ومدفع رمضان، فضلاً عن عرض جانب من المقتنيات الخاصة بحكومة الشارقة، بالإضافة إلى عرض السيارة الخاصة لأول قائد عام لشرطة الشارقة وتعود لستينات القرن الماضي. كما يتم عرض أول واجهة أمنية لشرطة الشارقة لتوثيق تطور آلياتها ومبانيها وخدماتها المختلفة منذ إنشائها وحتى الآن.

ويمكن للجمهور اقتناء وشراء المنتجات اليدوية التراثية والفنية لنزلاء المنشآت الإصلاحية والعقابية والتي يتم تصنيعها داخل المؤسسة، ومن ذلك المندوس والكراسي المناسبة للحدائق وبأحجام مختلفة.

وضمن البرامج الأكاديمية والتعليمية التي يستضيفها البيت الغربي بشكل يومي، قدم الدكتور محمد حسن عبدالحافظ المدير الأكاديمي في المعهد في رؤاه الاستشرافية وخبراته العلمية والعملية حول كيفية الاستلهام الفني للثقافة الشعبية في الفنون الحديثة، حيث تطرق بداية لمفهومي التراث والمأثور الذين يندرجان تحت مظلة مفهوم أوسع هو الثقافة الشعبية، باعتبار الأول عنصراً منقطعاً عن التداول والممارسة، بينما المأثور فهو عناصر قائمة قيد التداول حالياً.

كما استعرض المحاضر مفهوم الاستلهام من ناحية لغوية واصطلاحية من خلال استعانة الفنان للنشاط الإنساني النوعي واستعادته للثقافة الشعبية أو أحد أجناسها وعناصرها لبناء نص أو عمل فني بمختلف صوره، لافتاً إلى أن الاستلهام يمكن أن يكون من خلال ثلاث طرائق أساسية هي الاستدعاء من خلال القراءة أو التذكر أو المعايشة، وأكد أن الطريقة الأخيرة هي الأعمق والأفضل فيما بين الطرق الثلاثة كونها تثمر أعمالاً فنية حديثة.

فيما نظم المقهى الثقافي جلستين نقاشيتين، الأولى حول "فخاري النزلة ومشروع أفراع النزلة" استضافت الباحث والدكتور أحمد عادل، وأدارها الأستاذ محمد حمدان من إدارة المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث، والجلسة الثانية حول "المشاريع الثقافية الفردية والمؤسسية ودورها في رسم مستقبل التراث" وتحدث فيها الدكتور مصطفى جاد، عميد المعهد العالي للفنون الشعبية في مصر، والأستاذة والدكتورة علياء شكري، الخبيرة في مجال التراث، والدكتور أحمد ميلود، رئيس قسم التاريخ والحضارة في جامعة نواكشوط العصرية، وأدارها الدكتور مني بونعامة مدير المحتوى والنشر في معهد الشارقة للتراث.

من جانب آخر، استضاف مركز التراث العربي، ورشة مهمة ألقت الضوء على ملف (استهلاك طبق الكسكسي المشترك بين الجزائر وموريتانيا)، شارك فيها كل من الخبراء في التراث ويزا فللازا، وعبدالسلام أمرير، وزهية بن عبدالله، وسيد أحمد عبدالقادر.

وشهد المقهى الثقافي مراسم توقيع كتاب (درب مليحة) من تأليف الكاتب البحريني إبراهيم سند وإخراج المصمم والرسام البحريني ياسر الحمد، ومن إصدارات معهد الشارقة للتراث، وهو عبارة عن قصة مصورة للأطفال من 7 سنوات فما فوق، وقد استلهمت تفاصيل هذه القصة الجميلة من وحي الرحلة التي تم تنظيمها لزيارة (كثبان مليحة) بالشارقة في الدولة في 19 فبراير 2020 بمناسبة انعقاد خلوة الكتابة الإبداعية في الفترة من 15 إلى 25 فبراير من العام نفسه بالشارقة، والتي نظمتها مبادرة (1001 عنوان) بالتعاون مع الشارقة عاصمة عالمية للكتاب وبرعاية جائزة اتصالات لكتاب الطفل.

ويحكي الكتاب قصة الصديقين سيف وصقر في نزهة ليلية اكتمل قمرها بين كثبان صحراء مليحة، ويغوصان معاً في سرد حواري مليء بالخيالات والتساؤلات والإجابات حول الكون والأرض والسماء بنجومها وأقمارها، ليتواصل سيل الأسئلة مع نزول الرجل الجبار قادماً من "درب اللبانة" الذي يضم مليارات النجوم، ويرحلا معه في بحر التساؤلات مرة أخرى حول المجموعات الشمسية والجاذبية وفرص وجود الحياة في الكواكب الأخرى، لتستكمل القصة تفاصيلها مع أحداث مفاجئة تنمي لدى الطفل معاني الطموح إلى الأفضل والتسامح مع الآخرين والإيجابية في النظر إلى الأمور والتأمل في هذه الحياة.