• ×
الأربعاء 11 ربيع الأول 1447

طفلة ترعي الأغنام في الجبال وتجمع الأحجار النادرة لتفاجأ أنها ذات قيمة حضارية وتاريخية

"ظبية".. فيلم سعودي لفتاة تحكي كشفا أثريا

"ظبية".. فيلم سعودي لفتاة تحكي كشفا أثريا
بواسطة مراد منذ 6 يوم 36 زيارات
 ثقة: اندبندنت عربية

أزاحت هيئة التراث السعودية أمس الثلاثاء الستار عن العرض الأول لفيلم "ظبية"، الذي يحكي قصة واقعية لفتاة بدوية ساعدت السلطات في اكتشاف 19 قطعة أثرية تعود لمئات الأعوام، وأدرجتها الهيئة ضمن السجل الوطني للآثار حتى يمكن عرضها داخل المتاحف الوطنية، والمشاركة في المعارض الخارجية التي تستضيفها المتاحف العالمية.

يحمل الفيلم الذي كتبه وأخرجه المخرج الشاب عز الشلاحي محاكاة لفتاة تعيش في البادية (جنوب السعودية) تدعي ظبية الشهراني (21 سنة حالياً)، وظلت شغوفة بجمع الأحجار منذ سن الخامسة، إذ حرصت على التقاطها من المناطق الجبلية داخل خميس مشيط (جنوب غربي)، وكان شغفها مدفوعاً بانتقاء الأحجار ذات الألوان الزاهية التي تراها يومياً أثناء الرعي.

كانت الأودية هي العالم الذي تعيش داخله ظبية وتفصلها جباله عن العالم الخارجي، ومع تنامي اهتمامها بالأحجار ساعدها المقربون من إخوتها وأهلها في جمعها، فعندما يجدون حجراً زاهياً أو ملوناً يعطونه لها، وظلت الطفلة على هذه الحال لأكثر من 10 أعوام.

ومع تنامي إدراكها بالمحيط الخارجي، بادرت ظبية بالتواصل مع هيئة التراث وأبلغت عن الأحجار الزاهية التي بحوزتها، والتي لم تجد لها مثيلاً.

وخلال عام 2014 سلمت ظبية أكثر من 705 قطع حجرية عثرت عليها في المناطق البرية المحيطة بمقر إقامتها أثناء رعيها في بيشة. وبعد فحصها، تبين أن 19 قطعة منها تحمل قيمة أثرية وتعود إلى حضارات قديمة جنوب شبه الجزيرة العربية. وسُجلت هذه القطع ضمن السجل الوطني للآثار، فيما مُنحت ظبية مكافأة استثنائية تقديراً لحرصها، إذ رفضت التفريط في بقية الأحجار على رغم عدم قيمتها الأثرية ولا تزال تحتفظ بها حتى اليوم.

عقب العرض الأول للفيلم التقت "اندبندنت عربية" البطلة الحقيقية للقصة ظبية الشهراني التي قالت "وقتها كنت صغيرة، تجذبني الألوان ويعجبني التنوع، وكنت أتوقع أنها أحجار كريمة بسبب ألوانها، أما الآن فأنا فخورة بما قدمت، وأشعر أن كل قطعة من الأحجار سواء المسجلة أو التي أحتفظ بها تخصني، وجزء مني".

وحول الفيلم عبرت ظبية عن الشكر والامتنان لكل فريق العمل، مشيدة بالرسالة التي حملها المضمون للكبار والأطفال وتحديداً الفتيات، لافتة إلى أهمية الدعم الأسري الذي وجدته من عائلتها، والاهتمام المجتمعي الذي أحاطها. وعن أحلامها المستقبلية، قالت "أتمنى الوجود في العمل الإعلامي أو كتابة القصص، أو أن أقوم بدبلجة أصوات الأفلام الأجنبية المقدمة للأطفال".

علي الشهراني هو شقيق ظبية وأقرب إخوتها لها، ويرى أن هواية شقيقته في التقاط الأحجار النادرة كانت مثيرة، إذ كان يشجعها ويجمع لها الأحجار الجذابة لتختار منها ما تحتفظ به، لافتاً إلى أنه ساعدها في عملية التواصل مع المسؤولين السعوديين لتسليم القطع الأثرية النادرة.

وعبدالعزيز القحطاني هو ممثل قام بدور شقيق ظبية، وتحدث لـ"اندبندنت عربية قائلاً "المخرج كان ممتازاً معنا، فعلى رغم أنه كان يعيد المشاهد أكثر من مرة، فإنه في كل مرة كان يضع يده على الأخطاء ويوجهنا لتصحيحها"، مؤكداً أنه قام ببطولة فيلم سابقاً يعرض على منصة "شاهد"، إلا أن تجربة "ظبية" خلقت لديه شغفاً جديداً في التمثيل.