• ×
الإثنين 27 شوال 1445
محمد آل مخزوم

مواطن على الهامش

محمد آل مخزوم

 0  0  647
عالمنا العربي يزخر بالكفاءات ، غير أنهم مبعدون من صنع القرار ، إن سألت عن التعليم فماذا عساك أن تسأل ، عن معلم يتلقى كما هائلا من التعاميم والتعليمات بشكل دوري دون أن يكون لرأيه أدنى اعتبار ، أو بيئة مدرسية بعضها لا يصلح أن يكون حظائر للماشية ، أو مقررات عجزت أن تواكب حاجة المجتمع والأمة ، ولذا فلا عجب إن ضاع المعلم والطالب بين الأضلاع الثلاثة ( القرارات والمقرات والمقررات ) .

وإن سألت عن التخطيط والتنمية والبناء ، فلم نفلح بعد عقود من الزمن من اللحاق بالركب ، فمصحاتنا تزخر بالوافدين من الهند والسند ومصر والشام ، وجامعاتنا تشتكي إلى الله من قلة المتخصصين من أبناء الوطن المخلصين ، وقطاعات العمل تكتظ بالعاملين الغرباء من كل حدب وصوب .. عدا أبناء الوطن ، ثم نشكو من تفشي ظاهرة البطالة .

وبروز صور متعددة من ضياع الأمانة كالسرقة والرشوة والاستئثار والخيانة ، فلا دينا أقمنا ولا دنيا تقدمنا ، وصدق الله القائل ( ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ) .

إن سنن الله لا تحابي أحدا ، وإن المتأمل في ما ذكرت يجد أن من أسباب ضعف الأمم وتأخرها هو ظهور الفساد بكل أشكاله وصوره .

لن نتقدم خطوة للأمام .. مالم يكن الهم الأول أن يسند الأمر إلى أهله حتى لا ينطبق علينا التوجيه النبوي الكريم ( إن من ضياع الأمانة أن يوسد الأمر إلى غير أهله ، فإذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ) .