• ×
الأحد 26 شوال 1445
الدكتور : عبدالله سافر الغامدي

صحبة المصلحة

الدكتور : عبدالله سافر الغامدي

 0  0  710
صحبة المصلحة

تلك الصداقة المتصنعة ، والزمالة الخادعة ؛ التي تقوم على مطامح شخصية ، ومطامع ذاتية ، وهي التي لا تعرف القيم الأصيلة، ولا أصول الأخوة الحقة ، ولا الصحبة الحقيقية .

فإن كنت تملك القدرة ، وفي يدك أهمية ، وعندك مسؤولية ؛ وجدت هذه الصحبة قائمة أمامك ، بارزة بجوارك ، وفي موقع شغلك خاصة ومحيط عملك ، ترى ظهورها ،وتشاهد حضورها ؛ في تبجيل صداقتك ، وتعظيم زمالتك ، والتواصل معك في نهارك ، ومعظم ليلك .

لكنك إذا تركت الوظيفة، أو تخلت عنك الصلاحية ، أو أغفلت المساندة ، أو عجزت عن المساعدة ؛ فلا نبل في هذه الزمالة ولا وفاء ، ولا تواصل ولا وصال ، ولا مودة ولا وداد ، ولا عرفان ولا امتنان .

حيث يقوم صاحبها بإعلان القطيعة، وقفل الوصال، وإنهاء الاتصال؛ بعد الحصول على المراد، وقضاء المبتغى؛ فالعلاقة كانت صورية، والزمالة صفتها وقتية ، جاءت فقضت ، ثم مضت وانتهت.

فإن شئت نعيم الأمن والسلام ، والمحبة والوئام؛ فعليك باختيار الصحبة الخيرة، والزمالة الطيبة، مع الحرص على الملاطفة الجميلة، والاهتمام بالتصرفات الرفيعة، على أن تحترس من الزميل الماكر ، والصاحب المخادع المراوغ ، صديق وفي واحد ، خير لك من ألف صديق مكابر ، وصاحب يكابر .