• ×
الأحد 26 شوال 1445
الدكتور : عبدالله سافر الغامدي

مصيدة الأسهم

الدكتور : عبدالله سافر الغامدي

 0  0  991
مصيدة الأسهم

تعد أسواق الأسهم في العالم أجمع؛ من المجالات الجاذبة للمستثمرين؛ حيث تتميز بالبساطة في الدخول ، والسهولة في الخروج ؛ دون بذل الجهد ، أو وقوع التعب، أو حدوث المشقة ، وهي التي يمكن فيها مضاعفة رأس المال، وتحقيق أرباح سريعة في مدة قليلة ، كما يمكن فيها الحصول على السيولة النقدية دون إبطاء أو تأخير.

لكن الذي يعيبها هو الأخطار البالغة، والأضرار الفاحشة؛ التي تنتج عن مفاجآتها، وأخطاء التداول فيها، حيث يمكن لمرتاديها؛ أن تتعرض أموالهم للهلاك ، وأن تصاب أرصدتهم بالإفلاس.

ولعلنا لا زلنا نتذكر تلك الخسائر الضخمة؛ التي تجاوزت مئات المليارات عام 2006 م ، حيث أنهار السوق السعودي؛ وأفلست بسببه شريحة كبيرة من المواطنين ، جعلتهم محبوسين بالديون والأزمات المالية.

إن أسواق الأسهم العالمية تقوم أساليب عدة، وفنيات عديدة؛ منها: التدليس والتغرير، والغش والخداع، وفيها يقوم صناعها ( أصحاب الأموال الضخمة) ؛ بتحريك هذه الأسواق وتوجيهها كما يريدون، وكما يطمعون.

وهي أسواق لا تخلوا من بالبيوع المحرمة شرعاً ، ومن ذلك: بيع الغرر؛ حيث يتم عرض الطلب والبيع الوهمي الخادع، وكذلك بيع النجش؛ الذي يقوم على رفع الأسهم، بقصد يفيد البائع ، ويضر المشتري .
كما تنتشر في هذه الأسواق الإشاعات الواهية، والأخبار الكاذبة ،التي تضلل روادها، وتخدع البائعين والمشترين فيها، والله جل في علاه يقول : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَن تَكُونَ تِجَارَةً عَن تَرَاضٍ مِّنكُمْ).

إن البورصات بشكل عام؛ وبال كبير، وشر مستطير، عودت المتاجرين فيها على الخمول والكسل في طلب الرزق، وجعلتهم يبتعدون عن الأعمال المفيدة في طرق الكسب الطبيعية، بل أراها نوع من أنواع القمار الحديث، المغلف بلباس شرعي، وغطاء قانوني ، فأنت تدفع مالاً مقابل الحصول على مال مجهول؛ قد تملكه، وقد لا تملكه، وأنت تشتري شيئاً مجهولأً، وتبيع على شخص مجهول ،لا تشاهد البائع، ولا تعرف المشتري،

فهل سيثوب المستثمرون الأذكياء إلى رشدهم؛ ليحفظوا أموالهم في أوعية طيبة سليمة،كالعقار الأكبر ضماناً وأماناً ، أو كالتجارة الأكثر نمواً وتقدماً، ( قُلْ لَا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ).