• ×
الأحد 19 شوال 1445
رمي الجمار

رمي الجمار !

رمي الجمار

 0  0  943

يقوم حجاج بيت الله الحرام بعد مبيتهم في مزدلفة الليلة بجمع حصيات لرمي جمرة العقبة بها , والحصيات التي يجمعها الحاج لرمي الجمرات ذات مواصفات معينة في حجمها بحيث تكون مقاربة لحجم حبة الحمص وتكون سبع حصيات لكل جمرة من الجمرات الثلاث .

وسميت بـ " جمرة " مستمدة من معنى اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل ; ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ فالجَمَراتُ والجِمارُ هي الحَصياتُ التي يرمى بها في الجمرات، وواحدتها: جَمْرَةٌ، و المُجَمَّرُ: موضع رمي الجمار هنالك .

وقد سئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى فقال : أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه : إِذا نَحَّيْتَهُ ، و الجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك ، وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ .
والجَمْرَةُ : الحصاة. و التَّجْمِيرُ رمْيُ الجِمارِ.
وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ، وقيل : لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة، وهي اجتماع القبيلة على من ناوأَها .
وقيل : سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع ; ومنه الحديث : "إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه ".
والجمرات الثلاث في منى هي عبارة عن أعمدة حجرية بيضاوية الشكل وسط أحواض ثلاثة، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان ، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام .

وكانت الأحواض التي حول الأعمدة قبل إنشاء جسر الجمرات السابق قد بنيت بعد سنة 1292هـ لتخفيف الزحام، ولجمع الحصى في مكان واحد، وكان حوض جمرة العقبة بني من جهة واحدة، وذلك لأن هذه الجمرة كانت ملاصقة لجبيل صغير، ولما أزيل الجبيل لتوسعة الشارع بقي الحوض على شكل نصف دائرة ، ونظرا لتزايد الحجاج أشيء جسر الجمرات السابق بعد سنة 1383هـ .

وتواصلت الدراسات والجهود في تطوير هذا الجسر حيث تمت توسعته أكثر من مرة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حيث تم إزالة الجسر القديم وإقامة جسر ضخم وتطوير منطقة الجمرات بتخطيط هندسي تكلفته بلغت 4 مليارات ومائتي مليون ريال بحيث يتكون من أربعة أدوار بمخارج متعددة يراعي حركة الحجيج ويوفر الخدمات الأمنية والصحية والنقل والنظافة فحقق النجاح بتيسير رمي الجمار لملايين الحجاج بحمدالله .

ورمي الجمار أيام التشريق في أول أيام التشريق ، ثاني أيام النحر حيث يرمي الحاج الجمرات الثلاث في هذا اليوم , والسنة أن يبدأ بالجمرة الصغرى , ثم الوسطى , ثم الكبرى ( العقبة ) ، يرمي كل واحدة بسبع حصيات قائلاً مع كل رمية : (بسم الله، والله أكبر رغماً للشيطان وحزبه وإرضاءً للرحمن).

ويدعو بعد كل جمرة ما عدا جمرة العقبة الكبرى ، يرفع يديه مستقبلاً الكعبة ويصلي على النبي ( صلى الله عليه وسلم ) و يدعو بحاجته ويقول: (اللهم اجعله حجاً مبروراً وذنباً مغفوراً وعملاً صالحاً مقبولاً وتجارة لن تبور) .

ووقت الرمي من زوال الشمس ( وقت الظهر ) إلى طلوع فجر اليوم التالي ولكن السنة بين الزوال والغروب .

جمرة العقبة تٌرمى بحيث يكون الحاج واقفاً مستقبل الجمرة ويجعل مِنى عن يمينه وطريق مكة عن يساره. أما الرمي من فوق الجسر فمن أي جهة كانت.

أما بالنسبة للجمرة الصغرى والوسطى فترمى من جميع الجهات.

وفي ثاني أيام التشريق ، ثالث أيام النحر
يجب على الحاج رمي الجمرات الثلاثة أيضاً كما رمى في اليوم الذي قبله على نفس الترتيب والكيفية و الوقت. ثم ينفر الحجاج المتعجلون إلى مكة .

اما ثالث أيام التشريق ، رابع أيام النحر إذا كان الحاج متأخراً في مِنى إلى ما بعد غروب شمس ثالث أيام النحر، فيجب أن يرمي الجمرات الثلاث في اليوم الرابع . ووقت الرمي هو من طلوع الشمس إلى غروبها .

( وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُون ) . الآية
ثم ينفر الحجاج إلى مكة .

تقبل الله من حجاج بيته نسكهم وأعادهم إلى ديارهم سالمين غانمين بإذنه ووفق الله القائمين على رعايتهم وجزاءهم الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء على ما يبذلوه من جهود مباركة لخدمة ضيوف الرحمان وكل عام والجميع بخير أعاده الله علينا وعلى المسلمين بالخير والمسارات أنه سميع مجيب .