• ×
الثلاثاء 1 جمادى الثاني 1446

يحكم روسيا بقبضة من حديد

بوتين يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لروسيا

بوتين يؤدي اليمين الدستورية رئيسا لروسيا
بواسطة fahadalawad 16-06-1433 04:01 مساءً 801 زيارات
ثقة : موسكو وكالات   أدى فلاديمير بوتين اليمين الدستورية اليوم ليصبح بذلك رئيسا لروسيا لولاية ثالثة بعد أربع سنوات قضاها في رئاسة الحكومة.
وقال بوتين في كلمة ألقاها بقصر الكريملين عقب أدائه اليمين الدستورية " إن من واجبي الرئيسي هو خدمة روسيا وشعبها" , مشيرا إلى أن أكبر المشاكل والقضايا التي تواجه بلاده يمكن حلها من خلال دعم الشعب له والوقوف ورائه, للوصول إلى دولة قوية .
وفلاديمير بوتين الذي كان رجل استخبارات ثم موظفا كبيرا غير معروف تحول مع صعوده السريع الى رأس الدولة ، الى زعيم متسلط لا يبدو مستعدا للتخلي عن زمام الحكم في روسيا بعدما نجح في تغيير وجهها خلال 12 عاما .
وبعد انتخابه رئيسا في اذار/مارس، بعد ان شغل منصب الرئاسة ثماني سنوات ورئاسة الوزراء اربع سنوات، تم تنصيبه رسميا الاثنين في حفل ضخم في الكرملين حيث اعتبر ان ولايته حاسمة "لمصير روسيا في العقود المقبلة".
لكن بوتين لا يبدو مستعدا لاي تسوية مع المعارضين الذين تمكنوا للمرة الاولى هذا الشتاء من تعبئة حشود ضخمة ضده. وفرقت الشرطة الاحد حشدا كبيرا تجمع للتنديد بعودة بوتين الى الكرملين ما اثار صدامات اسفرت عن جرح العشرات.
وسعى بوتين بعناد وحدة الى تشويه سمعة معارضيه الذين نددوا بحصول عمليات تزوير في الانتخابات واصفا اياهم بالقرود وبالعملاء للغرب يسعون الى ضرب "الاستقرار" السائد في روسيا بعد فوضى التسعينيات.
وشدد كل من بوتين وديمتري مدفيديف الذي اولاه قيادة الكرملين طوال اربع سنوات بسبب عجزه عن الحكم اكثر من ولايتين متتاليتين بعد رئاسته بين 2000 و2008 على ان اسس النظام لن تتغير.
وقال مدفيديف في اواخر نيسان/ابريل "كل هذا اقيم ليستمر طويلا"، علما انه سيحتل منصب رئاسة الوزراء خلفا لبوتين.
وتحدث بوتين البالغ 59 عاما عن امكانية حكمه البلاد لولايتين متعاقبتين حتى العام 2024.
وهذا طمأن انصار الرجل القوي الثاقب النظرة الذين يعتبرونه "منقذا" للبلاد.
وقال المسؤول في الحزب الحاكم سيرغي جيليزنياك مؤخرا ان "فلاديمير فلاديميروفيتش اثبت عدة مرات انه قادر على حل اي مشكلة، حتى في اسوأ الظروف".
وان كان بوتين تمكن من اخراج البلاد من مستنقع ما بعد الحقبة السوفياتية بفضل الموارد النفطية، فان الثمن لقاء ذلك كان هو نفسه، اي الصرامة حتى حدود العنف احيانا.
ويفخر بوتين بانه لم يستسلم قط "للارهابيين" الشيشان، بالرغم من مقتل مئات الابرياء في هجمات فاشلة في اثناء قضيتي الرهائن في مسرح دوبروفكا في موسكو (2002) ومدرسة بيسلان (2004).
مستندا الى جهاز الاستخبارات والشرطة والجيش والمقربين منه في سان بطرسبورغ مسقط رأسه عمد بوتين الى السيطرة على الاوليغارشيين اي رجال الاعمال الذين لعبوا دورا رئيسيا في اثناء ولاية الرئيس الاسبق بوريس يلتسين.
وكان مصير البعض المنفى، فيما سجن رئيس شركة يوكوس النفطية ميخائيل خودوركوفسكي وتم اخضاع الاخرين.
كما سيطرت الدولة على التلفزيونات على غرار قطاعات كاملة من اقتصاد يعاني من انعدام الشفافية والفساد.
ويحرص بوتين الذي يتقن الجودو على اعطاء صورة الرجل "القاسي" فيظهر في صور عاري الصدر على ظهر جواد او مساهما في اخماد حريق عبر قيادة طائرة متخصصة او مجربا بندقية كلاشنيكوف.
اما حياته الخاصة وعلاقته مع زوجته وابنتيه، فلا يعرف عنهما شيء.
وقالت الصحافية ماشا غيسن صاحبة كتاب نقدي عن حياته بعنوان "بوتين، رجل بلا وجه" انه "امضى حياته في الكاي جي بي، اي في السرية. وعندما بات شخصية سياسية عامة تمكن من صياغة تاريخه، وما صاغه هم تاريخ رجل قاس جدا".
بحسب مذكرات مدرسته سابقا التي نشرت عام 2004 فان بوتين لطالما احب اسلوب القوة. فعند تأنيبه في عامه الرابع عشر بعد ان كسر ساق احد زملائه قال "البعض لا يفهم بالكلام".
لكنه دخل السياسة عام 1991 بصورة اصلاحي وانضم الى فريق رئيس بلدية سان بطرسبورغ بعد عمله طويلا في الكاي جي بي وعلى الاخص في المانيا الشرقية (1985-1990).
وحين انضم بوتين عام 1996 الى ادارة يلتسين الذي كان سكيرا ومريضا، حذر من اقامة نظام قبضة حديدية.
وقال في مقابلة ان "هذه الطمأنينة ستزول سريعا، وهذه القبضة ستبدأ في خنفنا".
وبوريس يلتسين، اول رئيس روسي منتخب ديموقراطيا، هو الذي انتشل بوتين من منصب رئيس جهاز اف اس بي الذي خلف كي جي بي، ليعينه رئيسا للوزراء.
وحينما استقال يلتسين عشية العام 2000 عين بوتين رئيسا.